يقولون إنه جدار بني، كعامل ضغط على حركة حماس لتقبل بالمصالحة مع حركة فتح، وما يتم ترويجه الآن عن الجدار الفولاذي بأنه أنشئ لكيلا تغني حماس على غير لحن عباس، ويرددون أن "أحد الأدوار التي قبلها المصريون محاولة إلباس أبي مازن قدرا كافيا من الدروع تجيء به لمفاوضة إسرائيل. ومن أجل ذلك يتحدثون إلى حماس بعدة لغات إحداها سلسلة الأسوار التي تبنى على الحدود بين مصر وغزة. ومعنى ذلك بسيط ستخنقون حتى ترضوا"، كما يقول الخبير الصهيوني اليكس فيشمان، ويضيف: "دهش خبراء إسرائيليون نظروا هذا الأسبوع إلى الصور الجوية للخط الدفاعي الذي يبنيه المصريون ازاء القطاع. هدفه أيضا وقف انسراب التأثيرات الأصولية الى مصر، وإظهار قطيعة واستعمال ضغط على حماس لتزيد مرونتها وللتوصل إلى تسوية. ليس الحديث فقط عن حاجز مادي، حفر له عميقا وارتفع الى أعلى، مدعم بنظام مجسات الكترونية. يبني المصريون هناك "خط مجينو". هذه طريقتهم لترويض حماس".
هي، كما يتردد محاولة للجم حماس، وإرغامها على التسليم والقبول بالشروط التي يفرضها عباس عليها، وصدها عن أي محاولة للتحليق بعيداً عن سرب "الاعتدال"، وتهيئتها لقبول "السلام" الصهيوني.
هي، كما يتردد محاولة للجم حماس، وإرغامها على التسليم والقبول بالشروط التي يفرضها عباس عليها، وصدها عن أي محاولة للتحليق بعيداً عن سرب "الاعتدال"، وتهيئتها لقبول "السلام" الصهيوني.
و"يتصادف" مع ذلك، قرار الكيان الصهيوني ببناء لجدار إلكتروني وليس فولاذياً هذه المرة، بطول الحدود بين فلسطين ـ ما عدا غزة ـ ومصر، (250 كيلومتراً) يمتد من نقطة أم الرشراش إلى نقطة معبر العوجة.
يتردد كل هذا، لكن السؤال الذي لا يتردد في الحقيقة، ولا يثار بدرجة عالية من الصراحة، هو، ما الذي سيعود على مصر بالنفع من هذا الجدار، والأهم من هذا السؤال: إذا كانت مسألة إقامة الجدار ستتم بوازع من صحوة ضمير مصرية بخصوص "السيادة"، و"الأمن القومي"، هل سيكون بوسع مصر مستقبلاً تحت مظلة السيادة والأمن القومي أن تحتفظ لنفسها بحق "غض الطرف" عما قد يمر في الأنفاق في لحظة "لا تفي فيها إسرائيل بتعهداتها، وتمثل خطراً حقيقياً على الأمن القومي المصري"؟!
بمعنى آخر، هل أسقطت مصر بنفسها ورقة كانت في يدها ربما احتاجتها يوماً ما في وقت "الشدة"، حتى لو لم تكن حماس موجودة في القطاع، وكان حلفاؤها هم المهيمنون على الجانب الآخر من الجدار الفولاذي؟!
والسؤال التالي: هل سيكون بوسع مصر تأمين الطرف الآخر من الحدود إذا ما "غضت" "إسرائيل" الطرف عن تهريب مخدرات مثلاً من الجزء الطويل من الحدود التي تراقبه هي إلكترونياً، ولا يتكافأ معها المصريون بمثل هذه المزية؟
يصف تقرير لـ يديعوت احرونوت (19/1/2010) الجدار المصري؛ فيقول: "بنت إسرائيل أيضا جدرا الكترونية ذكية إزاء غزة، وما تزال تنفق ملايين على تطوير رجال آليين يجرون على الحدود بدل الجنود، وتبدع تطويرات لجدار "يرى ويطلق النار". ليس محققا مبلغ ردع هذا لحافري الإنفاق من حماس، لكنهم عندما يرون ما يعده لهم المصريون يصبحون في ذعر، بيقين. أجل هكذا يبنى السور. ينشىء المصريون في الحقيقة منطقة عسكرية تمتد عدة مئات من الأمتار في عمق الأرض المصرية، وهي مبنية من سلسلة عوائق مادية والكترونية.
