شـيـخ الـجـهـاد
بقلم د.عبد الغني التميمي
7/4/2004
بقلم د.عبد الغني التميمي
7/4/2004
الله يجبر بعدك المحرابا والمسجدَ المحزون باباً بابا
والليلَ يصغي للتلاوة خاشعاً أمسى بفقدك يفقد الأحبابا
والكتبَ والأقلام واهنة الخطى ومجالسَ التعليم والطلاّبا
وذوي الحوائج في فنائك حشّدا ما عاينوا حرسا ولا بوابا
وحصيرك الجاثي وكرسيّ الفدا أبدا يداعب في "القطاع" ترابا
وحمائمَ الحي الحزين هديلها يشجي المسامع جيئة وذهابا
حول النوافذ حائمات تبتغي خبرا وقد بادرنها أسرابا
يدنين يستطلعن عبر فنائه حتى يصلن الباب والأعتابا
لو كان قلب المرء من صُمّ الصّفا أو كان من صلب الحديد لذابا
***********************
ياسين يا شيخ الجهاد ورمزه كانت منابرك الأعزَّ خطابا
ما كان فقدك فقد شيخ مقعد بل كان سهما في الصميم أصابا
كم من عجوز كان يحيى واهنا لكنه عند النِّهاب تصابى
وسموت عن كل المطامع زاهدا لا تبتغي مدحا ولا إعجابا
عشرون داءً أو تزيد جمعتها لم تثن فيك مُراغما وثّابا
وركبت داءك للعلا متجردا ما أعظم الداء العضالِ ركابا
قد كنت ليثا في القطاع مَهابة في كل أرجاء البلاد مُهابا
إن غادر الليث الجريح عرينه سترى كلابا في الحمى وذئابا
***********************
لما تطاير لحمه وعظامه والأفق أصبح حلة وخِضابا
نفرتْ إليه الأرض يسبق بعضها بعضا لتحضن أعظما وإهابا
وتبسّم الفجر الجديد مودعا فكأنه عن فقده قد نابا
ما تلك أشلاءٌ تطير وإنما شهب تفارق في المدار شهابا
هذا انتشار المجد قد وزعته فكسا سهولا بالهدى وهضابا
يا حبذا في الله ميتة صادق حاكت خُبَيْبا فيه أو خَبّابا
***********************