منتدي عالم النور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحب وأهلا يا زائر


    القوميةوموقف الإسلام منها

    ابوعمر
    ابوعمر



    رسالتي رسالتي : ‏ ‏عام جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمه فهو لن يعود الى يوم القيامه


    الجنس : ذكر
    المشاركات : 1827
    العمر : 38
    العمل/الترفيه : نائب المدير العام
    المزاج : قلبى يعتصرلمايحدث للمسلمين
    السٌّمعَة : 182

    القوميةوموقف الإسلام منها Empty القوميةوموقف الإسلام منها

    مُساهمة من طرف ابوعمر الأربعاء 16 يونيو 2010, 3:16 pm

    القومية .. وموقف الإسلام منها :

    القومية كمفهوم عام هى الإنتماء العرقي لوطن أو عشيرة أو قبيلة ..
    وهى فى المفهوم السياسي الواقعى حركة ثارت فى خمسينيات القرن الماضي تنادى بالوحدة العربية بين أقطار العروبة من المحيط إلى الخليج
    حول هذا المفهوم وموقف الإسلام الإسلام منه , جاءت عدة أسئلة نوردها فى هذا الموضوع تباعا مع أجوبتها
    السؤال الأول
    كيف نفرّق بين الشوفينيّة المتعصبة والانتماء الصادق والفعال للوطن أو القطر.. وكيف نوفّق بين انتماءاتنا لأقطارنا الضيّقة وانتمائنا لوطننا العربي والأمة الاسلامية؟
    وهنا يخطر سؤال: لماذا ينبذ كثير من الشيوخ الدعوات القومية؟ هل تعادي الإسلام؟؟
    الجواب :
    هذا سؤال هام
    وهو يوضح لنا حقيقة هامة للغاية ومؤسفة فى نفس الوقت !
    وهى أن الثقافات الغربية التى تسللت لمناهجنا الدراسية فى فترات الإحتلال نجحت نجاحا ساحقا فى طمس البصائر عن المرجعية الإسلامية ..
    ولم ينج من هذا الطمس أحد من المثقفين إلا قليل ..وقد تورط فيه الجهابذة وأكدوه فى كتبهم ..
    وقضية الإنتماء القومى للأقطار ليست قضية قديمة كما نتصور بل هى قضية معاصرة لا تتعدى المائة عام ونجح الإستعمار فى بثها أثناء الإحتلال عندما تمكن من القضاء على الخلافة الإسلامية العثمانية ومزق أوصالها تمزيقا .. ثم قامت اتفاقية سايكس بيكو بالبقية الباقية حيث تمكنت من تقسيم وترسيم الحدود بين أقطار الخلافة الواحدة والتى ظلت لمدة ثلاثة عشر قرنا عبارة عن وطن واحد وبلد واحد لا يرتفع فيه صوت قومى مطلقا
    وقبل الدخول فى صلب القضية يجب علينا التنبيه على حقيقة هامة نغفلها دوما وهى أن الخلافة الإسلامية لم تسقط كما يظن البعض بمضي الخلافة العباسية أوبمجئ التتار
    بل ظلت الخلافة قائمة حتى سقوط الدولة العثمانية ..
    أى أن الحضارة الإسلامية استمرت قائمة حتى بعد سقوط العباسيين أيام المغول وذلك أن جيش مصر والشام تمكن من دحر المغول ورد هجماتهم وأعيدت الخلافة العباسية مرة أخرى وإنكانت تقسمت إلى عدة دويلات وإمارات إلا أنها جميعا كانت تحت الحكم والإشراف العام للخليفة
    وتناوبت الدول الإسلامية فى الحكم حتى ظهرت دولة العثمانيين واتسعت رقعة الخلافة الإسلامية إلى قريب من حدودها القديمة وظلت حاكمة لثمانية قرون ودحرت أوربادحرا كاملا واستولت على مناطق شاسعة منها حتى جاء وقت انهيار العثمانيين فى بدايات القرن التاسع عشر وسقطت الخلافة سقوطا نهائيا فى هذاالتاريخ
    ومن هذا التاريخ فقط ..
    ظهرت مسألة القوميات التى ما كانت معروفة أبدا طيلة القرون السابقة حيث أن الدولة الإسلامية والإنتماء لها كانت واحدة ولم يكن هناك من ينادى بأنه مصري أو حجازى أو نحو ذلك إلا لمجرد التعريف بمقامه فحسب
    وذلك لأن لواء الإسلام كان يجمع المسلمين فى أقطار الخلافة على وطن واحد
    ويؤكد هذا المعنى أن دعوى القومية والعصبية للجنس أو القبيلة أو الدولة اعتبرها الإسلام دعوى جاهلية بنص حديث النبي عليه الصلاة والسلام عندما أثيرت تلك النعرات فقال
