خير المطالع تسليم على الشهدا
أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا
إذا كان للعلماء الربانيين دور عظيم في إيقاظ الأمة الإسلامية على طريق الجهاد والاستشهاد عبر التاريخ فإن شهيدنا العالم المحدث البروفيسور نزار عبدالقادر محمد الريان العسقلاني الأستاذ بالجامعة الإسلامية في غزة، والقائد السياسي والعسكري المجاهد هوليث هصور من ليوث علماء المسلمين رحمه الله حيث قضى في أوائل أيام حرب غزة رابطا عزيزا في عرينه مع زوجاته الأربع وتسعة أبناء من أصل اثني عشر ابناً إثر القصف الجوي الذي تعمدهم في سكون الليل من الصهاينة الغادرين، وشاء الله ان يتخذهم شهداء لحبه لهم وفضل عظيم قدرهم عنده، حيث نقل السهيلي عن ابن هشام في السيرة في قوله تعالى: (ويتخذ منكم شهداء...) "آل عمران: 140" أنه لا يقال اتخذ إلا في مصطفى محبوب.. فما أكرمها من نهاية لهذه الثلة المختارة، لقد تربى الشهيد نزار على مشاعل العلامة المرحوم سعيد حوى والعلامة المجاهد د.عبدالله عزام والدكتور أحمد نوفل وكان إماما وخطيباً لمسجد "الشهيد" في مخيم "جباليا" الذي يوصف بأنه شوكة فلسطين، فمنه انطلقت المنظمات والانتفاضة الأولى ومنه ظهر المجاهدون الذين خطفوا عدداً من جنود الاحتلال، وفيه ظهر نزار أبرز القيادات، حيث لعب دوراً مهماً في معركة المخيم عام 2004 بين الفصائل المسلحة واليهود وكان قد ربى أسرته على الجهاد فأستشهد ابنه ابراهيم عام 2001م في اقتحام المستوطنة "دوغيث" شمالي قطاع غزة، ولقد كان نزار يلبس اللباس العسكري ويظهر مسلحاً علناً ويقول لابد للعالم والسياسي أن يقاتلا وقد فعل كثيرا حتى لقبه المجاهدون بأسد فلسطين.
وكان يحاضر في المقاومة وعموم الناس ويقول: الجهاد نصر أو استشهاد وكان يؤلف بين أعضاء المقاومة فتح وحماس ويقول: لست حزبياً في السلم فكيف أكون كذلك في المعركة، يسهر مع اخوانه الليل على تجهيز العبوات على الخطوط المتقدمة ويقول: ها هو العدو يفشل عشر مرات في هجومه علينا في المخيم ونحن نقاومهم بالإيمان والسلاح الخفيف، نحن شجعان وهم جبناء، وكم كان يتمنى الشهادة في سبيل الله حتى أكرمه الله وأسرته بها تقول ابنته ولاء: لقد ربانا والدنا على حب الشهادة وقال في آخر أيامه وهو يمازح الأسرة: من يحب ان يستشهد فيجيب الجميع كلنا إما أن نموت معاً أو نبقى واستجاب الله الدعوة بأن يتقبله شهيداً كما تمناها عمر بن الخطاب بصدق فرزقها، وتقول زوجة ابنه الأكبر بلال إيمان عصفورة: توجهت إليه قبل استشهاده بساعة فقال لي: هل تريدين أن تستشهدي معنا قلت: نعم فقال الله يتقبلنا جميعاً شهداء، وهكذا التربية الجهادية التي تحث على طلب النهاية المشرفة، وهكذا تشرب أرض غزة دم هؤلاء العلماء الشهداء لتنبت نصراً لأن الشهداء من الأمة بمثابة الأساس من البناء وبمثابة الروح من البدن وهم الوقود والطاقة الخفية في الأمة وكيف لا ونحن في معركة فلسطين التي هي المحك لقدرة المسلمين أو عجزهم، وليس دور العلماء اليوم بدور ثانوي ونحن نواجه النازيين الجدد ومحرقتهم في غزة الصمود والشموخ، بل يجب على هؤلاء العلماء أن يشقوا طريقهم عمليا في الأمة ويقودوا هذه الملايين المخلصة التي تتظاهر بحناجرها منكرة صمت الحكام وعجزهم، منتظرة قيادة العلماء الربانيين المجاهدين (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) "الأحزاب: 39"، ولقد كانت خطوة اتحاد علماء المسلمين بقيادة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في رحلتهم الى بعض الملوك والرؤساء في بعض البلاد العربية والاسلامية بوفد رفيع المستوى علما وفهما وخبرة وسياسة اقول: كانت بداية جدية للمناصحة والمكاشفة وابراء الذمة واذا حسنت البدايات حسنت النهايات كما قال رويم الزاهد، كما كان اقتراح الشيخ الداعية عبدالمجيد الزنداني بانشاء معسكرات للتطوع والتدريب والجهاد للمواجهة مع الكيان الصهيوني شأنا ينبع من المعين الصافي الذي كان عليه علماء السلف حتى صرح رئيس ليبيا العقيد القذافي بمثل هذا الاقتراح ونادى به، وأيا كان الأمر فلابد لهذه المعركة ان تنبعه العلماء والحكام لانه لا صلاح للأمة الا بهما. روى أبو نعيم في الحلية بسنده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صنفان من الناس اذا صلحا صلح الناس واذا فسدا فسد الناس بالعلماء والامراء) حقا كم يرفع الله بالعماء العاملين قدر الحكام والشعوب وكم يحط من قدرهما بمن تسموا علماء والحقيقة انهم أوعية علم لا علماء كما وصفهم أبو حامد الغزالي رحمه الله فانهم يجرون مع الحاكم على هواه حتى في اخطر قضايا الامة المصيرية كما هو الحال في قضية فلسطين وجرح غزة النازف المروع الآن.
