إن فكرة تأليف نظام اسلامي في آداب الطب فكرة فريدة تستحق الثناء والتقدير. اذ أنه لم تقم أي هيئة من الهيئات الدينية بتنفيذ هذه الفكرة من قبل ولسوف تكون مما لا شك فيه دليلاً لجميع الدول التي تغلب فيها الديانة الا سلامية.
ويجب أن يكون مفهوماً منذ البداية ان هذا النظام سيقوم بالكامل على أساس من القرآن والحديث. وهذا النظام الإسلامي لآداب الطب لا بد أن يكون تحت رعاية مجلس طبي إسلامي يجب على كل الأطباء المسلمين في جميع انحاء العالم ان يسعوا في الانضمام إليه.
ولسوف يكون قراراً له قيمته لو أن هذا المؤتمر استطاع ان يرعى هذا المجلس الطبى الذي سيكون هذا المؤتمر هو المنطلق لبداية مؤتمرات أخرى في الطب الإسلامي. ان النظام الإسلامي لآداب الطب كما اقترحه يتضح في النقاط التالية:-
ا- الدوا فع:-
إن أول واجبات الطبيب هو واجبه نحو مرضاه ومن ثم فان لصحة المرض الاولوية فوق كل الاعتبارات الاخرى كالدين واللون والجنس والطبقية والسياسة والمشاعر الشخصية. ولا ينبغي للطبيب ان يتأثر بأي دافع لتحقيق منفعة. ان ممارسة الطب يجب ان لا تكون مسألة جمع مال فقط. بل يجب ان يكون الدافع الوحيد هو شفاء المريض وينبغي للطبيب ان يحتفظ بالاحرام الكامل لحياة الانسان وكرامته. قال الله تعالى في كتابه العزيز (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا) (32/5) وقال رسول الله .. r: لايؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه " .
2- المسئولية:-
إن مسئولية الطبيب مسئولية جسيمة لانه يتعامل في كل الاوقات مع ارواح الناس، وحياتهم والتي تعتبر بالطبع شيئا مقدسا ويجب على الطبيب ان يكون على مستوى المسئولية تجاه مرضاه ويكون ايضا موضع الثقة التي وضعها فيه المرضى.
ومن أجل هذا فان على الطبيب الاخلاص الكامل وتسخير كل معرفته وعلمه وعليه مسثولية بذل اقصى جهد في سبيل شفاء المريض من أجل تحقيق النتيجة المرجوة. قال الله تعالى في القرآن " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانلألكم وانتم تعلمون " (8/ 27) وقال ايضا: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) (5/ 1).
3- المعرفة:-
يجب على الطبيب في كل الاوقات ان يعمل على تحسين مستواه في فن الطب وعلومه ان استمرار التعليم الطبي لا بد ان يشغل جزءا من يرنامج الطبيب اليومي اذ انها الوسيلة التي سوف تعطي الطبيب احساسا صادقا بانه يفعل ما في وسعه من أجل المريض. الله تعالى في القرآن (وقل رب زدني علما). (20/ 114) وقال تعالي ايضا في القرآن (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) (2/ 169).
4- حسن الخلق:-
لا بد للطبيب دائما الط يكون كريما، شفوقا، لطيفا، طيب القلب في معاملته للمرضى وينبغي له دائما ان يتصرف بحكمة ودقة تجاه مرضاه عليه ان يكون شفوقا مشاركا لهم في إحساسهم معبرا عن مشاركته لهم اذا ما استدعت هذا بعض الظروف الخاصه اذ ان هذا من شأنه ان يخلق جوا من الثقة والراحة وسوف يؤدي هذا الى التوصل لممارسة العلاج الصحيح، والاسلام يدعو إلى الكرم والشفقة والرحمة بين المسلمين في كل الاوقات. قال الله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً) (الأحزاب: آية، 70) .
5- التواضع:-
لا بد للطبيب ان يكون متواضعا لانه يعلم تماما ان ثقافته الطبية ليست دائما مكتملة أو كافية وهذا التواضع من شأنه ان يجعله يتقبل التعلم من غيره من الزملاء حتى ولو كانوا احدث منه سنا. والقرآن يعلمنا التواضع في كل مجالات الحياة. قال تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) (25/ 63).
6- والطبيب لا يستطيع ان يحقق الشفاء في كل الأحوال ولكن عليه في كل الاوقات ان يعطي مرضاه الأمل ويخفف عنهم آلامهم سواء أكانت عقلية أو جسمانية. ويجب عليه الا يؤذي مريضه حتى من خلال محاولاته علاج مرضه.
