كم شخصا استطعت أن تغير؟ و كم شخصا استطعت أن تحمله على فكرة و مبدأ؟ و كم حلما استطعت أن تحدد لتحقق؟ و كم تأخذ بلدنا نسبة من أحلامنا أم هي بعيده كل البعد عن تلك الأحلام و الطموحات؟
بعد الحرب العالمية الثانية خرجت اليابان من أزمة ليست كأي أزمة, أزمة هزيمة نفسيه و معنوية بالإضافة لكونها أزمة إبادة نوويه, إلا أنه خرج على اليابانيين و هم في قلب الأزمة من أخبرهم بأنه مخرجهم من أزمتهم الطاحنة! فقد تستطيع أن تحمل على عاتقك حلما شخصيا و قد تحقق, و قد تحمل على عاتقك حلما خاص بمجتمع صغير تعيش فيه و يعيش فيك, لكن أن تحمل على كتفيك حلم أمة بأكملها فذاك أمر يحتاج إلى تفكير
ذاك هو (سوني) نفسه الاسم الأشهر في عالم الإلكترونيات حاليا, فقد خرج على اليابانيين صباح يوم معلقا إعلانا في كل شوارع اليابان نصه "على كل من يريد لليابان أن تعود كما كانت الحضور" و حدد الوقت والمكان و لم يحدد الوسيلة في إعلانه،فلا تهم الوسيلة فالهدف أصبح أكبر من أي صعاب, فقلت لكم إنه قرر أن يحمل حلم أمة بأكملها
و بالتالي كل من ذهب للاجتماع ذهب عن كامل اقتناع بالفكرة لا لرغبة شخصية و إنما لإحياء أمة من جديد, و كانت وسيلة (سوني) أن يجعل المنتج الياباني هو الأول في نفس الأسواق الأمريكية التي دمرت بلاده و أن يأخذ من جيوبهم ليعيد إعمار بلاده, فإذا كانت أمريكا هزمتنا بآلة الحرب فعلينا أن نهزمهم بعقولنا, و قد كان له ما تحقق و عادت اليابان إمبراطوريه من جديد و كان لأسم (سوني) تخليدا في التاريخ
أعود لأبحث عن أحلامنا كمصريين و اسأل نفسي كم منا هو (سوني) نفسه بأحلامه وطموحاته؟ فالأحلام عندنا تبدأ من المدرسة انتهاء بالثانوية العامة للحصول على أكبر مجموع لدخول كليات القمة, و دخول كليات القمة للحصول على وظيفة بمرتب يبهر من سأتزوجها, و يأتي الزواج لتأتي الأبناء و هكذا الحياة حتى الوفاة, فماذا كان نصيبنا من الحياة و كم كان نصيبها منا؟ إن عشنا حتى الوفاة و فقط.
إلا أن رجلا مثل (الماهتما غاندي ) عندما مات نعاه صديقه العزيز (بانديت نهرو) قائلا: "لقد أنطفأ النور من حياتنا بوفاة غاندي و حل النظام في كل مكان ... لقد مات رجلا من أعظم الرجال فهو قصة يجب أن يعرفها الجميع ... "
بل و أحيانا نكون عبئا على الحياة و مثلما قال مصطفى كامل الرافعي
إذا لم تضف إلى الحياة شيئا ... كنت عبئا على الحياة
و أكرر سؤالي كم تأخذ مصر والأمه الاسلاميه نسبة من أحلامنا و إن كانت النسبة ضعيفة أو – حقيقة – معدومة فكيف نحبها إذن؟ أم هو حب أغاني و خطب و شعارات و أغاني وطنية؟
أعتقد أن كل تلك الأنواع من الحب لا تفيد مصر و لا تريدها مصر
عموما لا وقت عندنا للعتاب فكم من أوقات قضيناها في عتابات و لم نستفد من العتاب شيئا, فإما أن نحب بلدنا بشكل يجعلها تستفيد من حبنا و إما لا نحبها و حينها علينا أن نتوقف عن الشعارات و الأغاني و الأناشيد, أدعوكم جميعا أن نعمل و نجتهد و نتعلم من أجلها و على كل أب و أم أن يربوا أبنائهم على حبها, و علينا أن نكون فعالين أكثر من ذلك و ندرك أهميتنا كشباب لخدمة بلدنا و إلا فقد "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان" و السلام ختام
تقبلوا تحياتي