    ( دعوها فإنها منتنة)
    فالإنتماء فى الإسلام لا يعرف الأقطار بل هو ممتد ليشمل كل أرض فتحها المسلمون وأقاموا عليها شيئا من حضارتهم حتى لو تم احتلال هذا القطر فيما بعد
    ولهذا فالمتأمل فى كتب الفقهاء القدامى فى باب الجهاد يجد بعض القواعد التى تشير إلى هذا المعنى بوضوح
    ومنهاما أورده بن قدامه فى المغنى وغيره مما اتفق عليه الفقهاء أنه إذا ديس شبر من أرض المسلمين فالجهاد حينئذ فرض عين
    فأى بقعة إسلامية من جروزنى فى شرق آسيا إلى الأندلس فى غرب أوربا إذا وقعت تحت الإحتلال فالجهاد واجب على كل مسلم حتى تحرر تلك الأرض وإلا عم الإثم الجميع
    ولهذا السبب فإنه حتى فى عهد الدويلات التى امتلكت رقعة أرض الخلافة كان أمراء تلك البلاد يتناسون خلافاتهم عندما يتعرض بلد منهم لحملة صليبية أو مغولية .. والتاريخ يحتفظ بعشرات المعارك التى خاضها جيش مصرفى عهد المماليك دفاعا عن الشام
    ولم تسقط حملات الغرب الصليبية إلا بسبب هذا التوحد الإسلامى ولهذا كان الغرب عبقريا فى إدراكه لهذه الحقيقة فسعي أولا لبعثرة هذا النداء على المدى الطويل وفق خطة مذهلة ..
    وهذه الخطة وضعها نابليون فى حملته على مصر حيث أدرك باستقراء التاريخ أن المفصل الواقع بين مصر والشاموالإتصال بينهما هو السبب الرئيسي فى فشل الحملات الغربية دوما
    فما إن تشتكى الشام حتى تهب مصر والعكس بالعكس ..
    فابتكر خطته المعروفة باسم الورقة اليهودية والتى تحدث عنها محمد حسنين هيكل فى كتابه المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل بالجزء الأول
    وكان مؤدى الخطة هو زرع جسم غريب بين المنطقتين يجعل التوحد بينهما مستحيلا ..
    وسقط نابليون أمام أعدائه فى معركة ووترلوا لكن الإنجليز فطنوا لخطته ومضوا فى تنفيذها بالفعل وبدأت الهجرات اليهودية من أواخر القرن التاسع عشر تتوالى على منطقة المفصل الشامى المصري برعاية المنظمات اليهودية وآل روتشيلد فى بريطانيا حتى تأسست إسرائيل التى قامت بدور الحارس الأمين
    ومن المعلومات الغائبة عن أذهان الكثيرين أن المناضلين المصريين أيام الإحتلال الإنجليزى لم يكونوا ينادون بتحرر مصر كدولة مستقلة بل كان نداؤهم وجهادهم كله منصب على عودة مصر كولاية من ولايات الخلافة العثمانية وكان زعيم هذا التيار هو مصطفي كامل نفسه والذى كان جهاده بالتواصل مع والى مصر آنذاك ومع السلطان العثمانى باعتباره خليفة المسلمين ..
    فلم يكن هناك أى فكرة عن مسألة القوميات فى تلك الفترة ولا حتى القومية العربية التى لم تكن معروفة ولم ينادى بها أحد أبدا طيلة هذا التاريخ
    بل كان النداء مركزا على الخلافة وحدها وضرورة تحرر أراضيها من الإنجليز
    ولما سقطت الخلافة وتم تعيين فؤاد الأول ملكا على مصر وتغير مسماه من سلطان إلى ملك لدولة مستقلة هى مصر والسودان بدأت خطة الإنجليز تثمر بدفع الكوادر للمطالبة بحركات تحرر قومى مستقلة وهو ما تم بعد ذلك بالفعل
    فتسللت ثقافة الشيوعية والقومية إلى عالمنا قادمة من دول غرب أوربا وبلغت أوجها فى الخمسينيات والستينات وتخلت مصر طواعية عنالسودان والذى كان هو السبب الرئيسي فى فشل مفاوضات الصلح بين الوفد وبين الإنجليز فقبلت الثورة فيما بعد هذا الإنفصال لتستقل مصر وحدها كدولة ..
    ثم ظهرت نداءات القومية العربية التى تنادى بوحدة العرب وحدهم على أساس الجنس وهى دعوة ماكان لها ذرة وجود قبل تلك الفترة ومع تفعيل اتفاقية سايكس بيكو وتقسيم وترسيم الحدود فى العالم العربي بالشكل الواقع حاليا
    أصبح لكل قطر عربي توجه قومى منفرد
