ان لكم في الانعام لعبرة .....) , ولكن كم تأخذ هذه الآية من اهتماماتنا في واقع التطبيق ؟ الواقع يقول ان ذلك قد يأخذ منا النذر القليل او قد لا يأخذ منا شيئا !! , ولكن الغريب ان غيرنا راحوا يراقبون عالم الحيوان ثم يقومون بتسجيل هذه المشاهدات ويعتبرون بها ثم يحولون ذلك الي واقع عملي ينبض بنبض الحياة !!, والاصل في ذلك ايها الاحبة اننا نحن المعنيون بالخطاب , واننا المطالبون بتحقيق ما فيه , واننا اولي بأخذ العبرة من غيرنا , فالحكمة ضالة المؤمن اني وجدها فهو احق الناس بها..
اننا في حياتنا العملية
,اذا ما اردنا ان نضرب المثل بضرورة الوحدة والاتحاد محذرين من مغبة الفرقة واثر التفرق في مواجهة الاعداء فاننا غالبا ما نذكر الحكمة الناطقة علي لسان احد الثيران الثلاثة "اكلت يوم اكل الثور الابيض" ,
وعلي الرغم من ذلك فان عالم الحيوان قد يحوي صورا من الاتحاد لمواجهة الاعداء قد تثير العجب وتدعو الي الدهشة , فنجد ان الحيوانات التي تعيش على شكل مجموعات لا تكتفي بإنذار بعضها البعض بقدوم الخطر بل تشارك أيضا بمجابهته ،
فمثلا عندما يتجرأ بعض الطيور الجارحة مثل الصقر أو البوم ويدخل مساكن الطيور الصغيرة ، فانها ترسل رسائل استغاثة تجتمع علي اثرها الطيور الصغيرة من ذات النوع في المنطقة المحيطة لتقوم بمحاصرة الطير الجارح ثم مهاجمته بصورة جماعية , الامر الذي يؤدي الي اخافته وطرده .
و يتصرف قطيع الحمر الوحشية على صورة متقاربة من ذلك ، فقد سجل العالم البريطاني "جون كودول" في مشاهداته في شرق إفريقيا كيف أن ثلاثة من الحمر الوحشية تخلفت عن القطيع وحوصرت من قبل الحيوانات المفترسة وعندما أحس القطيع بذلك سرعان ما قفل راجعا مهاجما الحيوانات المفترسة بحوافره وأسنانه ونجح القطيع مجتمعا في إخافة هؤلاء الأعداء وطردهم من المكان.
ويشكل تجمع الطيور في اسراب اثناء عملية الطيران والهجرة خير وسيلة للدفاع ضد الطيور الجارحة ، فقد لوحظ ان طيور الزرزور تطير علي مسافات متباعدة بينها اثناء طيرانها في السرب
, فاذا ما اقترب طير جارح كالصقر سرعان ما تتقارب مضيقة المسافات فيما بينها , مقللة بذلك امكانية اقتحام الصقر للسرب وإذا أمكن له ذلك فسيجد مقاومة شديدة وربما يصاب بجروح بجناحيه ويعجز في النهاية عن تحقيق هدفه من الصيد .
وتعتمد الدلافين التي تعيش في مجموعات استراتيجية جيدة في مواجهة اعدائها من الاسماك المفترسة مثل الكواسج والتي تشكل خطرا جسيما على صغار الدولفين ، فعندما يقترب الكوسج من هذه الجماعة يبتعد اثنان من الدلافين عن الجماعة ليلفتا انتباه الكوسج إليهما ويبعدانه عن الجماعة ، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة في الهجوم فجأة موجهة الضربات تلو الضربات الي هذا العدو المفترس .
اما ثيران المسك فلها طريقة فريدة للدفاع الجماعي اذا ما حاول عدو مفترس ان يهاجمها حيث تقوم بتشكيل دائرة فيما بينها جاعلة الصغار في وسط هذه الدائرة اما الثيران البالغة فتبقي علي حافة الدائرة تجاه العدو المفترس ، حيث تخطوا خطوات للوراء جاعلة وجهها نحو العدو ، والهدف هو حماية الصغار الذين يبقون داخل هذه الدائرة ، وبهذا الشكل الدائري تنجح الثيران البالغة في المحافظة على حياة الثيران الصغيرة ، وعندما يهجم أحد الثيران البالغة على هذا العدو سرعان ما يرجع إلى نفس موقعه في الدائرة كي لا يتخلل النظام الدفاعي للجماعة.
وهناك أمثلة أخرى للاتحاد تتبعها الحيوانات أثناء الصيد شبيهة بسلوكها أثناء الحماية والدفاع عن النفس فطيورالبجع تقوم بصيد السمك بصورة جماعية ، حيث تشكل نصف دائرة قريبة من الضفة وتضيق من نصف الدائرة هذه شيئا فشيئا ومن ثم تبدأ بصيد الأسماك المحاصرة في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ ، وذلك دونما مشاحنة او تصارع فيما بينهم
. واما علي صعيد الغاب فقد وجد ان الذئاب وانواع أخرى من الكلاب البرية وفي بعض الأحيان الأسود تصيد في زمر ,أي في مجموعات. وتعمل الزمرة كفريق في صيد الحيوانات الكبيرة, حيث يكمن بعضها بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه المجموعة الكامنة بين الحشائش الطويلة.