قال الله تعالى "وان يمسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) ( 10/107) وقالت عائشة رضى الله عنها : عندما كان رسول الله (.. r) يزور مريضا أو يؤتى إليه بمريض كان يدعو له الله قائلا " اللهم انزع عنه المرض، اللهم يا رب الناس اشفه فأنت الشافي، لاشفاء الا شقاؤك شفاء لايغادر سقما ".
7- لا يجوز للطبيب أن يستغل منصبه وماله في امتيازات من أجل منافع شخصية.
8- والطبيب يجب عليه ان يحتفظ بالسرية المطلقة لكل ما يعرفه عن المريض احتراما للثقة الموضوعة فيه وللقرآن أحكام مشددة في مبدأ الامانة. قال الله تعالى: (وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) (3/ 161) وقال تعالى (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها) (4/58) .
9- وعلى الطبيب ان يحذر. الوقوع في علاقات عاطفية مع مرضاه، والتي قد يتسبب فيها المر يض نفسه وعليه أن يتحكم
في جميع مشاعره العاطفية والجسمانية واذا لم يستطع ذلك أو في حالة ما اذا اصبح المريض متعلقا به عاطفياً وجسمانياً فمن واجب الطبيب في هذه الحالة ان يدع هذا المريض تحت رعاية احد زملاثه. قال تعالى (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيماً يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا) (4/ 26- 28) .
10- ان الاجهاض ممنوع ويستثنى من ذلك الاجهاض العلاجي إذا كان هو الوسيلة الوحيدة لانقاذ حياة الأم. قال الله تعالى (ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً) (17/ 31) وهذا الآية غالبا ما تكون مقصوداً بها وأد الاطفال أكثر منها على عملية الاجهاض المعروفة.
11- ايثانيزيا " القتل من أجل تخفيف آلام المريض " غير مشروع والطبيب في محاولاته للتخفيف من آلام المريض المصاب بمرض قاتل لا يرجى الشفاء منه، قد يضطر الى استخدام بعض العقاقير المسكنة للألم وهو يتبع المبادىء الاساسية لآداب الطب وهي التخفيف عن آلام المريض.قال الله "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق"(17/ 33).
12- الرقى : -
ان الألتجاء الى الله لكي يزيل مرض شخص ما أمر مشروع، ولكن ممارسة أعمالى شيطانية والإيمان بالمعتقدات الخرافية وكذلك التطير كل ذلك محرم بالتأكيد ولقد نى الرسول عليه الصلاة والسلام ضهيا قاطعا عن مثل هنه ا!لامث!ياء. ولو ان الطب النفسيى او العادي عجز عن ضيق شفاء المريض المصاب بمرض غير معروف فعلينا با!تجاء الى الذ سبحانه وتعالى وسؤاله شفاء هذا المريض.
13- التدريس:-
يجب على الطبيب ان يكون دائما على استعداد لتعليم زملائه الأحدث منه تخرجا، وكذلك طلبة الطب فيدرس لهم
كل ما يعلم ولايخفي عنهم أي معرفة خاصة أوتركيبة معينة لعقار ما أوطريقة جراحية حديثة.
وإن أحسن مرجع في هذا هو حياة الرسول الذي كرس حياته لتعليم بني الانسان وارشادهم الى الطريق المستقيم.
14- ا لابحاث الطبية
إن الابحاث الطبية تهدف الى تقدم العلم الطبي وهذه تدخل في دائرة طلب العلم وقال رسول الله: "طلب العلم فريضة على كل مسلم " ويمكن للاطباء اجراء الابحاث العلاجية اذا اتبعوا المبادىء التالية:-
أ- إن البحث العلاجي يعتبر اخلاقياً فقط لو ان الطبيب الذي يجريه كان على استعداد ان يجعل بين مرضاه في هذه التجارب العلاجية اقرب الناس اليه كزوجته وأولاده ووالديه.
ب- ان الابحاث العلاجية يجب ان يقوم بها أشخاص مؤهلون تأهيلاً علميا.
جـ- يجب أن يعلم المرضى المشتركون في أي بحث علاجي الحقائق التي يقوم عليها البحث ويجب أن نحصل على موافقتهم اذا كانوا بالغين عاقلين.
د- يجب احترام رغبة المريض المشترك في أي بحث علاجي اذا اراد ان ينسحب منه.
15- إن حجب المعلومات عن المريض أو الكذب عليه وذلك في حالة اصابته بمرض قاتل مثل السرطان لا يعتبر اثما ويمكن اخبار اقاربه المقربين بحقيقة مرضه. ويمكن اخبار المريض اذا اصر على معرفة حقيقة مرضه وذلك في حالة ما اذا ارتأى الطبيب ان بعض المعلومات لن تسبب له ضررا.
