هل هي مصادفة أن يصدر رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو قرارا بضم المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح - الذي يقول اليهود إن به قبر راحيل والدة النبي يوسف في مدينة بيت لحم - إلى قائمة "المواقع التراثية" اليهودية قبل ثلاثة أيام من الذكري الـ 16 للمجزرة الصهيونية التي جرت في 25 فبراير 1994 (الموافق 15 رمضان) للمصلين وقتل وإصابة العشرات منهم علي يد المجرم "جولدشتاين" ؟!.
وهل هي مصادفة أن يجري إتخاذ هذا القرار بعد أسبوعين من مطالبة 39 نائبا في الكنيست أعضاء (اللوبي من أجل أرض إسرائيل) نتنياهو بضم مواقع أثرية إسلامية في كل أنحاء الضفة الغربية مثل : قبر راحيل في مدينة بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس ومغارات “كومران” في البحر الميت، وجبل "عيبال" في شمال مدينة نابلس، وجبل "جرزيم النار" جنوب مدينة نابلس، وموقع "القطار" في قرية سبَستيا، ومنطقة "سوسيا" في الخليل ؟!.
وهل هي مصادفة أيضا أن يجري ضم المسجد الابراهيمي – الذي يعاني المسلمون بمنعهم من الصلاة فيه بأذن من الجيش الصهيوني ويمنع بث الأذان فيه ويتخطي رقابهم المستوطنون وهم ساجدون – ومن ثم تطبيق إجراءات سيادية صهيونية أكبر عليه والانتقال من مرحلة تقسيمه بين المسلمين واليهود الي الهيمنة اليهودية فقط عليه .. وذلك في نفس الوقت الذي يطالبون فيه بتقسيم الصلاة في الحرم القدسي الشريف بين اليهود والمسلمين ايضا ؟!
ولو كانت كل هذه مصادفات تنم عن نوايا صهيونية (طيبة!) ، فلماذا صدور هذا القرار الآن ؟ هل الهدف هو أن يكون ما يجري في المسجد الابراهيمي مقدمة وبروفة للتطبيق علي المسجد الأقصي لاحقا خصوصا أن الصهاينة سيحتفلون يوم 15 مارس المقبل 2010 بإعادة إفتتاح اكبر كنيس يهودي يقولون أنه جري هدمه مع الهيكل الثاني ؟.
أم أن الهدف هو التمهيد وجس نبض حكام العالم الاسلامي من السيطرة علي "الإبراهيمي"، فلو جاءت – كما هو متوقع – ميتة ومتهافتة ، يجري الانتقال للخطوة الأخطر التي يرتبون لها ، وهي السيطرة علي المسجد الأقصي وتهويده وهدمه !.
الأقصي هو الهدف !
واقع الأمر أن الهدف الصهيوني الحالي هو فرض أمر واقع علي المسجد الأقصي في ظل الغفلة العربية والاسلامية وإنعدام رد الفعل القوي لدي المسلمين سواء عبر تقسيمه كحد أدني مع المسلمين او هدمه وأن الاحتلال الغاشم بصدد تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى المبارك بنفس طريقة شقيقه (المسجد الإبراهيمي) ، ولذلك يصدر الأوامر العسكرية المتتالية بإبعاد سدنة وعباد وحراس ورواد المسجد الأقصى المبارك كي يسهل التحكم فيه بعيدا عن أعين هؤلاء ، ثم السيطرة علي المسجد الابراهيمي تماما للتفرغ للأقصي .
فهم قد ابعدوا شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الممنوع من أداء الصلاة فيه منذ عامين ، والشيخ يوسف الباز وعلي أبو شيخة ومصطفى أبو زهرة ، وحاتم عبد القادر الممنوعون من الصلاة في المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر ، ثم منعوا خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري .
كما سيطروا علي أبواب المسجد الأقصى المبارك ويقومون يوميا بعمليات إقتحامه وإدخال العشرات من اليهود الصهاينة والمتدينين إلى باحاته وساحاته كنوع من العناد والتحدي وفرض الأمر الواقع ، وهم يؤدون طقوسهم الدينية ومنها احتساء الخمر ، كما إن مجموعات من رجال المخابرات والشرطة والجيش الصهيوني تقوم باقتحام المساجد المسقوفة أحيانا كالمسجد القبلي والتجول في داخله ويدخنون فيه السجائر ، ويتدربون فيه ايضا علي اعمال تسلق للجدران غير معروف دوافعها !