و في أسيا يستعمل نوع من النمل طريقة وخطة ذكية للهجوم علي نوع من النحل من سلالة(ابيز فلوري) ,إذ يقوم النمل بالتجمع حول الخلية حتى يصبح كل شيء حول الخلية أسود من كثرة تعداد النمل وكأنه جيش يطوق الخلية ومن ثم يشن الهجوم الشامل , وهنا تبدا النحلات الحارسات بالدفاع عن الخلية ولكن تنتهي المعركة بقتل الحارسات , وذلك نظرا للتفوق العددي للنمل , ثم يدخل النمل إلى الخلية فيقتل الملكة ويستولي على كل شيء ليحمله إلى عشه من نحل ميت ويرقات وعسل . ولمقاومة هذا الهجوم تقوم هذه السلالة من النحل باستعمال إستراتيجية خاصة للدفاع عن نفسها ,حيث يقوم النحل بوضع بقعا من العكبر اللزج حول مدخل الخلية . وعندما يقترب النمل من خلية النحل يلتصق بهذه البقع, وعندما تحاول النملات الأخريات المساعدة على تحريرها تلتصق هي الأخرى وهكذا حتى تصبح المنطقة سوداء من جثث النمل الميت فيقوم النحل بتلطيخ هذه الأكوام من الجثث الملتصقة بالمزيد من العكبر اللزج ومع مرور الزمن تكبر هذه البقع حتى يصبح مدخل الخلية كفوهة بركانية غائرة بين هضاب العكبر المتصلب وأجساد النمل المحنطة ويتم استهلاك هذه الأكوام من قبل يرقات دودة الشمع لاحقا...
هذه الأنماط السلوكية التي تبديها الحيوانات من اتحاد و تعاون وتكاتف وتكافل وتضحية تجعل المرء مندهشا ومتعجبا ، فاذا كانت هذه الحيوانات الغير عاقلة قد استاطعت ان تعظم من قدراتها الدفاعية والهجومية عن طريق اتحادها وتوحدها فكيف بنا لانلتفت ولا نعتبرالي ما ضرب الله لنا به المثل في عالم الحيوان من قوة الوحدة والترابط والاتحاد والتعاون والتكاتف والتكافل فنجعل من ذلك منهج حياة نعتمده في حياتنا ومعاشنا ونطبقه سلوكا نحيا به في الارض
. ايها الاحباب لقد آن الاوان ان نأخذ العبرة من الحيوان .
اننا في حياتنا العملية
,اذا ما اردنا ان نضرب المثل بضرورة الوحدة والاتحاد محذرين من مغبة الفرقة واثر التفرق في مواجهة الاعداء فاننا غالبا ما نذكر الحكمة الناطقة علي لسان احد الثيران الثلاثة "اكلت يوم اكل الثور الابيض" ,
وعلي الرغم من ذلك فان عالم الحيوان قد يحوي صورا من الاتحاد لمواجهة الاعداء قد تثير العجب وتدعو الي الدهشة , فنجد ان الحيوانات التي تعيش على شكل مجموعات لا تكتفي بإنذار بعضها البعض بقدوم الخطر بل تشارك أيضا بمجابهته ،
فمثلا عندما يتجرأ بعض الطيور الجارحة مثل الصقر أو البوم ويدخل مساكن الطيور الصغيرة ، فانها ترسل رسائل استغاثة تجتمع علي اثرها الطيور الصغيرة من ذات النوع في المنطقة المحيطة لتقوم بمحاصرة الطير الجارح ثم مهاجمته بصورة جماعية , الامر الذي يؤدي الي اخافته وطرده .
و يتصرف قطيع الحمر الوحشية على صورة متقاربة من ذلك ، فقد سجل العالم البريطاني "جون كودول" في مشاهداته في شرق إفريقيا كيف أن ثلاثة من الحمر الوحشية تخلفت عن القطيع وحوصرت من قبل الحيوانات المفترسة وعندما أحس القطيع بذلك سرعان ما قفل راجعا مهاجما الحيوانات المفترسة بحوافره وأسنانه ونجح القطيع مجتمعا في إخافة هؤلاء الأعداء وطردهم من المكان.
ويشكل تجمع الطيور في اسراب اثناء عملية الطيران والهجرة خير وسيلة للدفاع ضد الطيور الجارحة ، فقد لوحظ ان طيور الزرزور تطير علي مسافات متباعدة بينها اثناء طيرانها في السرب
, فاذا ما اقترب طير جارح كالصقر سرعان ما تتقارب مضيقة المسافات فيما بينها , مقللة بذلك امكانية اقتحام الصقر للسرب وإذا أمكن له ذلك فسيجد مقاومة شديدة وربما يصاب بجروح بجناحيه ويعجز في النهاية عن تحقيق هدفه من الصيد .