    أى أن العرب وبمنتهى البساطة أقروا التقسيمات التى تفصل بينهم إلى دول شرذمية رغم أن هذا التقسيم جاء من الغرب المحتل فى اتفاقية سايكس بيكو
    والأدهى من ذلك أن العرب عندما اختلفوا فيما بينهم على تلك الحدود احتجوا بترسيم انجلترا وفرنسا لتلك الحدود واعتبروها مرجعا للخلاف !
    وهكذا نشأت دول الوطن العربي المعاصر والتى ليس لمعظمها أى أصل فى التاريخ ..
    فمثلا كانت الشام بأكملها قطرا واحدا وكذلك المغرب العربي وأيضا الجزيرة العربية .. وكذلك حوض النيل كله من أقاصي الصومال وحتى الإسكندرية بمصر
    وكل الدول القائمة حاليا بلا استثناء قامت على حدود عمرها من عمر اتفاقية سايكس بيكو
    وساهم الغرب فى توطين تلك الثقافة بتوطين شهوة الحكم والخلافات بين حكام تلك الأقطار الجديدة , وجاءت نداءات القومية العرقية لتؤكد هذا المعنى لنصل إلى النتائج التالية
    * اندثار الإنتماء الإسلامى الواحد الذى جمع المسلمين عربا وعجما تحت لواء واحد لثلاثة عشر قرنا
    * ظهور مسمى الوحدة العربية كبديل عن الخلافة الإسلامية والدولة الإسلامية
    * ظهور الغيرة على القوميات الضيقة بل وظهور العداءات الجارفة بين تلك الأقطار التى تشكلت إلى دول مختلفة بينما كانت قبل مائة عام فقط دولة واحدة متحدة
    *ضياع أراضي المسلمين ضياعا نهائيا بسبب نداء القوميات الذى فشل فى مواجهة اليهود فتركوا لهم فلسطين لقمة سائغة وفى نفس الوقت أجرم أكبر جرم فى استبعاد الوحدة الإسلامية من قضية فلسطين لتصبح فى عهد القوميات مشكلة عربية لا إسلامية .. وبهذا وبجرة قلم أخرج القوميون عشرات الدول الإسلامية من معادلة الصراع فضلا على أن القومية وبطبيعتها كنداء جاهلى أدت إلى التضييق أكثر فأكثر فأصبحت قضية الأقصي قضية دول المواجهة ثم أصبحت قضية فلسطين بعد تشكل دولة فلسطين الورقية وهكذا !
    *تخلى العرب بأنفسهم وبمنتهى البساطة عن دورهم المحورى فى الدول الإسلامية التى كانت معهم تحت مظلة واحدة طيلة ثلاثة عشر قرنا ووصل نداء القومية بهم إلى الوقوف على الحياد من قضايا دول إسلامية شقيقة فى إيران وأفغانستان وباكستان والشيشان وأندونسيا وغيرها مما قطع أى حلقة اتصال بين العرب وتلك الشعوب
    *كانت واحدة من أكب الجرائم القومية هى أن القوميون لم يكتفوا بالحياد المخزى بل قاموا بالإنضمام لضفوف الغرب ضد مصالح إخوانهم فى الدين بآسيا ..
    فدخلت بعض الدول العربية التى كانت تمثل المرجعية الإسلامية لسائر مسلمى الأرض فى تحالفات مصالح مع الإتحاد السوفياتى ضد الولايات الإسلامية وتحالفوا مع الهند ضد باكستان ثم أخيرا اعتبروا الشيشان مسألة روسية داخلية
    كما ساهموا بأعظم جناية عندما نشروا ثقافة القومية الضيقة فأصبح المخلصونمن أبناء هذه الأوطان صما وعميانا عن إدراك الحقيقة الراسخة فى دينهم وهى أن تعاطفهم فرض واجب ـ ليس مع فلسطين فحسب ـ بل مع سائر قضايا الأمة الإسلامية وليست هناك أرض إسلامية أغلى من شقيقتها ..
    ووصل التغييب اليوم بين المثقفين فضلا عن العامة إلى درجة مفزعة بلغت بالمثقفين أنهم يجهلون حتى مسمى الدول الإسلامية فى آسيا فلا يمكنهم معرفة من هى الدول المسلمة فى العالم من غيرها !
    آخر القول بخصوص هذا السؤال أن الإنتماء الواجب فى الإسلام يجب أن يكون لكل أرض الإسلام والإقامة فى أى منها متاحة ومباحة بعكس الإقامة فى البلاد غير الإسلامية والتعاطف والإنتماء يجب أن ينصرف بشكل متساوى إلى جميع تلك الأقطار
    وليس معنى هذا أن نهمل الإنتماء لأوطاننا القريبة أو نرفض العمل لحكوماتها أو الحرب فى صفوف جيوشها فهذا كله من صلب الإسلام بشرط ألا يكون حكرا على الأوطان بمفهومه االضيق
    ابوعمر
    ابوعمر



