منتدي عالم النور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحب وأهلا يا زائر


3 مشترك

    الصداقة والأصدقاء....*

    الفارس
    الفارس



    رسالتي رسالتي : نخطئ كثيراً عندما
    نظن السعادة خارج ذواتنا نبحث
    عنها في الخارج ولكنها سرعان
    ما تزول وتبقى سعادتنا الحقيقية
    في دواخلنا تتنقل حيث نكون

    الجنس : ذكر
    المشاركات : 533
    العمر : 38
    العمل/الترفيه : طبيب جراح
    المزاج : متفائلون
    السٌّمعَة : 102

    الصداقة والأصدقاء....* Empty الصداقة والأصدقاء....*

    مُساهمة من طرف الفارس الأربعاء 01 أبريل 2009, 12:35 pm

    الصداقة والأصدقاء....* Al-asdlaj-




    uploads/al-asdlaj-.gif

    منـذ أنْ كان على الأرض اثـنان، والبحث عن الصديق مشكلة الـبشرية! ولا تُصدقوا أبداً أنَّ استحالة وجود الخلِّ الوفيِّ، والصدوق الصدوق من أمراض عصرنا، فلا زلتُ كلما أوغلتُ في قـراءة التاريخ، أجدُ في كلِّ قرنٍ من يشكو من غياب الصديق الصدوق، والخـلِّ المُـشفق!



    وكنتُ أسـألُ نفسي بعد كلِّ جولةٍ متى كان هذا المخلوق الخيالي موجوداً؟! يبدو أنَّه كان على الدوام بضاعةً مُزجـاةً، حتى قَرنوه بالغول والعنقاء!



    وإنْ تعجبْ فعجَبٌ، قتلُ أحدِ ابْنيْ آدمَ أخاه وليس له على وجه الأرض عندئذ صديقٌ وأخٌ غيرُه!! هل الأنا في الإنسان أقوى من وُدِّ الصداقةِ والأخوة إلى الدرجة التي يَقبلُ فيها أن يجلس وحيداً في الأرض؟! بلا أنيس ولا أليف! وهَبْهُ غنياً عن الأخوة والصداقة! ألا صبر عليه ليؤنس وحشته وهو يعرف أنْ لا بديل له؟!



    وهل انتهى العجب؟ كلا ... لقد ضحى بأنس الأخ، وإلف الصديق، فجوزي بأن أصبح غرابُ البَيْن له قـدوةً ومُعَلِّماً! لقد سَنَّها لنا سُنَّةً سيئةً، لا القتل فحسب، ولكنَّها سنةُ غَلبةِ الحسد على قوة الصداقة والأنس بها! ويضبطني الإنصاف فأقول: في كثيرٍ من الأحيان! واستمعْ لأبي حيان التوحيدي يشتكي قبل ألف عام:



    وقبلَ كلِّ شيءٍّ ينبغي أنْ نثق بأنَّه لا صديق، ولا من يتَـشبَّهُ بالصديق، ولذلك قال جميلُ بنُ مُرَّة في الزمان الأول، حين كان الدينُ يُعانَق بالإخلاص، والمروءةُ تتهادى بين الناس، وقد لَزِم قَعرَ البيت، ورفض المجالس، واعتزل الخاصةَ والعامة، وعُوتِب في ذلك، فقال: لقد صحِبتُ الناسَ أربعين سنةً فما رأيتهم غفروا لي ذنباً، ولا ستروا لي عيباً، ولا حفظوا لي غيباً، ولا أقالوا لي عثرةً، ولا رحموا لي عَبْرةً، ولا قبلوا مني عذرة، ولا فَكُّوني من أسرة، ولا جبروا مني كسرة، ولا بذلوا لي نُصرة، ورأيتُ الشغلَ بهم تضييعاً للحياة، وتباعُداً من الله تعالى، وتجرُّعاً للغيظ مع الساعات، وتسليطاً للهوى في الهنات بعد الهنات، ولذلك قال الثوريُّ لرجلٍ قال له أوصني قال: أنكِـر من تعرفه، قال: زِدْني، قال: لا مزيـد. (الصداقة والصديق 1 / 3).



    أرأيتم.. حتى سفيان الثوري رحمه الله في القرن الثاني كان يشكو؟!!



    قالوا: إنَّما سُـمِّيَ الصديقُ صديقاً لصدقه. يفهمُ الناس أنَّ الصدق المقصود هو صدقُ اللسان! وهو ـ على نُدْرته ـ لا يكفي في حدِّ الصداقـة.



    صدق الصداقة يعني: صدقَ المشاعر، صدقَ المواقف، مطابقـةَ الظاهر للباطن، صراحةَ القول، فتغييبُ الحقيقةِ عن الصديق مخالفةٌ لحدِّ الصداقة، وخيانةٌ لحقِّ الإخاء.



    ومن أكبر الخيانة أن تُسجِّل لصديقك موقفاً أو حالة، أو تعرف عنه خُلُقاً، وتسكت عن كلِّ ذلك، فإذا بك عند أقلِّ خلاف، أو بداية جدال واجهتَه بما تعرف، وعيَّرته به!