16- يجب على الطبيب ان يبتعد عن أي نوع من أنواع الدعاية الشخصية، ولو أن شيئا من الدعاية لازم للطبيب المبتدىء خاصة في بعض مناطق معينة ولكن يجب ان تكون هذه الدعاية ذكية متواضعة قال الله تعالى " وان يمسك
الله بضر فلا كاشف له الا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " (10/107)
17- الشهادة:- يجب ان تكون شهادة الطبيب صادقة ويجب عليه أن يتحقق بنفسه مما سوف يشهد به.
18- يجب أن يعمل الأطباء من أجل الصالح العام حتى ولو كان هذا متعارضا مع مصالحهم الشخصية فعلى، سبيل المثال يجب ان يسعى الأطباء لمنع الامراض وأن نتج عن هذا قلة مرضاهم وهذا في الحقيقة نوع من انواع فعل الخير وانكار الذات. قال تعالي (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وففضلا والله واسع عليم)(2/268)
19- قد يضطر الطيب في بعض الظروف الى استعمال بعض العقاقير أو مواد أخرى قد حرمها القرآن في الظروف العادية مثل: المواد المخدرة. قال الله تعالى " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين " (5/ 93).
ولكن في بعض حالات خاصة، ومن أجل انقاذ حياة المريض يباح للطبيب استخدام صمام الخنزير لاستبدال صمام قلب الانسان به والمواد المخدرة كعقاقير قال الله تعالى (انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم) (2/ 173) .
20- يجب ان يعامل الطبيب زملاءه كما يحب ان يعاملوه، ويجب على الأطباء ان يحاقظوا على العلاقات الطبية فيما بينهم. ويجب على الطبيب ان يتجنب الحديث بسوء عن زملاله، وعليه ان يتحاشى أيضاً أى تعليق أو ملاحظة من شأنها الانقاص من مهارة أو رأي زميل من زملاله. قال رسول الله .. r " لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله أخوانا كما أمركم الله ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة أيام .
21- يجب ان تكون حياة الطبيب الشخصية والعامة بعيدة عن الشبهات فيجب عليه ان لا يشارك في اي نشاط لا يتفق مع شرف المهنة وهنا يجب على الطبيب ان يلزم نفسه بالمباديء العامة للاخلاق كما يدعو اليها الاسلام.
ويجب أن يكون مفهوماً منذ البداية ان هذا النظام سيقوم بالكامل على أساس من القرآن والحديث. وهذا النظام الإسلامي لآداب الطب لا بد أن يكون تحت رعاية مجلس طبي إسلامي يجب على كل الأطباء المسلمين في جميع انحاء العالم ان يسعوا في الانضمام إليه.
ولسوف يكون قراراً له قيمته لو أن هذا المؤتمر استطاع ان يرعى هذا المجلس الطبى الذي سيكون هذا المؤتمر هو المنطلق لبداية مؤتمرات أخرى في الطب الإسلامي. ان النظام الإسلامي لآداب الطب كما اقترحه يتضح في النقاط التالية:-
ا- الدوا فع:-
إن أول واجبات الطبيب هو واجبه نحو مرضاه ومن ثم فان لصحة المرض الاولوية فوق كل الاعتبارات الاخرى كالدين واللون والجنس والطبقية والسياسة والمشاعر الشخصية. ولا ينبغي للطبيب ان يتأثر بأي دافع لتحقيق منفعة. ان ممارسة الطب يجب ان لا تكون مسألة جمع مال فقط. بل يجب ان يكون الدافع الوحيد هو شفاء المريض وينبغي للطبيب ان يحتفظ بالاحرام الكامل لحياة الانسان وكرامته. قال الله تعالى في كتابه العزيز (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما احيا الناس جميعا) (32/5) وقال رسول الله .. r: لايؤمن أحدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه " .
2- المسئولية:-
إن مسئولية الطبيب مسئولية جسيمة لانه يتعامل في كل الاوقات مع ارواح الناس، وحياتهم والتي تعتبر بالطبع شيئا مقدسا ويجب على الطبيب ان يكون على مستوى المسئولية تجاه مرضاه ويكون ايضا موضع الثقة التي وضعها فيه المرضى.
ومن أجل هذا فان على الطبيب الاخلاص الكامل وتسخير كل معرفته وعلمه وعليه مسثولية بذل اقصى جهد في سبيل شفاء المريض من أجل تحقيق النتيجة المرجوة. قال الله تعالى في القرآن " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا امانلألكم وانتم تعلمون " (8/ 27) وقال ايضا: (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) (5/ 1).
