منتدي عالم النور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحب وأهلا يا زائر


    من سماحة الاسلام مع غير المسلمين

    almohand15
    almohand15


    رسالتي رسالتي : خطوة الى الامام لاستعادة مجد مفقود
    الجنس : ذكر
    المشاركات : 144
    العمر : 37
    العمل/الترفيه : طبيب
    المزاج : عادي
    السٌّمعَة : 29
    12032010

    من سماحة الاسلام مع غير المسلمين Empty من سماحة الاسلام مع غير المسلمين

    مُساهمة من طرف almohand15




    دين الإسلام هو الذي ارتضاه لعباده، ولا يقبل من العباد غيره؛ قال الله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ) (آل عمران:19

    ولهذا ترك المسلمون عبر فتوحاتهم الكثيرة التي فتحوها عبر القرون الطويلة شعوب البلاد التي فتحوها على معتقداتهم التي هم عليها، ولم يكرهوهم على اعتناق الإسلام -مع إيمانهم بأن الإسلام هو دين الحق وأن ما سواه من المعتقدات هو الباطل- مكتفين بإزالة أنظمة الكفر ودعاته، وتمكين شريعة الله في الأرض؛ ليراها الناس مطبقة أمامهم عيانـًا، فلا يلبثوا إلا قليلاً فيدخلوا في دين الله -تعالى- طواعية وعن رضا إلا من شاء الله -تعالى-؛ لذا فإن من أعظم ما يميز الفتوحات الإسلامية أنها لا تعرف اضطهاد المخالفين والتحامل عليهم، فما عَرفَ تاريخ الإسلام ما عرفته أوروبا عبر تاريخها من محاكم التفتيش البشعة بما فيها من قتل وتنكيل وتعذيب للمخالفين في الدين باسم الدين، وقد تعرض المسلمون في الأندلس لألوان من التنكيل والتعذيب والقتل، والطرد، والإذلال(1)؛ لإجبارهم على الدخول في النصرانية عنوة، أو الفرار بدينهم والنجاة بأرواحهم بترك بلادهم؛ حتى خلت الأندلس ممن كانوا فيها من المسلمين!!

    فاليهود وهم من أسوأ شعوب العالم وأفسدهم لا يقيمون ببلد إلا وأفسدوا فيه؛ لذا ثارت عليهم شعوب أوروبا على اختلافها مرات عديدة؛ فلم يجدوا إلا بلاد المسلمين ينعمون فيها بالاستقرار والأمان على ما هم عليه من الطباع السيئة.

    ولما طـُرِد اليهود من أسبانيا والبرتغال في مفتتح القرن السادس عشر الميلادي تحول المغرب العربي إلى ملجأ لهم؛ يقول "درابر" عالم الاجتماع بجامعة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية في كتابه "المنازعة بين العلم والدين": "عامل العرب اليهود في الأندلس في ظل الحكومة الإسلامية أحسن معاملة حتى أثروا وأصبحوا ذوي مكانة عالية في الأدب والفلسفة؛ فلما تغلب المسيحيون على الأندلس لم يطيقوا اليهود، وأخذوا يتهمونهم باختطاف أولادهم، وفي سنة 1487 شكلت لهم محاكمة تفتيش فأحرقوا في سنتها الأولى ألفي يهودي، ودفنوا عدة آلاف أخرى، وحكموا على سبعة عشر ألفـًا منهم بالغرامات والسجن المؤبد، وقد أحصي الذين قتلتهم هذه المحكمة في مدى عشر سنين فبلغوا عشرة آلاف وثمانمائة ألفـًا، وبلغ عدد الذين أمرت بتعذيبهم منهم سبعة وثمانين ألفـًا، وأحرقوا نسخ التوراة، وكتبهم الأدبية والفلسفية.... الخ. ثم طردوهم من البلاد كما طردوا العرب قبلهم؛ فهلك منهم ألوف مؤلفة جوعًا وعطشـًا" "

    لذا نجد في معظم بلاد المسلمين أقليات غير مسلمة تعيش فيها منذ مئات السنين، وما زالت باقية على دينها رغم أن معظم الشعوب التي فتح بلادها المسلمون دخلت في الإسلام طواعية مختارة؛ فصار الإسلام دينها، واللغة العربية لغتها، وأحكام الإسلام معاملاتها؛ وذلك لما لمسوه بأنفسهم من سلامة المعتقد، وعدالة الأحكام، وحسن المعاملات ومكارم الأخلاق عند المسلمين، ولا يعني ذلك أن الإسلام يبارك هذه الديانات المخالفة ويقرها على ما هي عليه من الكفر، أو يكن لها الاحترام والتقدير! كيف وهي باطل يخالف الحق الذي جاء به الإسلام؟! ولكنه فقط يترك لمعتنقيها حرية اختيار الاعتقاد؛ لأن الإسلام لا يقبل أن يدخل فيه أي مُكرَه لم تمتلئ نفسه إيمانـًا بصحة هذا الدين، ويبقى آمنـًا في ديار المسلمين طالما أنه يخضع لشريعة الإسلام التي تحكم دولة الإسلام والتي تراعي حقوق الجميع مسلمين وغير مسلمين بشريعة كلها عدل وحكمة.

