الحمد لله والصلاة والسلام علي سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
لأني لست بالصنم وتحيا الروح في قلمي
تمزق أضلعي قهراً جراح في الحشا تدمي
ورغم مصائبي الكبري وما في القلب من هم
ستجمعنا ربى الأقصى نخط معالم الحلم
وتبسم طفلتي فخراً بعود الروح في قومي
ويأمن في حواريهم عيال الجوع واليتم
جبالك هزها ريح وقوسك لم تعد ترمي
تراب القدس أهواه ويهوى حضنه ضمي
فتاريخي هنا أرضي هنا حلي هنا حرمي
وبعد:
إن الناظر لحال المسلمين اليوم وهو يرى صور الأمهات بجوار جثث أبنائهن، نساء ضعيفات يرمقن الجنائز بعين الأسي والحسرة، وقلوب تمزقها الحرقة واللوعة، آلام ودماء، جراح وأشلاء ومع ذلك لم نر للعرب والمسلمين كلمة أو موقفاً فيه نجدة للمستضعفين، إنما هو صمت القبور الموحشة في الليل البهيم.
ولذلك: لابد من فهم الإسلام فهما صحيحا وأن نطبقه تطبيقا دقيقا فالإسلام هو روح هذه الأمة ولا حياة للأمة إلا به، فالإسلام وحده هو القادر على أن يعيد لهذه الأمة حيويتها ويوحد باسم الله كلمتها.
فإن الفهم الخاطئ للإسلام أو عدم فهمه فهما شاملا باعتبار الدين مجرد علاقة بين العبد وربه فلا يسمح له بأن يقود الحياة، أو أن يتدخل في المجتمع بالتشريع أو التوجيه أو التنفيذ، وإن سمح له بموقع فحسبه المسجد للصلاة أو الموعظة أما ان يتخذ نظاما للحياة فلا.
مع غياب هذا المفهوم الكامل للإسلام ضاعت مفاهيم كثيرة، ومن أهمها مفهوم "الدعوة والجهاد"
*فالجهاد أصبح فرض عين على الأمة كلها لدفع هجوم الكفار عليها.
فالمسلمون أصبحوا وقد ديست كرامتهم وانتهكت حرماتهم وتعطلت شعائر دينهم في ديارهم فضلا عن نشر دعوتهم.
لذلك من الواجب وجوب العين أن يتجهز كل مسلم وأن ينطوي على نية الجهاد وإعداد العدة له حتى تحين له الفرصة.
فيجب على الإنسان أن يكون دائما في جهاد، يجاهد النفس في ذات الله ويجاهد أعدائنا أعداء الله فلا يشغله جهاد عن جهاد ولا ميدان عن ميدان، فنحن في صراع متواصل مع المنافقين في الداخل والكفرة في الخارج ولذلك تحتم علينا أن نكون دائما مجاهدين، لا نلقي السلاح ولا نستريح من كفاح حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.
نجاهد في سبيل الله في كل معركة تطلبنا وبكل سلاح يمكننا، فقد يكون باليد إذا كان لابد من اليد لتحمل المدفع وقد يكون بالمال إذا احتاج الجهاد إلى المال وما أحوج الجهاد إلى المال في هذا الوقت بالذات، بعد ما أفسد الأعداء في أرض غزة ما أفسدوه فقد انهدم البناء ونقص الدواء والغذاء وقاربت الحياة على الإنتهاء، فضلا عن أولئك الواقفون على الحدود يدافعون عن الدين والأرض. وفي ذلك يقول الله تعالى:"وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله"
وقال أيضاً:"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة" وأيدت السنة قول تعالى بقوله -ص-: " من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا".
فالجهاد بالمال الآن سلاح قوي وفعال لإعادة الإعمار، فأهلنا في غزة لا بيوت لهم ولا مأوى، فمعاً: يدا بيد ودرهم بدرهم نعيد غزة كما كانت.
وقد يكون الجهاد باللسان إذا كان لابد من كلمة الحق يصدع بها في وجه الباطل، وإن عجزنا عن ذلك لم نعجز عن الجهاد بالقرآن وهو الجهاد الكبير كما في قوله تعالى:" فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا"
وأخيراً: إن عز الدين هانت من أجله الدنيا، وإن غلت العقيدة رخص من أجلها النفس والمال، فمن عرف قيمة ما يطلب هان عليه مقدار ما يبذل.
ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة. فيالها من تجارة لن تبور.
وبعد ما مضى: يأتي النصر لا محالة ولكن في موعد يحدده الخالق لا يحدده المخلوق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته