شرعت مصر في بناء جدار بطول عشرة كيلو مترات على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وقد أثار بناء الجدار حال جدل وصخب ونقد وهجوم.
الأخبار الواردة عن الجدار تقول إنه جدار فولاذي بعمق مابين 18 متراً إلى 30 متراً تحت الأرض، وأشارت الأخبار إلى وجود مواسير مياه وتيار كهربائي لإغراق وصعق كل من يتسلل.
مصر أعلنت على لسان متحدثها أن الجدار أمن قومي ومن أعمال السيادة، وعلى الجانب الآخر «حماس» والمنظمات الفلسطينية نددت وشجبت وهاجمت الجدار إلا أن السلطة وأبو مازن فقط هم المؤيدون. وقد صاحب ذلك فتاوى من أماكن كثيرة بحرمة بنائه. لكنني أتوقف أمام هذا الحدث عند جملة من الأمور:
1 - تساؤل يفرض نفسه: إذا كان من مصلحة مصر وأمنها القومي بناء الجدار، فلماذا لا يتم بناؤه على طول الحدود المصرية كلها مع العدو الصهيوني، فخطر العدو الصهيوني لا جدال فيه مطلقاً؟
2 - بناء الجدار الفولاذي فقط في منطقة الحدود مع غزة واضح أنه رسالة فولاذية لسلطة «حماس» في غزة، وقد جاءت الرسالة بينما «حماس» تحتفل بالذكرى 22 على تأسيسها، وذلك بسبب رفض الحركة التوقيع على المصالحة التي ترعاها مصر، بل وسعت إلى إدخال أطراف أخرى مثل ألمانيا، ودخلت «حماس» في أطر إقليمية أخرى غير مصر.
ولكن هل يكون الرد على مواقف سياسية لسلطة «حماس»، حتى ولو كانت خاطئة، بتشديد الحصار على شعب غزة المسلم المحاصر الذي لا منفذ له إلا الأنفاق، والجدار يغلقها تماماً؟
3 - البعض يقول إنه لمنع المتسللين، خصوصاً مع ظهور قضية «حزب الله» في مصر ودخول بعض العناصر لتنفيذ عمليات ضد العدو الصهيوني، وتأمين الحدود حق سيادي لا خلاف فيه، ولكن الوسيلة لتأمين الحدود هي المنتقدة لا تأمين الحدود. لذلك كان النقد الذي شبه الجدار المصري بالجدار العازل الذي بناه شارون محزناً.
و«حماس» تقول إنه لم يثبت تسلل أحد من عناصرها لمصر لتنفيذ أي عمل ضد اليهود، وهي حريصة على الأمن المصري وضد انتهاك القانون والسيادة المصرية.
4 - كان لافتاً انتقاد شخصيات أوروبية ومنظمات أوروبية للجدار، في وقت صمتت فيه كثير من المنظمات والشخصيات العربية تماماً، بل لا وجود مطلقاً للجامعة العربية.
5 - صاحب بناء الجدار حال صخب واختلاف شديدة داخل جماعة «الإخوان المسلمين» بمصر على انتخاب مكتب الإرشاد والمرشد، ومن المعلوم المواقف القوية لجماعة «الإخوان» في تأييدها لـ «حماس»، والتي تنوعت ما بين الدعم المادي والسياسي والمظاهرات الصاخبة التي أشعلت مصر وقت العدوان الصهيوني على غزة الذي سُمي «عملية الرصاص المصبوب».
الشاهد أن موقف الجماعة لافت فقد انشغلت أو شُغلت بمشاكلها الآن واكتفت بمواقف التنديد فقط، ولم تتحرك شعبياً، رغم أن الوقت يوافق مرور عام على العدوان الصهيوني على غزة.
6 - البعض يتخوف ويقول إن بناء الجدار والحديث المصري عن الأمن القومي، ربما معناه توافر معلومات عن حرب صهيونية أخرى على غزة لإنهاء سلطة «حماس»، أو ترقب ظهور انقلاب دحلاني - أميركي جديد على سلطة «حماس» في غزة، ومصر تحافظ على حدودها كي لا يحدث ماحدث من قبل منذ ما يقرب من عام ونصف العام عندما اندفع ما يقرب من نصف مليون غزاوي نحو الحدود المصرية وكسروا الحواجز ودخلوا إلى مصر وتجولوا في محافظاتها في انتهاك قانوني واضح.
لكنها كانت ضرورة استوعبتها مصر حكومة وشعباً، والفلسطينيون يتعاملون مع مصر بمنطق الأخوة لا منطق الحدود وبينهم وبين المصريين علاقات نسب ورحم، وغزة كانت لوقت قريب تحت السيادة المصرية.
ويبقى أن تغيير الموقف السياسي لـ «حماس» مع مصر سيغير كثيراً من حال الجدل في شأن الجدار، وربما يتغير الجدار من فولاذي إلى بلاستيكي!
وأخيراً مر ثلاثون شهراً على إحباط «حماس» ذلك «الانقلاب الدحلاني» وانفرادها بحكم غزة، فيما يشبه جمهورية صغيرة... ومر عام على العدوان الصهيوني على غزة الذي تسبب في استشهاد ما يقرب من1500 شخص وجرح خمسة آلاف آخرين وتهدم مئات المنازل ومرت أعوام على حصار غزة، وبقيت غزة صامدة.