    والمسلمون يبنون نظرتهم لمخالفيهم في المجتمع المسلم على العدل وتجنب الظلم، وعلى الإحسان في المعاملة وإن لم يصحبها مودة ومحبة(2)؛ لما يأمرهم بذلك دينهم، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة:Cool، فبينت الآية للمسلمين أنه لا ينبغي أن يحملهم "شَنَآنُ قَوْمٍ" أي: كراهيتهم لقوم يخالفونهم على مجانبة العدل في أحكامهم معهم، وحذرتهم من ذلك بأن الله خبير بما يعملون، وسيحاسبهم عليه.

    ولعل أبلغ مثال على ذلك ما قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- عند فتح مكة وتمكنه من أهلها، وهم الذين عادوه أشد العداوة وأخرجوه من وطنه وأصحابه وقاتلوهم، وهم ما زالوا على كفرهم وشركهم؛ فما كان منه -صلى الله عليه وسلم- إلا أن أطلق سراحهم فصاروا طلقاء، وهم ما زالوا على كفرهم، وليس هذا منه -صلى الله عليه وسلم- إقرارًا بكفرهم أو احترامًا لمعتقداتهم! كيف وقد أزال أصنامهم من حول الكعبة وحطمها، وطمس صورهم التي صوروها فيها، وصارت مكة لا يعلو ولا يظهر فيها إلا دين الإسلام ولا يحكمها إلا شريعة الإسلام(3)؟! ولكنها سماحة الإسلام يُبقي غير المسلمين على ما ارتضوه لأنفسهم، وحسابهم عند ربهم طالما خضعوا لشريعة الإسلام.

    وكما أن لغير المسلمين في دولة الإسلام حرية الاعتقاد، فلهم حرية التعبد في معابدهم، وإقامة حياتهم الأسرية على ما ارتضوه لأنفسهم من أحكام للزواج، وللأسرة وللأولاد(4)؛ طالما أن الإسلام لا يرفضها رفضًا كليًا، وإلا فتمنع: كالزنا، وتبني الأولاد، ونحوه...

    ولهم حرية الاحتفال بأعيادهم الدينية في معابدهم وبيوتهم دون إظهار وإعلان لشعائرهم المخالفة لدين الدولة المسلمة، ويمنع المسلمون من مشاركتهم في عباداتهم وشعائرهم التي هي من خصائصهم ومن مناسباتهم الدينية الخاصة بهم واعتادوا عليها، وهذا مما اتفق عليه الفقهاء.

    قال ابن القيم -رحمه الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم؛ فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتـًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل؛ فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" أحكام أهل الذمة.

    والإسلام يلزم أهل الكتاب في الدولة الإسلامية بأداء الجزية، وهي من التكاليف المالية الخاصة بهم،

    فالمسلمون يخضعون لسلطان الدولة المسلمة مختارين، وغير المسلمين يخضعون أيضًا لسلطانها، والجزية من غير المسلمين هي عنوان هذا الخضوع.

    وكما على المسلمين التكاليف المالية للدولة من زكوات ونحوها، فعلى غيرهم تكاليف مالية خاصة بهم تتعلق بحالتهم في دولة الإسلام التي ارتضوا البقاء فيها وهم على دينهم..

    ولهذا فلغير المسلمين حق التعلم، والارتقاء في مراحل التعليم، وقطع المراحل المتتالية في التعليم، ولقد كانت بلاد المسلمين تزخر بكبار المتعلمين من غير المسلمين في كافة فروع العلم من طب وفلك، ورياضيات وغيرها... وكانت عواصم ومدن الإسلام الكبيرة منارات علمية يؤمها غير المسلمين للاغتراف منها، وانتفعت أوروبا كثيرًا بما كانت عليه الأندلس في ظل الإسلام من التقدم العلمي، وترجمت كتب علماء المسلمين في فروع العلم المختلفة، وظلت بعضها تدرس في أوروبا وجامعاتها لقرون عديدة وحتى وقت قريب.