وهذا الاقصاء لقادة وعلماء الأقصي مرتبط بما اعلنته صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" يوم 7 ديسمبر الماضي بشان شروع تل أبيب في بناء ما يسمى «هيكل سليمان الثالث» وهدم المسجد الأقصى الذي حددوا له يوم 16 مارس المقبل ! .
فالصهاينة يزعمون أن الهيكل أو المعبد الذي يرغبون في بناؤه سيكون في الموقع ذاته الذي يقع فيه المسجد الأقصى لأن به – كما يزعمون كذبا- بقايا وآثار الهيكلين الأول والثاني ، ويقولون أن هناك نبوءة تعود لأحد حاخامات القرن الثامن عشر والمعروف باسم «جاؤون فيلنا» حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث بيوم السادس عشر من مارس 2010 بالتزامن مع تدشين معبد «حوربا» - ومعناه (الخراب) - الكائن بالحي اليهودي بالقدس المحتلة .
وهذا المعبد سوف يجري إفتتاحه يوم 15 مارس المقبل رسميا ، وبعده بيوم ، سيتم الشروع في خطة هدم الأقصي تنفيذا لنبوءة الحاخام اليهودي ، والتي تتزامن مع عدة احتفالات يهودية في شهر مارس تتعدد فيها محاولات المتطرفين الصهاينة لإقتحام الأقصي .
وهذا المعبد الذي يسمي (الخراب) يعد أحد أهم دور العبادة اليهودية في القدس وتم تدميره خلال حرب 1948 ، ويجري الانتهاء من تشطيبات إفتتاحه حاليا ، ضمن سلسلة من الامور الدينية التي بدوا في تنفيذها في السنوات في سياق لبناء الهيكل مثل تجهيز بقرة حمراء وتجهيز كهنة الهيكل وبناء معابد أسفل الأقصي معدة لتلاوة صلوات خاصة ، فضلا عن تحويل أرضية المسجد الأقصي – بفعل الحفريات الصهيونية المدروسة بعناية – الي ما يشبه الجبن السويسري المحفور من كل جهة بحيث يسهل سقوطه ودمار المسجد الأقصي وقبة الصخرة في أي هزة أرضية بسيطة أو بفعل فاعل ! .
السيادة الدينية لتعزيز "السياسية" !
وما لا يدركه أحد من الساسة العرب أن هذه السياسة الصهيونية لتعزيز السيادة الدينية اليهودية علي آثار إسلامية في مدن الضفة الغربية ما هي سوي محاولات لترسيخ وتعزيز السيادة الدينية علي أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ضمن خطة نتنياهو واليمين الصهيوني لفرض أمر واقع بالتهويد الديني وإكتساب شرعية دينية يمكن التفاوض حولها مستقبلا بادعاء أن هذه آثار يهودية تحت السيادة "الاسرائيلية" فكيف يمكن الانسحاب منها في الضفة الغربية والقدس !؟.
ربما لهذا اعتبر 38 عضو من أعضاء الكنيست (اللوبي من أجل أرض إسرائيل) الذين طالبوا نتنياهو بضم مواقع أثرية في أنحاء الضفة الغربية يوم 8 فبراير الماضي ، وطالبوه أيضا بضم : قبر راحيل في مدينة بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس ومغارات “كومران” في البحر الميت، وجبل "عيبال" في شمال مدينة نابلس، وجبل "جرزيم النار" جنوب مدينة نابلس، وموقع "القطار" في قرية سبَستيا، ومنطقة "سوسيا" في الخليل .. اعتبروا أن "هذه المواقع هي أساس بقائنا كشعب"، و"تضمن مستقبل شعب عاد لأرضه بعد ألفي سنة من الاغتراب" !؟
وربما لهذا أيضا قال نتنياهو لدى إعلانه القرار أن: "وجودنا كدولة ليس مرتبطا بالجيش فقط أو بمناعتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني (الديني) الذي سننقله للأجيال المقبلة " !!