ما احوجنا الى مثل العلماء الشهداء الذين كان منهم عز الدين القسام إمام وخطيب جامع الاستقلال في مدينة حيفا المجاهد الذي أذاق الانجليز الذين زرعوا فينا دولة اسرائيل الهزائم واستطاع ان يكوِّن الكتائب التي قادها ففتكت بهم حتى استشهد عام 1935 في مدينة جنين، واستمر الجهاد بعده وها هي كتائب القسام تذيق اليهود أشد العذاب، ان مثل هؤلاء يولدون دوما في الامة ويخلدون ولا يموتون. واذا رجعت الى المواقف الأولى في التاريخ عامرة عن العلماء الحكام الشهداء قصة اسد بن الفرات في القرن الثالث الهجري يركب البحر على رأس الجيش ليفتح صقلية اذ هو فاتحها وهو القائل: ما ولي لي أب ولا جد قط وما ترونه فبالاقلام والعلم فأجهدوا أبدانكم في طلبه، وفي جهاده تدور الدائرة على الروم وتفتح صقلية على يديه ويصاب فيستشهد.
وهكذا فان الغنم بالغرم كما يقول الفقهاء. ثم عد معي الى تاريخ حقبة الحروب الصليبية في زمن صلاح الدين الايوبي لترى كيف اعان العلماء المجاهدون هذا الحاكم العادل الناصر لدين الله حتى استشهد عدد منهم. انظر الى مواقفهم في حصار عكا كما هو حصار وحرب غزة اليوم ثم في الحرب لفتح عكا ثانية ثم المواصلة الى فتح بيت المقدس تجد العلماء الربانيين المجاهدين امثال القاضي الفاضل الذي يقول عنه صلاح الدين: ما فتحت البلاد بسيفي ولكن بالقاضي الفاضل أي بجهوده في توحيد الامة وتوعيتها واشتراكه في القتال والمعارك كما حدث في فتح عكا وكان معهم من العلماء جمال الدين عبداللطيف وعيسى الهكاري الفقيه الذي لازم صلاح الدين في جميع غزواته الى فتح بيت المقدس عام 583 يوم الجمعة 27 رجب، واقرأ عن حياة وجهود الفقيه ابن نجا الذي كان يدرس ويشارك في صد الصليبيين عن عكا في الحصار، وكذلك الفقيه ظهير الدين الهكاري الذي استشهد في الحصار ولما جاء خبره الى اخيه الفقيه الكبير عيسى الهكاري قال: هذا يوم الهناء لا يوم العزاء. ونحن نقول ايضا ذلك ولا نفت في عضد المقاومة في غزة كالذين يرون انها تقضي على الشعب الفلسطيني كما صرح محمود عباس، نقول: انظروا الى القاضي بهاء الدين بن شداد صاحب صلاح الدين والفقيه المؤرخ العماد الاصفهاني والقاضي المرتضى بن قريش حيث كانت لهم المواقف الجلى في نصر صلاح الدين، واعلموا انه لا يصلح اعوجاج القادة الا استقامة العلماء ولا خير في الحاكم اذا لم يسمع النصيحة من العالم كما سمعتها من الرئيس الاندونيسي "سوسيلو" فهل من مجيب!