    ولغير المسلمين في دولة الإسلام حرية العمل والتكسب والتملك، فيعمل غير المسلم في أي مجال يراه، ويرتقي فيه كيف يشاء بقدر استطاعته وإمكانياته، لا يحول بينه وبين ذلك مانع، ويتكسب من ذلك كيف شاء، ويتملك بما كسب من أنواع الممتلكات المختلفة فهذه حقوق كفلها له الإسلام طالما لم يعمل أو يكتسب أو يمتلك ما حرمه الإسلام في تعاملهم مع المسلمين؛ كالتعامل معهم بالربا، وبيع الخمور لهم، ولحم الخنزير، ونحوه...

    وقد شهد تاريخ الإسلام ظهور الكثير من العائلات والأفراد من الأغنياء من غير المسلمين كانت لهم ثروات كبيرة، وممتلكات واسعة من التجار وأصحاب المهن والحرف والصناعات ممن عملوا وتكسبوا وتملكوا في ظل دولة الإسلام.

    ومن حق غير المسلمين الزواج وتكوين الأسر واستولاد الأولاد وفق ما هم عليه من شرائع دينهم وأحكام الأسرة والأولاد عندهم بلا تدخل من المسلمين في شئونهم الأسرة الخاصة إلا فيما لا يبيحه الإسلام في دولته: كالزنا، والإجهاض، وتبني الأولاد ونحو ذلك...

    فهذه لمحة سريعة تبين بجلاء مدى تسامح الإسلام والمسلمين مع غير المسلمين في دولة الإسلام، مستمدة من شهادة التاريخ لها عبر القرون الطويلة الماضية، لا يحتاج معها إلى الشهادة من أحد للإسلام بسماحته وعدله وإحسانه وإنصافه مع مخالفيه. وصدق الله -تعالى- إذ يقول لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107).

    وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

    .


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوكم المهند المشرف العام
    مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

    الجيل المنشود

    مُساهمة السبت 13 مارس 2010, 3:36 am من طرف الجيل المنشود

    مقال ولا اجمل
    بارك الله فيك
    ايه يامشرفنا الغيبه الطويله
    لعله خير بإذن الله
    دمت بكل حب وود
    الجيل المنشود

    مُساهمة السبت 13 مارس 2010, 4:48 am من طرف الجيل المنشود

    معلش يامشرفنا ليا طلب بس
    اتمني ان توضح طريقة تعاملنا مع النصاري في ظل هذا الدستور الموجود
    انا شفت علماء بيهنوا النصار بأعيادهم
    ياليت توضح لنا الطريقه الشرعيه في التعامل في ظل هذا الدستور
    شكرا لكم
    almohand15

    مُساهمة الأربعاء 17 مارس 2010, 8:46 am من طرف almohand15

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الحبيب الجيل المنشود
    فجزاكم الله خيرا على سؤألك وأعتذر من الجميع فعندي مشكله بالنت
    واتمنى ان اكون معكم دائما
    اخوك المهند
    المشرف العام
    ابوعمر

    مُساهمة الخميس 18 مارس 2010, 2:16 pm من طرف ابوعمر

    قال ابن القيم -رحمه الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم؛ فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتـًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل؛ فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" أحكام أهل الذمة.

    أخى المهند أكرر سؤال أخى الجيل المنشود وهو : كيف نتعامل مع النصارى فى هذه الدولة المسلمة اسما فقط ولكن لاتلتزم بكتاب وسنة فى حكمها؟؟

    أخى المهند من سماحة الاسلام مع غير المسلمين 390124 على ملتخطوه يداك

    وأحيك على أفكارك التى دوما تأتينا بكل جديد ومفيد وهادف

    وفى انتظار الاجابه على السؤال

    من سماحة الاسلام مع غير المسلمين 863490
    almohand15

    مُساهمة الخميس 18 مارس 2010, 8:59 pm من طرف almohand15

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وبعد فجزاكم الله خيرا أخي الجيل المنشود واخي ابو عمر

    قال ابن القيم -رحمه الله-: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم؛ فيقول: عيد مبارك عليك، أو: تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتـًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين
    عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل؛ فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه" أحكام أهل الذمة


    قال الله تعالى :لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم لن تبروهم وتقسطوا اليهم...

    ولنا في رسول الله قدوة حسنه في تعامله مع اليهود والنصارى

    فحسن معاملاتهم لا يحمل على النزول لهم
    وانما من باب تحبيبهم في ديننا وبيان عظيم اخلاق المسلمين ولكن بحدود
    فاذا انتهكت هذه الحدود توجب الوقوف الي ردع
    والحدود بينها بن القيم في كلامه انفا

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    المهند
    المشرف العام
    الجيل المنشود

    مُساهمة الجمعة 19 مارس 2010, 12:55 pm من طرف الجيل المنشود

    جزاكم الله خيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024, 11:54 am