3- المعرفة:-
يجب على الطبيب في كل الاوقات ان يعمل على تحسين مستواه في فن الطب وعلومه ان استمرار التعليم الطبي لا بد ان يشغل جزءا من يرنامج الطبيب اليومي اذ انها الوسيلة التي سوف تعطي الطبيب احساسا صادقا بانه يفعل ما في وسعه من أجل المريض. الله تعالى في القرآن (وقل رب زدني علما). (20/ 114) وقال تعالي ايضا في القرآن (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ) (2/ 169).
4- حسن الخلق:-
لا بد للطبيب دائما الط يكون كريما، شفوقا، لطيفا، طيب القلب في معاملته للمرضى وينبغي له دائما ان يتصرف بحكمة ودقة تجاه مرضاه عليه ان يكون شفوقا مشاركا لهم في إحساسهم معبرا عن مشاركته لهم اذا ما استدعت هذا بعض الظروف الخاصه اذ ان هذا من شأنه ان يخلق جوا من الثقة والراحة وسوف يؤدي هذا الى التوصل لممارسة العلاج الصحيح، والاسلام يدعو إلى الكرم والشفقة والرحمة بين المسلمين في كل الاوقات. قال الله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً) (الأحزاب: آية، 70) .
5- التواضع:-
لا بد للطبيب ان يكون متواضعا لانه يعلم تماما ان ثقافته الطبية ليست دائما مكتملة أو كافية وهذا التواضع من شأنه ان يجعله يتقبل التعلم من غيره من الزملاء حتى ولو كانوا احدث منه سنا. والقرآن يعلمنا التواضع في كل مجالات الحياة. قال تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا) (25/ 63).
6- والطبيب لا يستطيع ان يحقق الشفاء في كل الأحوال ولكن عليه في كل الاوقات ان يعطي مرضاه الأمل ويخفف عنهم آلامهم سواء أكانت عقلية أو جسمانية. ويجب عليه الا يؤذي مريضه حتى من خلال محاولاته علاج مرضه.
قال الله تعالى "وان يمسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) ( 10/107) وقالت عائشة رضى الله عنها : عندما كان رسول الله (.. r) يزور مريضا أو يؤتى إليه بمريض كان يدعو له الله قائلا " اللهم انزع عنه المرض، اللهم يا رب الناس اشفه فأنت الشافي، لاشفاء الا شقاؤك شفاء لايغادر سقما ".
7- لا يجوز للطبيب أن يستغل منصبه وماله في امتيازات من أجل منافع شخصية.
8- والطبيب يجب عليه ان يحتفظ بالسرية المطلقة لكل ما يعرفه عن المريض احتراما للثقة الموضوعة فيه وللقرآن أحكام مشددة في مبدأ الامانة. قال الله تعالى: (وما كان لنبي ان يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون) (3/ 161) وقال تعالى (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى أهلها) (4/58) .
9- وعلى الطبيب ان يحذر. الوقوع في علاقات عاطفية مع مرضاه، والتي قد يتسبب فيها المر يض نفسه وعليه أن يتحكم
في جميع مشاعره العاطفية والجسمانية واذا لم يستطع ذلك أو في حالة ما اذا اصبح المريض متعلقا به عاطفياً وجسمانياً فمن واجب الطبيب في هذه الحالة ان يدع هذا المريض تحت رعاية احد زملاثه. قال تعالى (يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد ان يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيماً يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا) (4/ 26- 28) .
10- ان الاجهاض ممنوع ويستثنى من ذلك الاجهاض العلاجي إذا كان هو الوسيلة الوحيدة لانقاذ حياة الأم. قال الله تعالى (ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم إن قتلهم كان خطئاً كبيراً) (17/ 31) وهذا الآية غالبا ما تكون مقصوداً بها وأد الاطفال أكثر منها على عملية الاجهاض المعروفة.
11- ايثانيزيا " القتل من أجل تخفيف آلام المريض " غير مشروع والطبيب في محاولاته للتخفيف من آلام المريض المصاب بمرض قاتل لا يرجى الشفاء منه، قد يضطر الى استخدام بعض العقاقير المسكنة للألم وهو يتبع المبادىء الاساسية لآداب الطب وهي التخفيف عن آلام المريض.قال الله "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق"(17/ 33).
12- الرقى : -
ان الألتجاء الى الله لكي يزيل مرض شخص ما أمر مشروع، ولكن ممارسة أعمالى شيطانية والإيمان بالمعتقدات الخرافية وكذلك التطير كل ذلك محرم بالتأكيد ولقد نى الرسول عليه الصلاة والسلام ضهيا قاطعا عن مثل هنه ا!لامث!ياء. ولو ان الطب النفسيى او العادي عجز عن ضيق شفاء المريض المصاب بمرض غير معروف فعلينا با!تجاء الى الذ سبحانه وتعالى وسؤاله شفاء هذا المريض.
