بسم الله الرحمن الرحيم
[b]-9-2002 العدد9:
تحذيرالداعية من القصص الواهية
الحلقة السادسة والعشرون
قصة
الراوي الذي صام سنة
ليتحمل قصة الحديث الذي جمع فأوعى
هذه القصة التي اشتهرت بين الناس، وانتشرت انتشارًا واسعًا، نتيجة طبع هذه القصة في أنحاء البلاد، وتوزيعها على الناس، بأعداد كثيرة، وصور مختلفة.
وفي هذه القصة يأتي أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويسأله أربعة وعشرين سؤالا، هذا بالنسبة للمتن.
وبالبحث عن القصة التي جاء بها هذا المتن، وجدنا أن للسند أيضًا قصة عجيبة وغريبة سنبينها للقارئ الكريم عند تحقيق هذه القصة.
والتي يقولون فيها:
إن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سل عما بدالك".
قال: أريد أن أكون أعلم الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اتق الله تكن أعلم الناس".
قال: أريد أن أكون أغنى الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كن قانعًا تكن أغنى الناس".
قال: أحب أن أكون أعدل الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس".
قال: أحب أن أكون خير الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كن نافعًا للناس تكن خير الناس".
قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله".
قال: أحب أن يكمل إيماني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسن خلقك يكمل إيمانك".
قال: أحب أن أكون من المحسنين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك تكن من المحسنين.
قال: أحب أن أكون من المطيعين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أدِّ فرائض الله تكن من المطيعين".
قال: أحب أن ألقى الله نقيًا من الذنوب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اغتسل من الجنابة متطهرًا تلق الله نقيًا من الذنوب".
قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تظلم أحدًا تحشر يوم القيامة في النور".
قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ارحم نفسك وارحم عباده يرحمك ربك يوم
القيامة".
قال: أحب أن تَقِل ذنوبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك".
قال: أحب أن أكون أكرم الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تشكُ من أمرك شيئًا إلى الخلق تكن أكرم الناس".
قال: أحب أن أكون أقوى الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "توكل على الله تكن أقوى الناس".
قال: أحب أن يوسع الله عليّ في الرزق.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق".
قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أحب ما أحبه الله ورسوله تكن من أحبابهما".
قال: أحب أن أكون آمنًا من سخط الله يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : "لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمنًا من سخط الله يوم القيامة".
قال: أحب أن تستجاب دعوتي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اجتنب أكل الحرام تستجب دعوتك".
قال: أحب أن يسترني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة".
قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدموع والخضوع والأمراض".
وقال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء".
وقال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سوء الخلق والشح المطاع".
قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصدقة الخفية وصلة الرحم".
قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب".
ثم يذكرون في نهاية هذه الأسئلة:
أن الإمام المستغفري قال: "ما رأيت حديثًا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث. جمع فأوعى".
ثم يذكرون تخريج هذه القصة فيقولون: "رواه الإمام أحمد بن حنبل".
أولا: التخريج وقصة أخرى بالسند
بالبحث في مصنفات الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم أجد الحديث الذي جاءت به هذه القصة ذات الأربعة والعشرين سؤالا، وإن تعجب فعجب قولهم: "رواه الإمام أحمد" تلك
العبارة التي يختمون بها هذه القصة، وهذا افتراء على الإمام رحمه الله تعالى.
وبالبحث وجدنا أن هذه القصة بهذه الأسئلة العديدة أوردها الإمام على بن حسان الدين عبد الملك بن قاضي خان الشهير بالمتقي الهندي البرهان فوري المتوفي سنة خمس وسبعين وتسعمائة في كتابه "كنز العمال" (127/16،129) ح (44154): مع قصة السند.
قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:
وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد، فأمرني بصوم سنة (!)، ثم عاودته في ذلك، فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك عمَّا في الدنيا والآخرة، فقال له سل عما بدا لك، قال يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس..." الحديث.
يتبع
[b]-9-2002 العدد9:
تحذيرالداعية من القصص الواهية
الحلقة السادسة والعشرون
قصة
الراوي الذي صام سنة
ليتحمل قصة الحديث الذي جمع فأوعى
هذه القصة التي اشتهرت بين الناس، وانتشرت انتشارًا واسعًا، نتيجة طبع هذه القصة في أنحاء البلاد، وتوزيعها على الناس، بأعداد كثيرة، وصور مختلفة.
وفي هذه القصة يأتي أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويسأله أربعة وعشرين سؤالا، هذا بالنسبة للمتن.
وبالبحث عن القصة التي جاء بها هذا المتن، وجدنا أن للسند أيضًا قصة عجيبة وغريبة سنبينها للقارئ الكريم عند تحقيق هذه القصة.