أزكى الصلاة على أرواحهم أبدا
إذا كان للعلماء الربانيين دور عظيم في إيقاظ الأمة الإسلامية على طريق الجهاد والاستشهاد عبر التاريخ فإن شهيدنا العالم المحدث البروفيسور نزار عبدالقادر محمد الريان العسقلاني الأستاذ بالجامعة الإسلامية في غزة، والقائد السياسي والعسكري المجاهد هوليث هصور من ليوث علماء المسلمين رحمه الله حيث قضى في أوائل أيام حرب غزة رابطا عزيزا في عرينه مع زوجاته الأربع وتسعة أبناء من أصل اثني عشر ابناً إثر القصف الجوي الذي تعمدهم في سكون الليل من الصهاينة الغادرين، وشاء الله ان يتخذهم شهداء لحبه لهم وفضل عظيم قدرهم عنده، حيث نقل السهيلي عن ابن هشام في السيرة في قوله تعالى: (ويتخذ منكم شهداء...) "آل عمران: 140" أنه لا يقال اتخذ إلا في مصطفى محبوب.. فما أكرمها من نهاية لهذه الثلة المختارة، لقد تربى الشهيد نزار على مشاعل العلامة المرحوم سعيد حوى والعلامة المجاهد د.عبدالله عزام والدكتور أحمد نوفل وكان إماما وخطيباً لمسجد "الشهيد" في مخيم "جباليا" الذي يوصف بأنه شوكة فلسطين، فمنه انطلقت المنظمات والانتفاضة الأولى ومنه ظهر المجاهدون الذين خطفوا عدداً من جنود الاحتلال، وفيه ظهر نزار أبرز القيادات، حيث لعب دوراً مهماً في معركة المخيم عام 2004 بين الفصائل المسلحة واليهود وكان قد ربى أسرته على الجهاد فأستشهد ابنه ابراهيم عام 2001م في اقتحام المستوطنة "دوغيث" شمالي قطاع غزة، ولقد كان نزار يلبس اللباس العسكري ويظهر مسلحاً علناً ويقول لابد للعالم والسياسي أن يقاتلا وقد فعل كثيرا حتى لقبه المجاهدون بأسد فلسطين.
وكان يحاضر في المقاومة وعموم الناس ويقول: الجهاد نصر أو استشهاد وكان يؤلف بين أعضاء المقاومة فتح وحماس ويقول: لست حزبياً في السلم فكيف أكون كذلك في المعركة، يسهر مع اخوانه الليل على تجهيز العبوات على الخطوط المتقدمة ويقول: ها هو العدو يفشل عشر مرات في هجومه علينا في المخيم ونحن نقاومهم بالإيمان والسلاح الخفيف، نحن شجعان وهم جبناء، وكم كان يتمنى الشهادة في سبيل الله حتى أكرمه الله وأسرته بها تقول ابنته ولاء: لقد ربانا والدنا على حب الشهادة وقال في آخر أيامه وهو يمازح الأسرة: من يحب ان يستشهد فيجيب الجميع كلنا إما أن نموت معاً أو نبقى واستجاب الله الدعوة بأن يتقبله شهيداً كما تمناها عمر بن الخطاب بصدق فرزقها، وتقول زوجة ابنه الأكبر بلال إيمان عصفورة: توجهت إليه قبل استشهاده بساعة فقال لي: هل تريدين أن تستشهدي معنا قلت: نعم فقال الله يتقبلنا جميعاً شهداء، وهكذا التربية الجهادية التي تحث على طلب النهاية المشرفة، وهكذا تشرب أرض غزة دم هؤلاء العلماء الشهداء لتنبت نصراً لأن الشهداء من الأمة بمثابة الأساس من البناء وبمثابة الروح من البدن وهم الوقود والطاقة الخفية في الأمة وكيف لا ونحن في معركة فلسطين التي هي المحك لقدرة المسلمين أو عجزهم، وليس دور العلماء اليوم بدور ثانوي ونحن نواجه النازيين الجدد ومحرقتهم في غزة الصمود والشموخ، بل يجب على هؤلاء العلماء أن يشقوا طريقهم عمليا في الأمة ويقودوا هذه الملايين المخلصة التي تتظاهر بحناجرها منكرة صمت الحكام وعجزهم، منتظرة قيادة العلماء الربانيين المجاهدين (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله) "الأحزاب: 39"، ولقد كانت خطوة اتحاد علماء المسلمين بقيادة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي في رحلتهم الى بعض الملوك والرؤساء في بعض البلاد العربية والاسلامية بوفد رفيع المستوى علما وفهما وخبرة وسياسة اقول: كانت بداية جدية للمناصحة والمكاشفة وابراء الذمة واذا حسنت البدايات حسنت النهايات كما قال رويم الزاهد، كما كان اقتراح الشيخ الداعية عبدالمجيد الزنداني بانشاء معسكرات للتطوع والتدريب والجهاد للمواجهة مع الكيان الصهيوني شأنا ينبع من المعين الصافي الذي كان عليه علماء السلف حتى صرح رئيس ليبيا العقيد القذافي بمثل هذا الاقتراح ونادى به، وأيا كان الأمر فلابد لهذه المعركة ان تنبعه العلماء والحكام لانه لا صلاح للأمة الا بهما. روى أبو نعيم في الحلية بسنده الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (صنفان من الناس اذا صلحا صلح الناس واذا فسدا فسد الناس بالعلماء والامراء) حقا كم يرفع الله بالعماء العاملين قدر الحكام والشعوب وكم يحط من قدرهما بمن تسموا علماء والحقيقة انهم أوعية علم لا علماء كما وصفهم أبو حامد الغزالي رحمه الله فانهم يجرون مع الحاكم على هواه حتى في اخطر قضايا الامة المصيرية كما هو الحال في قضية فلسطين وجرح غزة النازف المروع الآن.