وتعتمد الدلافين التي تعيش في مجموعات استراتيجية جيدة في مواجهة اعدائها من الاسماك المفترسة مثل الكواسج والتي تشكل خطرا جسيما على صغار الدولفين ، فعندما يقترب الكوسج من هذه الجماعة يبتعد اثنان من الدلافين عن الجماعة ليلفتا انتباه الكوسج إليهما ويبعدانه عن الجماعة ، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة في الهجوم فجأة موجهة الضربات تلو الضربات الي هذا العدو المفترس .
اما ثيران المسك فلها طريقة فريدة للدفاع الجماعي اذا ما حاول عدو مفترس ان يهاجمها حيث تقوم بتشكيل دائرة فيما بينها جاعلة الصغار في وسط هذه الدائرة اما الثيران البالغة فتبقي علي حافة الدائرة تجاه العدو المفترس ، حيث تخطوا خطوات للوراء جاعلة وجهها نحو العدو ، والهدف هو حماية الصغار الذين يبقون داخل هذه الدائرة ، وبهذا الشكل الدائري تنجح الثيران البالغة في المحافظة على حياة الثيران الصغيرة ، وعندما يهجم أحد الثيران البالغة على هذا العدو سرعان ما يرجع إلى نفس موقعه في الدائرة كي لا يتخلل النظام الدفاعي للجماعة.
وهناك أمثلة أخرى للاتحاد تتبعها الحيوانات أثناء الصيد شبيهة بسلوكها أثناء الحماية والدفاع عن النفس فطيورالبجع تقوم بصيد السمك بصورة جماعية ، حيث تشكل نصف دائرة قريبة من الضفة وتضيق من نصف الدائرة هذه شيئا فشيئا ومن ثم تبدأ بصيد الأسماك المحاصرة في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ ، وذلك دونما مشاحنة او تصارع فيما بينهم
. واما علي صعيد الغاب فقد وجد ان الذئاب وانواع أخرى من الكلاب البرية وفي بعض الأحيان الأسود تصيد في زمر ,أي في مجموعات. وتعمل الزمرة كفريق في صيد الحيوانات الكبيرة, حيث يكمن بعضها بينما يقوم بعضها الآخر بالإحاطة بالفريسة، ثم يطاردها باتجاه المجموعة الكامنة بين الحشائش الطويلة.
و في أسيا يستعمل نوع من النمل طريقة وخطة ذكية للهجوم علي نوع من النحل من سلالة(ابيز فلوري) ,إذ يقوم النمل بالتجمع حول الخلية حتى يصبح كل شيء حول الخلية أسود من كثرة تعداد النمل وكأنه جيش يطوق الخلية ومن ثم يشن الهجوم الشامل , وهنا تبدا النحلات الحارسات بالدفاع عن الخلية ولكن تنتهي المعركة بقتل الحارسات , وذلك نظرا للتفوق العددي للنمل , ثم يدخل النمل إلى الخلية فيقتل الملكة ويستولي على كل شيء ليحمله إلى عشه من نحل ميت ويرقات وعسل . ولمقاومة هذا الهجوم تقوم هذه السلالة من النحل باستعمال إستراتيجية خاصة للدفاع عن نفسها ,حيث يقوم النحل بوضع بقعا من العكبر اللزج حول مدخل الخلية . وعندما يقترب النمل من خلية النحل يلتصق بهذه البقع, وعندما تحاول النملات الأخريات المساعدة على تحريرها تلتصق هي الأخرى وهكذا حتى تصبح المنطقة سوداء من جثث النمل الميت فيقوم النحل بتلطيخ هذه الأكوام من الجثث الملتصقة بالمزيد من العكبر اللزج ومع مرور الزمن تكبر هذه البقع حتى يصبح مدخل الخلية كفوهة بركانية غائرة بين هضاب العكبر المتصلب وأجساد النمل المحنطة ويتم استهلاك هذه الأكوام من قبل يرقات دودة الشمع لاحقا...
هذه الأنماط السلوكية التي تبديها الحيوانات من اتحاد و تعاون وتكاتف وتكافل وتضحية تجعل المرء مندهشا ومتعجبا ، فاذا كانت هذه الحيوانات الغير عاقلة قد استاطعت ان تعظم من قدراتها الدفاعية والهجومية عن طريق اتحادها وتوحدها فكيف بنا لانلتفت ولا نعتبرالي ما ضرب الله لنا به المثل في عالم الحيوان من قوة الوحدة والترابط والاتحاد والتعاون والتكاتف والتكافل فنجعل من ذلك منهج حياة نعتمده في حياتنا ومعاشنا ونطبقه سلوكا نحيا به في الارض
. ايها الاحباب لقد آن الاوان ان نأخذ العبرة من الحيوان .