والتي يقولون فيها:
إن خالد بن الوليد رضي الله عنه قال:
جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله جئت أسألك عما يغنيني في الدنيا والآخرة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سل عما بدالك".
قال: أريد أن أكون أعلم الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اتق الله تكن أعلم الناس".
قال: أريد أن أكون أغنى الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كن قانعًا تكن أغنى الناس".
قال: أحب أن أكون أعدل الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أحب للناس ما تحب لنفسك تكن أعدل الناس".
قال: أحب أن أكون خير الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كن نافعًا للناس تكن خير الناس".
قال: أحب أن أكون أخص الناس إلى الله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثر ذكر الله تكن أخص الناس إلى الله".
قال: أحب أن يكمل إيماني.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسن خلقك يكمل إيمانك".
قال: أحب أن أكون من المحسنين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اعبد الله كأنك تراه وإن لم تكن تراه فإنه يراك تكن من المحسنين.
قال: أحب أن أكون من المطيعين.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أدِّ فرائض الله تكن من المطيعين".
قال: أحب أن ألقى الله نقيًا من الذنوب.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اغتسل من الجنابة متطهرًا تلق الله نقيًا من الذنوب".
قال: أحب أن أحشر يوم القيامة في النور.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تظلم أحدًا تحشر يوم القيامة في النور".
قال: أحب أن يرحمني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ارحم نفسك وارحم عباده يرحمك ربك يوم
القيامة".
قال: أحب أن تَقِل ذنوبي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثر من الاستغفار تقل ذنوبك".
قال: أحب أن أكون أكرم الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تشكُ من أمرك شيئًا إلى الخلق تكن أكرم الناس".
قال: أحب أن أكون أقوى الناس.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "توكل على الله تكن أقوى الناس".
قال: أحب أن يوسع الله عليّ في الرزق.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "دم على الطهارة يوسع الله عليك في الرزق".
قال: أحب أن أكون من أحباب الله ورسوله.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أحب ما أحبه الله ورسوله تكن من أحبابهما".
قال: أحب أن أكون آمنًا من سخط الله يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : : "لا تغضب على أحد من خلق الله تكن آمنًا من سخط الله يوم القيامة".
قال: أحب أن تستجاب دعوتي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اجتنب أكل الحرام تستجب دعوتك".
قال: أحب أن يسترني ربي يوم القيامة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استر عيوب إخوانك يسترك الله يوم القيامة".
قال: ما الذي ينجي من الذنوب؟ أو قال: من الخطايا؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدموع والخضوع والأمراض".
وقال: أي حسنة أعظم عند الله تعالى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "حسن الخلق والتواضع والصبر على البلاء".
وقال: أي سيئة أعظم عند الله تعالى؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سوء الخلق والشح المطاع".
قال: ما الذي يسكن غضب الرب في الدنيا والآخرة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصدقة الخفية وصلة الرحم".
قال: ما الذي يطفئ نار جهنم يوم القيامة؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الصبر في الدنيا على البلاء والمصائب".
ثم يذكرون في نهاية هذه الأسئلة:
أن الإمام المستغفري قال: "ما رأيت حديثًا أعظم وأشمل لمحاسن الدين وأنفع من هذا الحديث. جمع فأوعى".
ثم يذكرون تخريج هذه القصة فيقولون: "رواه الإمام أحمد بن حنبل".
أولا: التخريج وقصة أخرى بالسند
بالبحث في مصنفات الإمام أحمد رحمه الله تعالى لم أجد الحديث الذي جاءت به هذه القصة ذات الأربعة والعشرين سؤالا، وإن تعجب فعجب قولهم: "رواه الإمام أحمد" تلك
العبارة التي يختمون بها هذه القصة، وهذا افتراء على الإمام رحمه الله تعالى.
وبالبحث وجدنا أن هذه القصة بهذه الأسئلة العديدة أوردها الإمام على بن حسان الدين عبد الملك بن قاضي خان الشهير بالمتقي الهندي البرهان فوري المتوفي سنة خمس وسبعين وتسعمائة في كتابه "كنز العمال" (127/16،129) ح (44154): مع قصة السند.
قال الشيخ جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى:
وجدت بخط الشيخ شمس الدين بن القماح في مجموع له عن أبي العباس المستغفري قال قصدت مصر أريد طلب العلم من الإمام أبي حامد المصري والتمست منه حديث خالد بن الوليد، فأمرني بصوم سنة (!)، ثم عاودته في ذلك، فأخبرني بإسناده عن مشايخه إلى خالد بن الوليد قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني سائلك عمَّا في الدنيا والآخرة، فقال له سل عما بدا لك، قال يا نبي الله أحب أن أكون أعلم الناس..." الحديث.
يتبع