منتدي عالم النور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحب وأهلا يا زائر


    طفلى عدوانى...منطوى على نفسة

    avatar
    المدنى



    رسالتي رسالتي : النص
    الجنس : ذكر
    المشاركات : 7
    السٌّمعَة : 0

    طفلى عدوانى...منطوى على نفسة Empty طفلى عدوانى...منطوى على نفسة

    مُساهمة من طرف المدنى السبت 07 فبراير 2009, 3:56 pm


    فلنقتــــــــــــرب منهم أكثر لتـــــــــــــــــزول عدوانيتهم بإذن الله تعالى

    "طفلي عدواني مع الآخرين منطوي على نفسه"، "

    كثيرا ما يلجأ للكذب بسبب وبدون سبب"... بعض الأمهات والآباء يرددون هذه العبارات وغيرها في معرض شكواهم من سلوك أبنائهم، غير أن الكثير منهم لا يعلم أن السلوك العدواني يعكس جانبا مرضيا في شخصية الطفل ونشأته، ولذلك فعلى الأب والأم والمعلم تشخيص الداء لتحديد الدواء.
    مظاهر وأسباب وعلاج هذا السلوك في التقرير التالي.
    أفضل البقاء في المنزل


    تشتكي أم احمد _أم لأربعة أبناء_ من سلوك ابنها الأصغر الذي لم يتجاوز عامه الخامس، فهو دائما يعتدي على الآخرين معنويا وجسديا ودون سبب واضح، ورغم أنها تعاقبه باستمرار إلا أن سلوكه يزداد سوءا.
    ليست أم أحمد هي الوحيدة التي تشتكي من هذا السلوك، فهناك من حرم نفسه من زيارة الآخرين خوفا من سلوك أبنائهم. تقول أم رامي _سيدة جامعية في العقد الثاني من العمر "أنا أفضل البقاء في المنزل على الخروج في زيارات عائلية بسب سلوك ابنتي".
    وتضيف أم رامي أن هذا السلوك يسبب لها كثيرا من الإحراج، فهي تقوم بإتلاف مقتنيات الآخرين وتحطيمها، وتضرب مثالا لسلوك ابنتها فتقول "كنت في زيارة لأحدى قريباتي وكانت ابنتي معي، وبعد دقائق من وصولنا سمعنا تحطم شيء ما في الغرفة المجاورة، ولما ذهبنا نستكشف الأمر فوجئت بأن ابنتي قد حطمت مزهرية زجاجية غالية الثمن".


    متى يكون السلوك عدوانيا
    ولكن هل تلك الظواهر أو التصرفات دليل على السلوك العدواني؟، أم أنها أمر طبيعي؟.
    يرى علماء النفس أنها ليست كافية للحكم على السلوك إلا إذا أصبحت سلوكا معتادا، د. جميل الطهراوي _رئيس قسم علم النفس في الجامعة الإسلامية_ يلخص لنا الأعراض التي يمكن من خلالها الحكم على الطفل بالعدوانية، والتي يجب أن تستمر ستة أشهر على الأقل فيقول "من مظاهر السلوك العدواني قيام الطفل بالسرقة لأكثر من مرة، أو أن يكرر الكذب دون حاجة إليه، أو أن يشترك في إشعال الحرائق ويحطم مقتنيات الغير، أو أن يؤذي الآخرين، أو يعذب الحيوانات... جميع هذه الظواهر أو بعضها في حال التكرار تمثل أعراضا مرضية لما يسمى السلوك العدواني".