لذلك لن يغيّر الجدار من صمود شعب غزة.
الأخبار الواردة عن الجدار تقول إنه جدار فولاذي بعمق مابين 18 متراً إلى 30 متراً تحت الأرض، وأشارت الأخبار إلى وجود مواسير مياه وتيار كهربائي لإغراق وصعق كل من يتسلل.
مصر أعلنت على لسان متحدثها أن الجدار أمن قومي ومن أعمال السيادة، وعلى الجانب الآخر «حماس» والمنظمات الفلسطينية نددت وشجبت وهاجمت الجدار إلا أن السلطة وأبو مازن فقط هم المؤيدون. وقد صاحب ذلك فتاوى من أماكن كثيرة بحرمة بنائه. لكنني أتوقف أمام هذا الحدث عند جملة من الأمور:
1 - تساؤل يفرض نفسه: إذا كان من مصلحة مصر وأمنها القومي بناء الجدار، فلماذا لا يتم بناؤه على طول الحدود المصرية كلها مع العدو الصهيوني، فخطر العدو الصهيوني لا جدال فيه مطلقاً؟
2 - بناء الجدار الفولاذي فقط في منطقة الحدود مع غزة واضح أنه رسالة فولاذية لسلطة «حماس» في غزة، وقد جاءت الرسالة بينما «حماس» تحتفل بالذكرى 22 على تأسيسها، وذلك بسبب رفض الحركة التوقيع على المصالحة التي ترعاها مصر، بل وسعت إلى إدخال أطراف أخرى مثل ألمانيا، ودخلت «حماس» في أطر إقليمية أخرى غير مصر.
ولكن هل يكون الرد على مواقف سياسية لسلطة «حماس»، حتى ولو كانت خاطئة، بتشديد الحصار على شعب غزة المسلم المحاصر الذي لا منفذ له إلا الأنفاق، والجدار يغلقها تماماً؟
3 - البعض يقول إنه لمنع المتسللين، خصوصاً مع ظهور قضية «حزب الله» في مصر ودخول بعض العناصر لتنفيذ عمليات ضد العدو الصهيوني، وتأمين الحدود حق سيادي لا خلاف فيه، ولكن الوسيلة لتأمين الحدود هي المنتقدة لا تأمين الحدود. لذلك كان النقد الذي شبه الجدار المصري بالجدار العازل الذي بناه شارون محزناً.
و«حماس» تقول إنه لم يثبت تسلل أحد من عناصرها لمصر لتنفيذ أي عمل ضد اليهود، وهي حريصة على الأمن المصري وضد انتهاك القانون والسيادة المصرية.
4 - كان لافتاً انتقاد شخصيات أوروبية ومنظمات أوروبية للجدار، في وقت صمتت فيه كثير من المنظمات والشخصيات العربية تماماً، بل لا وجود مطلقاً للجامعة العربية.
5 - صاحب بناء الجدار حال صخب واختلاف شديدة داخل جماعة «الإخوان المسلمين» بمصر على انتخاب مكتب الإرشاد والمرشد، ومن المعلوم المواقف القوية لجماعة «الإخوان» في تأييدها لـ «حماس»، والتي تنوعت ما بين الدعم المادي والسياسي والمظاهرات الصاخبة التي أشعلت مصر وقت العدوان الصهيوني على غزة الذي سُمي «عملية الرصاص المصبوب».
الشاهد أن موقف الجماعة لافت فقد انشغلت أو شُغلت بمشاكلها الآن واكتفت بمواقف التنديد فقط، ولم تتحرك شعبياً، رغم أن الوقت يوافق مرور عام على العدوان الصهيوني على غزة.
6 - البعض يتخوف ويقول إن بناء الجدار والحديث المصري عن الأمن القومي، ربما معناه توافر معلومات عن حرب صهيونية أخرى على غزة لإنهاء سلطة «حماس»، أو ترقب ظهور انقلاب دحلاني - أميركي جديد على سلطة «حماس» في غزة، ومصر تحافظ على حدودها كي لا يحدث ماحدث من قبل منذ ما يقرب من عام ونصف العام عندما اندفع ما يقرب من نصف مليون غزاوي نحو الحدود المصرية وكسروا الحواجز ودخلوا إلى مصر وتجولوا في محافظاتها في انتهاك قانوني واضح.
لكنها كانت ضرورة استوعبتها مصر حكومة وشعباً، والفلسطينيون يتعاملون مع مصر بمنطق الأخوة لا منطق الحدود وبينهم وبين المصريين علاقات نسب ورحم، وغزة كانت لوقت قريب تحت السيادة المصرية.
ويبقى أن تغيير الموقف السياسي لـ «حماس» مع مصر سيغير كثيراً من حال الجدل في شأن الجدار، وربما يتغير الجدار من فولاذي إلى بلاستيكي!
وأخيراً مر ثلاثون شهراً على إحباط «حماس» ذلك «الانقلاب الدحلاني» وانفرادها بحكم غزة، فيما يشبه جمهورية صغيرة... ومر عام على العدوان الصهيوني على غزة الذي تسبب في استشهاد ما يقرب من1500 شخص وجرح خمسة آلاف آخرين وتهدم مئات المنازل ومرت أعوام على حصار غزة، وبقيت غزة صامدة.
لذلك لن يغيّر الجدار من صمود شعب غزة.
التوقيع :
=====================================
=====================================
=====================================