أينَ المشْكِلَةُ في الصَّداقَةِ البريئَةِ بينَ الشَّابِ والفتاةِ؟
ـ:هلا أوضحتَ لي ما الَّذي تعنيهِ في الصَّداقةِ البريئةِ بينَ الشّابِ والفتاةِ؟
الشّابُ ـ أنْ تكونَ الصَّداقَةُ بعيدةً عنِ الغشِّ، فلا ينظرُ أحدُ الطَّرفينِ للآخرِ نظرةً دنيَّةً، ولا يماشيهِ ولا يضاحكُهُ ولا يصافحُهُ بنيَّةِ سوءٍ.
بل تكونُ العلاقةُ بينهما بعيدةً عنِ الخداعِ والفاحشَةِ، كما لو كانا أخوينِ حميمينِ.
ـ:إنَّ لمثلِ هذهِ البراءةِ والسَّذاجةِ وجودٌ عندَ الأطفالِ أبناءِ الثَّلاثِ والأربعِ سنواتٍ، وأبناءُ هذا السِّنِّ لا مشكلةَ في صداقتِهِمْ البريئةِ، ولكنْ أنىّ لشَّابٍ وفتاةٍ سليميِّ الفطرةِ سوييِّ الخِلقةِ تفورُ الشَّهوةُ بينَ ضلوعهِما وتتأججُ نيرانُها داخلَ أحساسيهما، أنْ يدَّعيا أنّهما أصحابُ صداقةٍ بريئةٍ!!!
وأنا أتوجَهُ لأصحابِ هذِهِ الدَّعوةِ بالرَّجاءِ التّاليِ؟
هلاَّ رجعتمْ إلى أنفسِكُمْ فبحثتمْ بينَ خباياها عنْ سببِ هذهِ الصَّداقةِ.
هلْ حقاً أنَّ السَّببَ الباعثَ عليها مجردٌ عن كلِّ الدَّوافعِ الشَّهوانيةِ والأهواءِ الشَّيطانيةِ؟!
فإنْ ركِبوا صخرةَ العنادِ، ولوَّحوا بسوطِ الكبرِ وادعوا أنّها علاقةٌ بريئةٌ!! قلتُ لهمْ يلزَمُ مِنْ ادعائكُمْ هذا أنَّكمْ بشرٌ غيرُّ أسوياء، خارجينَ عن السُّننِ الكونيةِ، منحرفِينَ، عنِ الطِّباعِ البشريَّةِ، لأنَّ دعواكمْ هذهِ تخالفُ ما جرتْ عليهِ العادَةُ والتَّجربةُ والبرهانُ، حيثُ إنَّ اجتماعَ الشّابِ إلى الفتاةِ يعني ميلُ كلٍّ منهما إلى الآخرِ، كما أنَّ اجتماعَ النّارِ على مقربةٍ مِنَ البارودِ يعني التَّجاذبَ فيما بينهُما ومن ثمَّ الاشتعالُ.
فإنْ أصَّروا أنّها علاقةٌ بريئةٌ!!! وعطَّلوا بهذا الإصرارِ مشاعرَهمْ الإنسانيَّةِ وميولاتِهمُ البشريَّةِ، فهذا دليلٌ على أنَّهمْ أناسٌ ليسوا بالأسوياء فلا ينبغي لنا أنْ نقتدي بأمثالِهمْ.
ثمَّ إذا تماشينا معَ ادعائهِمْ وخدَعنا أنفسَنا وأوهمناها أنَّها صداقةٌ بريئةٌ!!!! ألا يحقُّ لنا أنْ نتساءلَ: لمَ لمْ يُقِمْ أحدٌ مِنْ أدعياءِ هذهِ الصَّداقةِ البريئةِ، أمثالَ هذهِ الصَّداقةِ ـ التي يتخللُها كثيرٌ مِنَ الودِّ والظُُّرْفِ والتَّملُّقِ بالأقوالِ والأفعالِ ـ مع أحدِ محارمهِ حيثُ لا دوافعُ غريزيَّةٌ ولا مصالحُ شهوانيةٌ ؟!!
الشّابُ: إنَّ الدِّينَ حقاً قد تسامى بهذهِ الغريزَةِ أيَّما تسامي!! ولكنْ:
هلْ مِنْ وسائلَ علميةٍ وطبيَّةٍ
لتقليلِ الشَّهوَةِ المُستَعِرَّةِ بينَ ضُلوعِنا؟
ـ: نعم هنالكَ كثيرٌ منَ الوسائلِ العلميَّةِ والطِّبيةِ المساعدةِ على تقليلِ الشَّهوةِ ومِنْ أهمها:
1 ـ تجنُّبُ الأطعِمَةِ المحتويَةِ على البهاراتِ والتَّوابِلِ، لكونِها مُثيرَ ةً ومُهَيِّجَةً.
2 ـ التَّقْليلُ مِنْ أكلِ اللحومِ الحمراءِ والبيضاءِ.
3 ـ عدمُ الإكثارِ مِنَ المُنَبِهاتِ العصبيَةِ كالقهوةِ والشّايِّ.
4 ـ مُمارَسَةُ التمارينِ الرّياضيةِ التي تقوي البدنَ وتُبَدِدُ الشَّهوةَ.
5 ـ الإكثارُ مِنَ الاغتسالِ بالماءِ الباردِ وخاصةً في فصلِ الصَّيفِ.
6ـ تجنُّبُ النَّومِ على الظَّهرِ والبَطنِ، والسُّنَةُ في النَّومِ أنْ ينامَ على جانِبِهِ الأيمنِ.
7 ـ تجنُّبُ ممارَسةِ العادَةِ السِّريَّةِ.
الشّابُ:
هلْ للفضيلةِ وجودٌ في عصرنا
ثُمَّ إذا ما وجدتْ فأنَّى لنا أنْ نتفيّأ ظِلالها ؟