4- أن تؤمن بالتغيير والالتزام به
لو كان التغيير كلاماً وخطباً ومطالبات لكان الأمر هيناً وسهلاً ، ولكن التغيير هو التزام وسلوك ، لا يتحقق في الواقع إلا إذا كان الإيمان به عميقاً في داخلنا ، والقناعة به كاملة ، حتى يكون هو أعصابنا التى تلتهب ، وأنفاسنا التى تؤكد على وجودنا في الحياة ، والالتزام به يعنى :
ـ تقوية الصلة بالله واستمداد عونه
ـ الاطلاع الدائم والتدريب المستمر
ـ الفاعلية المنضبطة الحكيمة العملية
ـ الثقة بالنفس ومحاسبتها
ـ الاستفادة بالوقت وفرص الأقدار
5- الذاتية والمسئولية الفردية :
كل جهد نابع من النفس دون إجبار أو متابعة ؛ هو ما يعرف بالذاتية ، وأولى المسئوليات في الذاتية ، مسئوليتك عن نفسك ، سواء في أعمال فردية أو في أعمال جماعية ، فإيمانك بالتغيير هو التزام وعهد مع نفسك ، وإن تخلى عنه الآخرون ، وإن حاصرتك الضغوط فكل ذلك لا يعفيك عن المسئولية الذاتية ، فمن يعلم ما فى داخلك مثلك ؟ عيوبها ومداخلها وقصورها وضعفها ، هو أنت ، وأنت القادر على التعامل معها ، فمن العيب أن تقول :
ماذا أفعل ، لا أستطيع بمفردى ، أريد مساعدة ، إننى منتظر التكليف من الإدارة ، اعطونى تصريحاً وانظروا ماذا أفعل ؟ .
6- لا تشغل بالك بفرعيات التنفيذ :
التغيير هو معرفتك بالهدف :
لماذا تغير ، وما الذي تغيره ؟
فإن كان هذا الأمر واضحاً ، فاطمئن تماماً أن وسائل وطرق التغيير ، ستأتى بين يديك ، وليس معنى ذلك ألا تفكر فيها وتستعد لها ، وإنما هى من المتغيرات وفق الأحوال المتقلبة والمتغيرة , حتلى لا تنشغل بطريقة أو وسيلة عن الهدف ، ولا تنشغل بفرع عن الأصل ، هذا التداخل هو الذي يؤخر قرارنا أحياناً ، وإن ضاعت الكليات سبحنا في فرعيات , تؤخر ما نصبو إليه ، فيجب الانتباه إلى هذا القيد الخفى .
7- ابدأ بالمتاح ولا تكن مثالياً :
البعض ينتظر حتى تتوفر الإمكانات ، ثم يقول :
الآن انطلق ، اللحظة أغير
ومن يضمن توفر الإمكانات ؟
ومن يضمن الانتظار ؟
احسب المتوفر لديك ، ورتب المتاح الآن ، وابدأ واجتهد ، فالمثالية قد تؤخر التغيير بلا داعى ، وليس معنى ذلك أننا لا نسعى لتحقيق الأمور المتميزة المثالية في حياتنا ، ولكن لن نصل إليها ، إلا بالعمل , والحركة إليها , والاجتهاد في الوصول لها ، لأنها عزيزة تنتظر من يأتى إليها .
ولذلك لا تقل :
ـ ما زلت مبتدئاً
ـ الأمر الآن فوضي
ـ الأحوال على مالا يرام
8- امتلك الوعى والكياسة :
هل في استطاعة أحد أن يغير شيئاً لا يعرفه ؟
هل في استطاعة أحد أن يغير شيئاً لا علم له به ؟
إن أصل التغيير هو المعرفة ، هو العلم به ، هو الوعى به ، هو الإدراك لمعانيه ، بشيء من الفهم والكياسة ووالذكاء ، وهذا هو طريق التغيير .
لقد اشترط بعضهم الوعى والكياسة قبل البدء في عملية التغيير ، فإنها أولى خطوات التنفيذ ، وبداية طريق الممارسة .
9- احلم وتخيل ومارس :
بعد الوعى وبعد المعرفة ، وبعد الانطلاق في طريق التغيير ، أنت بحاجة إلى طاقة وزاد مستمر ، احلم وتخيل وتأمل واترك العنان لعقلك ، ثم حول الأحلام إلى واقع ، والأفكار إلى تطبيق .
بالممارسة والعمل والانشغال ، وهى دائرة لا تنتهى ، أنت مشغول بالأمر في عاطفتك وبدنك ووقتك وأحوالك وأعصابك ، فستأتيك الأفكار تترى عليك ، وستجد الأحلام تتساقط على عقلك ، فبادر وأسرع بإحيائها في الواقع ، وامنحها روح الحياة ، هنالك تشعر بنشوة المولود الجديد ، وحركة الجسد الذي كان بالأمس جماداً لا حراك فيه .
10ـ تغير أنت أولاً
لضمان النجاح في مشروع التغيير ، في أى جانب من جوانب حياتك اليومية ، هو أنت ، لقد بدأت الخطوات من حيث أنت ، وكذلك تنتهى من حيث أنت ، لاتطلب من الآخرين أن يتغيروا ، تغيّر أنت أولاً فسرعان ما يتغيرون .
التزم ، اصدق ، اجتهد ، حاول , اصعد ، ارتق ، تفاعل ، شارك ، اقتحم ، غامر ، بادر ، ابتسم ، ... ، ... ، ... حتما سترى الوجود متغيراً كما تشاء .