13- التدريس:-
يجب على الطبيب ان يكون دائما على استعداد لتعليم زملائه الأحدث منه تخرجا، وكذلك طلبة الطب فيدرس لهم
كل ما يعلم ولايخفي عنهم أي معرفة خاصة أوتركيبة معينة لعقار ما أوطريقة جراحية حديثة.
وإن أحسن مرجع في هذا هو حياة الرسول الذي كرس حياته لتعليم بني الانسان وارشادهم الى الطريق المستقيم.
14- ا لابحاث الطبية
إن الابحاث الطبية تهدف الى تقدم العلم الطبي وهذه تدخل في دائرة طلب العلم وقال رسول الله: "طلب العلم فريضة على كل مسلم " ويمكن للاطباء اجراء الابحاث العلاجية اذا اتبعوا المبادىء التالية:-
أ- إن البحث العلاجي يعتبر اخلاقياً فقط لو ان الطبيب الذي يجريه كان على استعداد ان يجعل بين مرضاه في هذه التجارب العلاجية اقرب الناس اليه كزوجته وأولاده ووالديه.
ب- ان الابحاث العلاجية يجب ان يقوم بها أشخاص مؤهلون تأهيلاً علميا.
جـ- يجب أن يعلم المرضى المشتركون في أي بحث علاجي الحقائق التي يقوم عليها البحث ويجب أن نحصل على موافقتهم اذا كانوا بالغين عاقلين.
د- يجب احترام رغبة المريض المشترك في أي بحث علاجي اذا اراد ان ينسحب منه.
15- إن حجب المعلومات عن المريض أو الكذب عليه وذلك في حالة اصابته بمرض قاتل مثل السرطان لا يعتبر اثما ويمكن اخبار اقاربه المقربين بحقيقة مرضه. ويمكن اخبار المريض اذا اصر على معرفة حقيقة مرضه وذلك في حالة ما اذا ارتأى الطبيب ان بعض المعلومات لن تسبب له ضررا.
16- يجب على الطبيب ان يبتعد عن أي نوع من أنواع الدعاية الشخصية، ولو أن شيئا من الدعاية لازم للطبيب المبتدىء خاصة في بعض مناطق معينة ولكن يجب ان تكون هذه الدعاية ذكية متواضعة قال الله تعالى " وان يمسك
الله بضر فلا كاشف له الا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " (10/107)
17- الشهادة:- يجب ان تكون شهادة الطبيب صادقة ويجب عليه أن يتحقق بنفسه مما سوف يشهد به.
18- يجب أن يعمل الأطباء من أجل الصالح العام حتى ولو كان هذا متعارضا مع مصالحهم الشخصية فعلى، سبيل المثال يجب ان يسعى الأطباء لمنع الامراض وأن نتج عن هذا قلة مرضاهم وهذا في الحقيقة نوع من انواع فعل الخير وانكار الذات. قال تعالي (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وففضلا والله واسع عليم)(2/268)
19- قد يضطر الطيب في بعض الظروف الى استعمال بعض العقاقير أو مواد أخرى قد حرمها القرآن في الظروف العادية مثل: المواد المخدرة. قال الله تعالى " ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين " (5/ 93).
ولكن في بعض حالات خاصة، ومن أجل انقاذ حياة المريض يباح للطبيب استخدام صمام الخنزير لاستبدال صمام قلب الانسان به والمواد المخدرة كعقاقير قال الله تعالى (انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم) (2/ 173) .
20- يجب ان يعامل الطبيب زملاءه كما يحب ان يعاملوه، ويجب على الأطباء ان يحاقظوا على العلاقات الطبية فيما بينهم. ويجب على الطبيب ان يتجنب الحديث بسوء عن زملاله، وعليه ان يتحاشى أيضاً أى تعليق أو ملاحظة من شأنها الانقاص من مهارة أو رأي زميل من زملاله. قال رسول الله .. r " لا تباغضوا، ولا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله أخوانا كما أمركم الله ولا يحل لمسلم ان يهجر اخاه فوق ثلاثة أيام .
21- يجب ان تكون حياة الطبيب الشخصية والعامة بعيدة عن الشبهات فيجب عليه ان لا يشارك في اي نشاط لا يتفق مع شرف المهنة وهنا يجب على الطبيب ان يلزم نفسه بالمباديء العامة للاخلاق كما يدعو اليها الاسلام.