    رسالتي رسالتي : ‏ ‏عام جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمه فهو لن يعود الى يوم القيامه


    الجنس : ذكر
    المشاركات : 1827
    العمر : 38
    العمل/الترفيه : نائب المدير العام
    المزاج : قلبى يعتصرلمايحدث للمسلمين
    السٌّمعَة : 182

    القوميةوموقف الإسلام منها Empty رد: القوميةوموقف الإسلام منها

    مُساهمة من طرف ابوعمر الأربعاء 16 يونيو 2010, 3:17 pm

    السؤال الثانى :
    القومية عبارة عن هوية .. بينما الدين علاقة بين العبد وربه فلا تعارض بينهما لأنهما لا يجتمعان

    ولو صح هذا المقال فمعنى هذا أن نعتبر اليهود ذوو قومية دينية بينما الدين ليس بقومية
    الجواب :
    أولا : بالنسبة لقولك أن الإسلام لا يعادى القومية ولا يوجد بينهما تناقض فهذا صحيح ولكن في جانب معين ومحدد
    وهو أن تكون القومية مرهونة بالمرجعية الإسلامية وذائبة فيها ..
    وكتطبيق مباشر يصبح الوطن القومى لكل المسلمين هو سائر أرض الإسلام ..
    أما القومية المرفوضة والتى يعاديها الإسلام فهى القومية الضيقة التي تقوم على الجنس أو المصالح أو الحدود السياسية
    فتلك يعتبرها الإسلام من دعوى الجاهلية القائمة على تصنيف الناس حسب انتمائهم العرقي أو القبلي وهذا مرفوض قطعا
    وإلا لسمح الإسلام للأنصار أن يظلوا مفترقين على قومية الخزرج والأوس مثلا
    كذلك كانت نصوص القرآن والحديث النبوى قاطعة في هذا الشأن .. فعندما ثارت أحقاد الجاهلية بعد الإسلام وتمسك كل قوم بقوميتهم سماها النبي عليه الصلاة والسلام بدعوى الجاهلية وقال فيها(دعوها فإنها منتنة)
    فالإسلام يعادى القومية العنصرية القائمة على العرق والتى لا تحسب للدين حسابا كرابط هام يجمع بين سائر المسلمين .. بينما هذه الدعوى هى أصل ما جاء بالإسلام كله وقامت عليه أسس الشريعة فلم يشرع الإسلام بالقرآن والسنة قومية تلف سائر المسلمين إلا قومية الدين وشهادة الوحدانية
    من ذلك قوله تعالى في خطاب المسلمين
    [وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتدُونَ] {آلعمران:103}
    وقوله عليه الصلاة والسلام
    (مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)
    وكانت النصوص صريحة أيضا وقاطعة في نبذ دعوى العصبية القبلية أو القطرية وتأسيس القومية الإسلامية وحدها كمرجع
    من ذلك قوله عليه الصلاةوالسلام :
    ( ليس لعربي فضل على أعجمى إلا بالتقوى)
    وهو نص أسقط الجنسية كمعيار للتفرقة والتمييز ..