في حين يعتبر قادة ومشايخ القدس والمسجد الأقصي المبارك هذه الخطوة الصهيونية لضم المسجد الإبراهيمي ضمن الآثار اليهودية رسميا ، ما هي سوي "بروفة" صهيونية لتهويد المسجد الأقصي وفق التواريخ اليهودية المقررة في 16 مارس المقبل 2010 ، وأن الاحتلال الاسرائيلي استهدف بهذه الخطوة الأن "جس نبض" العالم العربي والاسلامي للخطوة المقبلة التي تستهدف السيطرة الدينية اليهودية علي المسجد الأقصي وتهويده وتدميره .
والخطورة هنا أن تجربة ما جري في المسجد الإبراهيمي منذ احتلاله عام 1967 ثم تهويده عقب مجزرة جولشتين التي تحل ذكراها السادسة عشر يوم 25 فبراير الجاري ، من مطالبة صهيونية بتقسيم الصلاة فيه بين المسلمين واليهود ، ثم انفراد اليهود بالصلاة فيه ومنع الأذان أو دخول المسلمين للصلاة إلا باذن من حرس الحدود "الاسرائيلي" ، توضح لنا طبيعة المخطط الصهيوني الحالي الذي يطالب بتقسيم الصلاة في المسجد الأقصي ايضا !
فهم يطالبون في المسجد الأقصي بنفس ما طالبوا به في المسجد الإبراهيمي ، في حين أنهم سيطروا عليه الآن فعليا وضموه لآثارهم وبات مجرد كنيس يهود لا يسمح لغير اليهود بدخوله إلا بإذن ولا يسمح بالطبع لإقامة الأذان أو الشعائر بحرية به ، حتي اليهود يتجولون فيه بحرية ويصلون فيه ويمرون فوق رؤوس المصلين المسلمين الساجدين !؟ .
وليتهم يطالبون بهذا فقط في الأقصي ، وإنما يطالبون بهدمه كليا ، ولكن الخطوة الأولي في هذا الدهاء الصهيوني هي المطالبة بتقسيم الصلاة فيه ثم افتتاح أكبر كنيس يهودي (معبد الخراب) يوم 15 مارس المقبل الذي يبعد 50 مترا فقط عن الأقصي للصلاة فيه بقرب الأقصي وتوافد أعداد أكبر ، ثم تكرار محاولات اقتحامه لفرض أمر واقع بصلاة اليهود في باحته ، ثم فرض أمر واقع بتقسيمه بين المسلمين واليهود للصلاة ، وأخيرا السيطرة عليه كليا وهدمه ، وهم يفعلون الآن نفس الخطوات في الأقصي من إبعاد الحراس وإبعاد القيادات الدينية والسياسية للقدس أو سجنها لإخلاء الساحة لهم ، ومنع دخول الأقصي إلا بتصاريح لكبار السن فقط .. بخلاف الحفريات التي جعلت المسجد يقف معلقا في الهواء لينهار بفعل أي هزة أرضية أو اي تفجير بسيط !
وبعد قوانين التهويد لأسماء القرى العربية، وقوانين النكبة وسلسة القوانين العنصرية وضم القدس والجولان، جاء الدور لتهويد وضم المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال بن رباح ، وكل ذلك يدخل في صلب مشروع نتانياهو لجعل إسرائيل دولة خالصة لليهود، وهدم أي أثر يحيل إلى الإسلام ، ربما قبل أن يتم تصفية ما تبقى من الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا إلى خارج فلسطين كلها .
ماذا تنتظرون يا حكام العرب والمسلمين هل تنتظرون أن نسمع خبر هدم الأقصي ثم نتحرك للبكاء ولطم الخدود وننسي ذلك لاحقا !؟
أنقذوا الأقصي .. فقد تكون هذه آخر صرخة قبل ان يهدموه بالفعل بعدما سيطروا عليه ومنعوا حراسه الفلسطينيين وفتحوه للمستوطنين .. وخذوا حذركم من مؤامراتهم فقد يكون يوم 16 مارس المقبل هو يوم القيامة في القدس عندما يحاولون إقامة هيكلهم رسميا بعد أن يفتتحوا معبدهم (الخراب) قبله بيوم واحد !