    قال المتنبي: ... وما وُدٌّ بلا سبب. كلُّ صداقةٍ ولها دافع، وكلُّ مودةٍ ولها أسباب. ولا يعني هذا أبداً أن الصداقة مبنيةً على المصلحة المذمومة، فتلك حالةٌ أخرى، تُذمُّ بها العلاقةُ التي تُشبه ظِلَّ الشمس يُوشك أنْ يتحرك، أو كسحابة الصيف لا تلبثُ أن تَقشَّعا.



    العلاقة المذمومة هي التي سببها مصلحةٌ ذاتيةٌ زائلةٌ. في واقع الأمر لا تنشأ علاقة بلا سبب، وأول هذه الأسباب التجانس، وقد علمتني الحياة أنَّ كلَّ علاقة لا تجانُس فيها فأمرُها إلى زوال حتى لو كانت علاقة دم.



    فقلتُ أخي، قالوا أخٌ مِن قرابةٍ؟ فقلتُ لهم: إنَّ الشُّكول أقارب

    وقال أحد الحكماء: بِحُسْن تَشاكُل الإخوان يَلْبَثُ التواصل.

    قال له: أتُـراك قطعتـني؟!

    فردَّ عليه: أبداً إنَّ هذا لم يحدث!

    فقال: فما سِرُّ هذه الجفوة إذن ؟!

    قال: لا جفوة، ولا قطيعة، فكلُّ هذا لم يكن. كلُّ ما في الأمر أنَّني باعدتُ المسافة.

    قال: لكن لماذا؟! لقد كنَّا أحباء، وأصدقاء؟

    قال: ولا زلنا كذلك، لكنـك لم تَحْتَمِل ذلك القُرب، فحرصت عليك وعلى صداقتك، فخرجتُ من حالة الاندماج، إلى حالة أبعد قليلاً.

    وهكذا، الصداقةُ هي فنُّ إدارةِ المسافةِ بين اثنين.




    المصدر : الرواق .
    الجيل المنشود
    الجيل المنشود



    رسالتي رسالتي : اعذرونى
    فأنا دوما فى حاجه إليكم

    الجنس : ذكر
    المشاركات : 1077
    العمر : 38
    العمل/الترفيه : خادما لله ولرسول الله
    المزاج : أنتظر نصر الله
    السٌّمعَة : 29

    الصداقة والأصدقاء....* Empty رد: الصداقة والأصدقاء....*

    مُساهمة من طرف الجيل المنشود الخميس 02 أبريل 2009, 11:09 am

    وهكذا، الصداقةُ هي فنُّ إدارةِ المسافةِ بين اثنين.
    رائع أخى الفارس
    أعجز عن وصف مشاعرى
    ولكن كعادتك جميع مواصيعك مميزه
    جعلها الله فى ميزان حسناتك
    الفارس
    الفارس



    رسالتي رسالتي : نخطئ كثيراً عندما
    نظن السعادة خارج ذواتنا نبحث
    عنها في الخارج ولكنها سرعان
    ما تزول وتبقى سعادتنا الحقيقية
    في دواخلنا تتنقل حيث نكون

    الجنس : ذكر
    المشاركات : 533
    العمر : 38
    العمل/الترفيه : طبيب جراح
    المزاج : متفائلون
    السٌّمعَة : 102

    الصداقة والأصدقاء....* Empty رد: الصداقة والأصدقاء....*

    مُساهمة من طرف الفارس الثلاثاء 07 أبريل 2009, 4:54 am

    جزاك الله خيرا اخى الكريم واسأل الله ان يرزقنا الصديق الصدوق وان يجمعنا فى الدنيا على محبته وفى الاخره فى جنته ودار كرامته
    عاشقة القرآن
    عاشقة القرآن



    رسالتي رسالتي : النص
    الجنس : انثى
    المشاركات : 380
    السٌّمعَة : 21

    الصداقة والأصدقاء....* Empty رد: الصداقة والأصدقاء....*

    مُساهمة من طرف عاشقة القرآن السبت 11 أبريل 2009, 11:54 am

    صدق الصداقة يعني: صدقَ المشاعر، صدقَ المواقف، مطابقـةَ الظاهر للباطن، صراحةَ القول، فتغييبُ الحقيقةِ عن الصديق مخالفةٌ لحدِّ الصداقة، وخيانةٌ لحقِّ الإخاء

    فعلا هذة هى الصداقه وهذا هو الصديق
    فإذا وجدته فلا تتركه

    شكرا لك أخى فى الله
    الفارس
    الفارس



    رسالتي رسالتي : نخطئ كثيراً عندما
    نظن السعادة خارج ذواتنا نبحث
    عنها في الخارج ولكنها سرعان
    ما تزول وتبقى سعادتنا الحقيقية
    في دواخلنا تتنقل حيث نكون

    الجنس : ذكر
    المشاركات : 533
    العمر : 38
    العمل/الترفيه : طبيب جراح
    المزاج : متفائلون
    السٌّمعَة : 102

    الصداقة والأصدقاء....* Empty رد: الصداقة والأصدقاء....*

    مُساهمة من طرف الفارس الأحد 12 أبريل 2009, 11:49 am

    جزاك الله خيرا اختى الفاضلة وشكرا على تعليقاتك المفيدة ومزيدا من التوفيق والتقدم

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024, 11:12 am