    ثانيا: من هنا يتضح أن قولك عن الدين أنه ليس بقومية هو قول غير صحيح .. وحتى في استشهادك باليهود أنهم ليسوا بقومية دينية هو استشهاد غريب ..
    لأن اليهود أنفسهم بنوا قوميتهم ودولتهم على أساس دينى !
    ولست أدرى كيف غابت عنك هذه المعلومة ..
    فأصل دعوى اليهود في إسرائيل أنهم رجعوا إلى أرض الميعاد التي وعدهم الله بها في التوراة بعهد موسي وأن هذه الأرض لليهود وحدهم باعتبارهم شعب الله المختار
    فكيف تقول أن قوميتهم ليست دينية ..
    بل إن اليهود هم أصحاب أعقد قومية دينية على وجه الأرض وأكثرها تعصبا حيث ينظرون لأنفسهم على أنهم وحدهم شعب الله المختار ولا يسمحون لغير اليهودى المولود من أبوين يهوديين أن ينضم إلى مسمى شعب الله المختار فنظرتهم قائمة على أن قومية اليهودية قومية محصورة لا يخرج منها من هو داخلها ولا يسمحون للخارج منها أن يدخل فيها حتى لو أراد أن يعتنق اليهودية !
    فانظر إلى مدى بلغ هذاالتعصب الدينى القومى ..
    ولهذا فإن اليهود لا يبشرون لديانتهم ولا يسعون لضم الأتباع إليها من الديانات الأخرى أبدا بعكس المسلمين الذين يرون في الدعوة إلى الإسلام أحد أصول عقيدتهم ودينهم ويكتسب المسلم أيا كان جنسه مسمى الإسلام والأخوة الإسلامية بمجرد إعلانه الشهادتين

    ثالثا: تقول أن الدين هو علاقة العبد بربه .. وأن القومية هوية وبالتالى تفرق بينهما
    وهذا خطأ فاحش
    لأن أصحاب هذا القول هو العلمانيون الذين يرون في الدين مجرد علاقة روحية شخصية بين العبد وربه لا أثر لها إطلاقا على حياته العملية ويرفضون رفضا تاما أن يكون الدين عاملا مؤثرا في المجتمعات والقوانين والدول والتشريعات
    أو على حد قولهم أن الدين هو مجرد اعتقاد واعتناق للمواطن أن يختاره كيف شاء بشرط ألا يكون لهذا المعتقد تأثير من أى نوع على حياة الفرد في المجتمع !
    ولا شك أن القول باطل بطلانا مطلقا ويضاد ثوابت القرآن والسنة التيتعتبر أن الأصل في حياة الإنسان هو الدين والتسليم بأوامر الله عز وجل والإمتثال لشريعته في المنشط والمكره في حالة الفرد وفى حالة المجتمع .. بل قرر القرآن أن هدف وجود الإنسان على الأرض هو الدين
    يقول تعالى :
    [وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ] {الذاريات:56}
    وهذا حصر وتقييد يفيد أن الدين هو المرجعية الواجبة للإنسان على الأرض في كافة أعماله فما أباحه الدين فهو مسموح وما نهى عنه فهو محرم وما سكت عنه فهو عفو
    ولهذا كانت معالجة الإسلام للمجتمع أكثر منها في معالجة الفرد حيث رسم الله عز وجل ونبيه عليه الصلاة والسلام للمجتمع المسلم الثوابت التي يجب مراعاتها في تكوين الدولة وتنظيم علاقة الفرد بمجتمعه من بداية تقنين علاقة المسلم بإخوانه المسلمين وبغيرهم ووصولا إلى تنظيم الحكم

    ولا شك أن التجربة هى مقياس تحديد النجاح ..
    والتجربة الماثلة أمامنا عبر التاريخ تكفي لكل متأمل منصف ..
    فلننظر كيف كنا في ظل الإلتزام بتعاليم الإسلام الحقة في عصورنا الذهبية وكيف كنا في ظل تلك المبادئ الربانية أباطرة العالم لثلاثة عشر قرنا ..
    ولننظر إلى التقدمية والعلمانية عندما تسللت لمجتمعاتنا منذ بدايات القرن العشرين كيف أصبحنا في ظلها
    وهذه النظرة المتأملة هى مايحاول دعاة العلمانية والتغريب نهينا عن الوقوف عندها حتى لا تتجدد الدعوة للأصول والتاريخ
    فتكون النتيجة صحوة إسلامية تنادى بالحرية وبالعهد الراشد
    وهو الخوف المرضي الذى يحكم الغرب ويحكم أذنابه من الحكومات في بلادنا التي تدفع سموم التغريب في مناهج التدريس خشية ظهور جيل جديد يعيد قراءة نفسه على أساس حقائق الواقع




    السؤال الثالث : لو قامت الوحدة العربية بين الدول العربية.. طبعا بعد أن تصبح حكوماتها وقياداتها تحكم بالإسلام.. أليست مقدمة حقيقية لعودة الخلافة الإسلامية؟ ذلك أن الأرض العربيةهي دول اسلامية خالصة.. أي أنها اسلامية الشعب والقضاء والحكم.. وهذا ليس خالصا لأمة كالأمة العربية.. إلا بعض الأعراق .. كتركيا وايران.. بالإضافة الى الإرث اللغوي والتاريخي والأماكن المقدسة من مكة والمدينة والشام..
    وكيف نفهم حديثاً (لا أعلم صحته) وهو"الأئمة من قريش" وهل ينسحب على العرب؟
    * وكيف نفهم العلاقة بين العرب المسلمين و العرب من الديانات الأخرى كالنصرانيةواليهودية؟