ما احوجنا الى مثل العلماء الشهداء الذين كان منهم عز الدين القسام إمام وخطيب جامع الاستقلال في مدينة حيفا المجاهد الذي أذاق الانجليز الذين زرعوا فينا دولة اسرائيل الهزائم واستطاع ان يكوِّن الكتائب التي قادها ففتكت بهم حتى استشهد عام 1935 في مدينة جنين، واستمر الجهاد بعده وها هي كتائب القسام تذيق اليهود أشد العذاب، ان مثل هؤلاء يولدون دوما في الامة ويخلدون ولا يموتون. واذا رجعت الى المواقف الأولى في التاريخ عامرة عن العلماء الحكام الشهداء قصة اسد بن الفرات في القرن الثالث الهجري يركب البحر على رأس الجيش ليفتح صقلية اذ هو فاتحها وهو القائل: ما ولي لي أب ولا جد قط وما ترونه فبالاقلام والعلم فأجهدوا أبدانكم في طلبه، وفي جهاده تدور الدائرة على الروم وتفتح صقلية على يديه ويصاب فيستشهد.
وهكذا فان الغنم بالغرم كما يقول الفقهاء. ثم عد معي الى تاريخ حقبة الحروب الصليبية في زمن صلاح الدين الايوبي لترى كيف اعان العلماء المجاهدون هذا الحاكم العادل الناصر لدين الله حتى استشهد عدد منهم. انظر الى مواقفهم في حصار عكا كما هو حصار وحرب غزة اليوم ثم في الحرب لفتح عكا ثانية ثم المواصلة الى فتح بيت المقدس تجد العلماء الربانيين المجاهدين امثال القاضي الفاضل الذي يقول عنه صلاح الدين: ما فتحت البلاد بسيفي ولكن بالقاضي الفاضل أي بجهوده في توحيد الامة وتوعيتها واشتراكه في القتال والمعارك كما حدث في فتح عكا وكان معهم من العلماء جمال الدين عبداللطيف وعيسى الهكاري الفقيه الذي لازم صلاح الدين في جميع غزواته الى فتح بيت المقدس عام 583 يوم الجمعة 27 رجب، واقرأ عن حياة وجهود الفقيه ابن نجا الذي كان يدرس ويشارك في صد الصليبيين عن عكا في الحصار، وكذلك الفقيه ظهير الدين الهكاري الذي استشهد في الحصار ولما جاء خبره الى اخيه الفقيه الكبير عيسى الهكاري قال: هذا يوم الهناء لا يوم العزاء. ونحن نقول ايضا ذلك ولا نفت في عضد المقاومة في غزة كالذين يرون انها تقضي على الشعب الفلسطيني كما صرح محمود عباس، نقول: انظروا الى القاضي بهاء الدين بن شداد صاحب صلاح الدين والفقيه المؤرخ العماد الاصفهاني والقاضي المرتضى بن قريش حيث كانت لهم المواقف الجلى في نصر صلاح الدين، واعلموا انه لا يصلح اعوجاج القادة الا استقامة العلماء ولا خير في الحاكم اذا لم يسمع النصيحة من العالم كما سمعتها من الرئيس الاندونيسي "سوسيلو" فهل من مجيب!