العائق الأول، على مبعدة 70 مترا عن الخط، هو في الواقع سور الحدود القديم وارتفاعه ثلاثة أمتار. بعده بثمانين مترا يبنى السور الجديد وهو جدار ارتفاعه أربعة أمتار.
ستعمل على السورين نقط مراقبة فيها رجال شرطة مسلحون وهي مزودة بوسائل إنارة لكنهما لم يخصصا لوقف الأنفاق.
أنشئ لردع موجات الناس الذين سيحاولون اختراق غزة نحو مصر كما حدث في الماضي. من ينجح في اجتياز السور الأول يدفع إلى منطقة إبادة السور الجديد.
نشر على مبعدة 150 مترا وراء هذا السور شريط مجسات تعمل من جملة ما تعمل عليه بحسب مبدأ الأمواج الصوتية لتحديد مواقع نشاط تحت الأرض. المجسات مربوطة بغرف عمليات القوة المصرية في رفح وبمراكز المراقبة والسيطرة في الشركة المنتجة لها لمراقبة نوعية الالتقاط. وراء خط المجسات، في عمق بضع مئات من الأمتار، حفر المصريون ما يزيد على 20 بئرا إلى عمق بلغ 30 مترا. ترمي الآبار إلى غرس ألواح فولاذية أو أنابيب فولاذية في الأرض. من طريق الأنابيب الفولاذية، كما تقول نشرات إخبارية مختلفة، يمكن صب الماء في عمق الأرض لهدم الأنفاق. ويمكن في مقابلة ذلك أيضا أن تغرس فيها مواد تمنع استمرار عمل الحفار.
يرى في الصور الجوية أنه وراء الحفائر في العمق تتم أعمال ترابية واسعة. وهي ترمي كما يبدو إلى زيادة عائق آخر ما زالت ماهية غير واضحة."
يرى في الصور الجوية أنه وراء الحفائر في العمق تتم أعمال ترابية واسعة. وهي ترمي كما يبدو إلى زيادة عائق آخر ما زالت ماهية غير واضحة."
بالطبع هذا تأمين كبير لهذا الجانب من الحدود؛ إذ سيضطر الحفارون إلى عمل أنفاق تحت عمق 80 متراً، وبامتداد كبير جداً، ويعود السؤال يطرح نفسه: إذا كان بالإمكان لـ"إسرائيل" أن تراقب معبر رفح إلكترونياً، وتعترض على من تراه يخدش أمنها؛ فهل سيكون الأمر نفسه متاحاً للمصريين على الجانب الآخر، أي سيكون بمقدورهم مراقبة 264 كيلو متراً ـ مثل "إسرائيل" ـ من الحدود إلكترونياً؟!
يقرر اليكس فيشمان: "منذ اللحظة التي ينهي فيها المصريون المشروع، ستكون السبيل الوحيدة لإدخال المدد إلى غزة هي البحر أو إسرائيل".. وإذا نفضنا يدينا ـ جدلاً ـ من أهل غزة، ألم يكن مفيداً لمصر أن تبقي في يدها ورقة الحدود؟!
يقرر اليكس فيشمان: "منذ اللحظة التي ينهي فيها المصريون المشروع، ستكون السبيل الوحيدة لإدخال المدد إلى غزة هي البحر أو إسرائيل".. وإذا نفضنا يدينا ـ جدلاً ـ من أهل غزة، ألم يكن مفيداً لمصر أن تبقي في يدها ورقة الحدود؟!