    الجواب :

    بالنسبة لما أثرته مننقاش
    أولا : ينبغي لنا أن نصحح معلومة هامة أولا ..
    ربما تكون صادمة رغم كونها شديدة الوضوح .. لكن هكذا الأشياء الواضحات دوما في ظل التغريب .. كثيرا ماتختفي دون أن تجد من يخضعها لمعيار البحث ..
    الوحدة المتصورة أو المتوقعة لا يمكن لها أن تقوم أبدا إلا بمعيار إسلامى ومرجعية إسلامية وأى منهجية أخرى مثل القومية أو العرقية لن تنجح في توحيد الأقطار العربية إطلاقا ..
    لسبب بسيط وهو أن التاريخ لم يعرف شيئا اسمه الوحدة العربية أصلا ولا عرف مصطلحا اسمه الوطن العربي !
    بل ظهر هذا المصطلح في منتصف القرن العشرين وما بعده مع ظهور نداء القوميات ولم يكن أحد يعرفه في الأجيال السابقة بتاتا قبل قيام الثورة المصرية فى منتصف الخمسينيات..
    حتى عندما انفكت الخلافة واستقلت مصر كدولة مستقلة لم تكن لها مع السودان قومية عربية فكان مسماها مملكة مصروالسودان أو الملكة المصرية وحسب ولم تظهر القومية العربية إلا بعد إعلان الجمهورية وظهور التوجه القومى الذى عبرت عنه الفترة الناصرية فكان مسماها جمهورية مصرالعربية ثم الجمهورية العربية المتحدة إبان الوحدة مع سوريا
    وعودوا إلى العملات المصكوكة في فترة الملكية ولاحظوا المسمى
    ولكم العودة إلى التاريخ الإسلامى ودوله المتعددة عبر القرون إلى سقوط الخلافة العثمانية في بدايات القرن العشرين وستجدون أن المنطقة العربية لم تتوحد أبدا بمفردها تحت مرجعية عربية صرفة بل كان توحدها إسلامى في ظل العصر الذهبي للنداء القومى والذي كان
    يمتلك من الوسائل اللازمة ما يكفل له تحقيق تلك الوحدة

    لكنه لم يحققها رغم أن فترة الناصرية كان فيها عبدالناصر ومصر أشبه بمشعل القيادة للمنطقة العربية بأسرها وكان راديو صوت العرب وجريدة الأهرام بقيادة هيكل أشبه بالقيادة الشعبية التي كان بقدرتها تحريك الجماهير كيفما شاءت من المحيط إلى الخليج طيلة الفترة من عام 1956 م وحتى عام 1967 م ..
    ورغم هذا سقطت القومية في ميدان التجربة العملية رغم كل ما أتيح لها من عوامل النجاح السياسية والإجتماعية والإقتصادية التي تمثلت في قدرة عبد الناصرالخرافية على قيادة العرب وإيقاظ الحس القومى بالجماهير وتمثلت كذلك في وجود القطبية الثنائية في العالم للولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى وهو الأمر الذى كان يحقق توازنا هائلا في ميزان القوى مع التأييد السوفييتى للعرب ويسمح لهم بإنشاء الوحدة دون خشية للضربات الخارجة عن الإحتمال من الولايات المتحدة لوجود الرادع وهوالإتحاد السوفيتى
    فإذا كانت التجربة القومية فشلت في ظل كل هذه الظروف المواتية فكيف تنجح اليوم في عالم القطب الواحد؟!
    وفشل القوميين في إنشاء الوحدة العربية على أساس عرقي كان متوقعا مهما فعلوا .. فلم يكن فشلهم بسبب سوء التطبيق بل كان بسبب خطأ النظرية في الأساس ..