    كيف أصبح طفلي عدوانيا؟
    السلوك العدواني عند الأطفال هو سلوك خطير ومؤذي، ولكن لماذا يجنح الطفل إلى هذا السلوك؟، وهل هو دافع طبيعي تعبيراً عن الحاجة إلى تأكيد الذات؟، ومتى يمكن أن نعتبر أن هذا السلوك غير طبيعي أو ظاهرة مرضية؟.
    د. الطهراوي يرى أن السلوك يكتسب حسب طبيعة البيئة التي يعيش فيها الطفل، فكلما كانت بيئة الطفل خالية من المشاجرات والغضب والعدوان فان هذه البيئة تنعكس إيجابا على سلوك الطفل وتنمي لديه عادات المسالمة، كما أن لأسلوب الآباء في معاملة أطفالهم أثراً كبيراً في تعلم السلوك العدواني أو تجنبه، فالأب الذي يشجع أبناءه على تحقيق ذواتهم دون إيذاء الآخرين هو القادر على ضبط سلوكهم وتوجيههم اتجاها تربويا سليما، موضحا أن الأسرة تساهم بالدرجة الأولى بشكل أو بآخر في إيجاد هذا السلوك عند أبنائها، فقد تكون الأم عصبية المزاج، ولا تجيد استخدام الحوار أو المناقشة، وهو ما يدفع الطفل للعناد والعدوانية، كما أن التفريق في المعاملة بين الأبناء وتفضيل أحدهم على الآخر يشكل أثرا بالغ السوء على نفسية الطفل الذي تتولد لديه مشاعر الغيرة والإحباط وعدم الثقة بالنفس
    وهي من أهم العوامل التي تدفع نحو العدوانية.
    ويضيف رئيس قسم علم النفس في الجامعة الإسلامية أن الأطفال الذين يشعرون برقابة الآخرين المستمرة لنشاطاتهم، والتي تصاحبها أوامر ونواهي ونقد وتعنيف يكونون أكثر ميلاً للعدوان في علاقاتهم مع غيرهم، كما أن مشاعر الإحباط التي تتولد عند الطفل قد تسبب جنوحه إلى السلوك العدواني، خصوصا إذا ما كان الطفل غير قادر على تحقيق رغباته وإشباع حاجاته، أو إذا كان يشعر بالنقص بفعل عاهة بدنية أو فشل متكرر أو تأخر دراسي مما يدفعه لممارسة العدوان كتعويض يثبت من خلاله شخصيته وينال به مكانة اجتماعية وفقا لمفهومه.


    التلفزيون ومشاهد العنف
    الأسرة ليست وحدها التي تتعامل مع عقلية طفلها فهناك مؤثرات أخرى تطبع واقعها على سلوكه، من أهمها وسائل الإعلام وعلى رأسها التلفزيون الذي يدخل بيوتنا دون استئذان، ففي دراسة أجريت على مجموعة كبيرة من الأطفال أعدها الباحث المصري إبراهيم الصاوي في جامعة الإسكندرية اتضح من خلالها أن مشاهدة الأطفال لمناظر العنف في التلفزيون، من خلال الأفلام أو مشاهدة الرياضات العنيفة كالملاكمة والمصارعة ترفع درجة السلوك العدواني عند الأطفال والتي تنعكس في تصرفاتهم، فالبنين منهم يميلون إلى الاعتداء البدني والتخريب والمشاكسة والعناد وسرعة الغضب وسهولة الاستثارة والتعصب، أما عن سلوكيات الاعتداء عند البنات فتظهر من خلال الاعتداء اللفظي وعدم التسامح والعناد مما يدل على خطورة مشاهدة هذه البرامج دون رقابة الأهل، وأشار الباحث في دراسته إلى أن 84.5% من الأطفال في البلدان العربية يعتبرون أن مشاهدة التلفزيون هي الوسيلة الأهم لقضاء الوقت، مما يؤكد خطورة مشاهدة مثل هذه البرامج والأفلام العنيفة على سلوكيات الطفل الذي يميل إلى تقليد ومحاكة ما يشاهده.
    وضرب الصاوي في درسته مثلا بعدد من جرائم الأحداث في الولايات المتحدة التي يظهر من خلال متابعة ظروف ارتكابها أنها لم تكن إلا تقليدا لمظهر من مظاهر العنف التي تشاهد عبر شاشة التلفزيون. ويخلص الباحث إلى ضرورة مراقبة مشاهدات أطفالنا وتوجيه اهتماماتهم توجيها سليما.
    العلاج
    السلوك العدواني ظاهرة نفسية ومرضية شأنها شأن كل الظواهر المرضية قابلة للعلاج أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير، ويرى د. الطهراوي ضرورة إعطاء الطفل فرصة للتعرف على ما حوله تحت إشراف المربي، وأن ننمي نشاطه في الاتجاه الايجابي من خلال الاعتماد على العاب معينة كألعاب الفك والتركيب، وعدم معايرته بالآخرين أو مقارنته بهم عند أي خطأ أو تأخر دراسي يقع فيه، وعدم معاقبته أمام الآخرين، والإجابة على تساؤلاته بمنطق وعقلانية تتناسب مع إدراكه، والأهم من كل ذلك عدم تعريض الطفل لمشاهدة مواقف عدوانية أو مشاجرات كتلك التي تحدث بين الآباء والأمهات في وجود أبنائهم أو ما يشاهده من مظاهر عنف عبر شاشة التلفزيون فكلها تترك أثرا سلبيا على سلوك الطفل وتصرفاته.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 19 مايو 2024, 2:25 pm