    فمحاولة بناء الوحدة على غير أساس الخلافة الإسلامية في بلاد العرب أمر محكوم عليه بالفشل الذريع لعدة عوامل
    أولها: أن الدين كان ولا زال هو المرجعية الوحيدة التي تحظى بشعبية ساحقة بين الجماهير بمختلف توجهاتها وإذا تم إيقاظه في الجماهير فالنتيجة الحتمية هى النجاح لأن الشعور الدينى مارد غير قابل للإنكسار ..
    وهو العامل الوحيد الذى كان بقدرته قلب الهزيمة إلى نصر ساحق عبر تجارب التاريخ ..
    فرغم أن هجوم الصليبيين في حملاتهم السبعة كان متزامنا دوما مع إضطراب سياسي في مصر والشام ودولة الخلافة وكانت الحملات تأتى في فترات يكون فيها كرسي الحكم خاليا أصلا من وجود حاكم مسيطر ..
    أو يكون كرسي الحكم محل صراع رهيب بين الأمراء مما يمثل ظروفا مواتية مفضية للهزيمة حتما .. إلا أنه جميع الحملات فشلت بمجرد أن تبينت الجماهير طبيعة الحملات الصليبية وكيف أن هدفها هو الإسلام قبل أرض الإسلام
    فتمكن صلاح الدين في معمعة الصراع مع الصليبيين من القضاء على الفتن في الحكم أولا ثم استدار إلى الصليبيين فهزمهم جميعا في حملتين يعتبرهما التاريخ أقوى حملات الغرب على الإطلاق باتحاد سبع دول أوربية كبري
    وكذلك تمكن سيف الدين قطز من تفادى خلو كرسي الحكم وقفز للسلطة وسيطرعلى مقاليد الأمور في نفس الوقت الذى كانت فيه كتائب التتار على بعد كيلومترات من حدود المملكة وتمكنوا من إسقاط الخلافة وشن حرب نفسية رهيبة تشل تفكير أى أمة وأى جيش ومع ذلك تمكن بالعامل الدينى وحده من الفوز والنصر
    كذلك تمكنت امرأة وهى شجر الدر من أن تحسن ضبط الأمور عندما جاءت حملة لويس التاسع إلى المنصورة وتوفي الملك الصالح نجم الدين أيوب وجيوش الصليبيين تدك أبواب دمياط ..
    فتمكنت بالعامل الدينى من السيطرة رغم كونها امرأة وكتب الله لها النصر المؤزر وأسرت لويس التاسع نفسه
    ثانيها : أن العامل الدينى يحمل في طبيعته الوحدة نظرا لأن الدين الإسلامى قامت شريعته على أن المسلمين كالجسد الواحد وآيات القرآن والأحاديث النبوية متكررة في التحذير منالتفرق
    بعكس التيارات الإنسانية كالقومية التي تفرق أكثر مماتجمع نظرا لأنها تجعل الإنتماء للوطن وعلى أساس عرقي وهو ما يحاربه الدين بالطبع .. وبالتالى فإن أول ما يخسره القوميون في ندائهم هو خسارتهم للجماهير المتدينة ـ وهم الأصل ـ وللعلماء الذين لن يتفاعلوا أبدا مع تلك الحركات التي تعمل البعد الدينى المؤسس في الشخصية العربية
    ثالثها : غفل القوميون في غمرة حماسهم إلى حقيقة بالغة البساطة وهى أن العروبة بنت الإسلام أصلا ولولاه لما كان لها وجود
    فالعرب كانوا قبل الإسلام شراذم متفرقة تتقاتل فيما بينها حتى في داخل القبيلة الواحدة فجاء الإسلام فجعل منهم معجزة متكاتفة واحدة على قلب رجل واحد
    فكيف يستقيم أن ننادى بالفرع ونهمل الأصل وهو الإسلام؟!
    خاصة وأن قضية القدس وفلسطين والتى اعتبرها القوميون قضيتهم الكبري هى أصلا قضية إسلامية بحتة ولو أننا سألنا القوميين عن مستند الملكية للقدس الذى يحتجون به أمام اليهود فلن يجدوا مستندا إلا الفتح الإسلامى
    فتأملوا التناقض !
    من هنا نخلص إلى أن مسألة الوحدة العربية عبارة عن نظرية ساقطة سقطت كغيرها من النظريات البشرية كالشيوعيةوالرأسمالية وغيرها .. وفشلت نظريا وعمليا
    والحل الوحيد أمام التوحدالعربي ذاته هو المرجعية الدينية وحدها وبغيره لن تقوم وحدة أبدا بين أى قطرين عربيين .. فضلا على أن يتمكنوا ـ بدون الدافع الدينى ـ من الحفاظ على أوطانهم بلاتقسيم وهو ما لم يستطيعوه
    أى أن حلم اليقظة هذا بدأ بنظرية من المحيط إلى الخليج ثم تمزق إلى أشلاء متوالية وصلت إلى حد تقسيم فلسطين وتوقعات بتقسيم العراق وسوريا !

    ثانيا: كما رأينا فيما تقدم فليس هناك أصلا شيئ اسمه التوحد العربي متوقعا على الساحة بغير التوجه الدينى الكامل فإذا نشأ التوحد سينشأ على أساس الخلافة التي تتجاهل الإنتماءات العرقية وسيدخل فيها تلقائيا بقية الأعراق لو كان ممكنا ضمها
    ولو اقتصر الضم على الرقعة العربية وحدها لظروف وعوامل التاريخ المعاصرفهذا لن يمنع أن تكون الساحة مفتوحة أمام الأعراق الأخرى كإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان وغيرها
    أما سؤالك عن حديث الأئمة من قريش ..
    فهو حديث صحيح ثبت في البخارى أيضا ..
    لكن هذا الحديث لن يمثل عقبة كما يتصور البعض في قيام الوحدة الإسلامية لأن الحديث في أساسه شأن تنظيمى ينظم المبدأ الأصلي ..
    بمعنى أن المبدأ الأصلي هو أن القيادة والحكم للأصلح الذى يختاره المسلمون وأهل الحل والعقد ..
    فلو كان الأصلح الذى اجتمع عليه المسلمون غير عربي أساسا ـ وليس مجرد أنه ليس بقرشي ـ لانعقدت الولاية له بلا خلاف بين أحد من أهل العلم ..
    وفى هذه الحالة لا يكون للحديث السابق محل من التطبيق لانتفاء الحالةالتي ينظمها ..
    أما الحالة التي ينظمها الحديث الشريف ( الأئمة من قريش ) فهى في حالة تساوى المرشحين في الفضل والمكانة والإجادة فيظهر هذا الحديث هنا للمفاضلة وحسب لأن معيار الإختيار يقوم على عاملين أساسيين وهما
    اتفاق المسلمين وبيعتهم .. وكفاءة المتقدم
    فإن لم يتوفر هذان العاملان في أحد من قريش أو حتى من العرب فلا مجال هنا للحديث
    أما لو توافر العاملان في أكثر من مرشح وكان من بينهما من يتمتع بصفة القرشية فالحديث يقف في صفه للإمامة ..
    وهذا ما تؤكده نصوص الشريعة التي نصت فيها الأحاديث النبوية على وجوب الأمر والطاعة ولو لعبد أسود
    فالأصل الذى يحكم الإختيار هو الكفاءة والبيعة المجمع عليها ..
    والحديث السابق إنما هونص شرعي قطعى الدلالة في حالته التي قيل فيها وهى حالة البيعة لإمام بعد النبي عليه الصلاة والسلام حيث كانت الأمور واضحة حينذاك ولم يكن متصورا أن تتوافر شروط الإمامة في غير المهاجرين والأنصار وبالتالى كان الحديث النبوى الشريف نصا معالجا للاختيار لتعدد المرشحين ..
    أما في عصرنا الحالى فالحديث يؤخذ كمعيار للمفاضلة لا يصح نقض الأصل به وهو الكفاءة ..

    ثالثا : أما عن علاقة المسلمين تحت مظلة الخلافة بغيرهم من أهل الملل الأخرى كاليهود والنصاري .. فهذا سؤال لا محل له لكونه معلوم الإجابة من الدين بالضرورة حيث تشهد صفحات التاريخ للمسلمين أنهم كانوا أشد الناس حرصا على أهل الذمة ولم يتمتع اليهود والنصاري تحت الحكم الرومانى بحرية دينية كتلك التي تمتعوا بها تحت حكم الإسلام بدليل أن النصاري من أهل مصر والشام كانوا صفا واحدا مع المسلمين في مواجهة الحملات الصليبية الغربية رغم كونهاحملت شعار الصليب
    فالعلاقة بين المسلمين وبين الملل هى العلاقة المعروفة باسم أحكام أهل الذمة وهى متواترة الذكر في سائر كتب الفقه تحمل مدى سماحة الإسلاممع المخالفين في العقيدة طالما كانوا من غير أهل الحرب
    ويكفينا للتدليل على ذلك رفض عمر بن الخطاب للصلاة في الكنيسة عند افتتاحه لبيت المقدس حتى لا يتصور أحد من الحكام بعده أن الإعتداء على أرض وكنائس النصاري وإيذاء مشاعرهم جائزا في الإسلام وهو تطبيق عملى للنهى والوعيد الشديد الذى توعد به النبي عليه الصلاة والسلام من خالف وصيته في أهل الذمة ..

    </FONT></B></I>
    <BLOCKQUOTE>
    </BLOCKQUOTE>

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024, 7:22 am