وهل هي مصادفة أن يجري إتخاذ هذا القرار بعد أسبوعين من مطالبة 39 نائبا في الكنيست أعضاء (اللوبي من أجل أرض إسرائيل) نتنياهو بضم مواقع أثرية إسلامية في كل أنحاء الضفة الغربية مثل : قبر راحيل في مدينة بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس ومغارات “كومران” في البحر الميت، وجبل "عيبال" في شمال مدينة نابلس، وجبل "جرزيم النار" جنوب مدينة نابلس، وموقع "القطار" في قرية سبَستيا، ومنطقة "سوسيا" في الخليل ؟!.
وهل هي مصادفة أيضا أن يجري ضم المسجد الابراهيمي – الذي يعاني المسلمون بمنعهم من الصلاة فيه بأذن من الجيش الصهيوني ويمنع بث الأذان فيه ويتخطي رقابهم المستوطنون وهم ساجدون – ومن ثم تطبيق إجراءات سيادية صهيونية أكبر عليه والانتقال من مرحلة تقسيمه بين المسلمين واليهود الي الهيمنة اليهودية فقط عليه .. وذلك في نفس الوقت الذي يطالبون فيه بتقسيم الصلاة في الحرم القدسي الشريف بين اليهود والمسلمين ايضا ؟!
ولو كانت كل هذه مصادفات تنم عن نوايا صهيونية (طيبة!) ، فلماذا صدور هذا القرار الآن ؟ هل الهدف هو أن يكون ما يجري في المسجد الابراهيمي مقدمة وبروفة للتطبيق علي المسجد الأقصي لاحقا خصوصا أن الصهاينة سيحتفلون يوم 15 مارس المقبل 2010 بإعادة إفتتاح اكبر كنيس يهودي يقولون أنه جري هدمه مع الهيكل الثاني ؟.
أم أن الهدف هو التمهيد وجس نبض حكام العالم الاسلامي من السيطرة علي "الإبراهيمي"، فلو جاءت – كما هو متوقع – ميتة ومتهافتة ، يجري الانتقال للخطوة الأخطر التي يرتبون لها ، وهي السيطرة علي المسجد الأقصي وتهويده وهدمه !.
الأقصي هو الهدف !
واقع الأمر أن الهدف الصهيوني الحالي هو فرض أمر واقع علي المسجد الأقصي في ظل الغفلة العربية والاسلامية وإنعدام رد الفعل القوي لدي المسلمين سواء عبر تقسيمه كحد أدني مع المسلمين او هدمه وأن الاحتلال الغاشم بصدد تنفيذ مخطط تقسيم المسجد الأقصى المبارك بنفس طريقة شقيقه (المسجد الإبراهيمي) ، ولذلك يصدر الأوامر العسكرية المتتالية بإبعاد سدنة وعباد وحراس ورواد المسجد الأقصى المبارك كي يسهل التحكم فيه بعيدا عن أعين هؤلاء ، ثم السيطرة علي المسجد الابراهيمي تماما للتفرغ للأقصي .
فهم قد ابعدوا شيخ الأقصى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية الممنوع من أداء الصلاة فيه منذ عامين ، والشيخ يوسف الباز وعلي أبو شيخة ومصطفى أبو زهرة ، وحاتم عبد القادر الممنوعون من الصلاة في المسجد الأقصى لمدة ستة أشهر ، ثم منعوا خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا فضيلة الشيخ الدكتور عكرمة صبري .
كما سيطروا علي أبواب المسجد الأقصى المبارك ويقومون يوميا بعمليات إقتحامه وإدخال العشرات من اليهود الصهاينة والمتدينين إلى باحاته وساحاته كنوع من العناد والتحدي وفرض الأمر الواقع ، وهم يؤدون طقوسهم الدينية ومنها احتساء الخمر ، كما إن مجموعات من رجال المخابرات والشرطة والجيش الصهيوني تقوم باقتحام المساجد المسقوفة أحيانا كالمسجد القبلي والتجول في داخله ويدخنون فيه السجائر ، ويتدربون فيه ايضا علي اعمال تسلق للجدران غير معروف دوافعها !
وهذا الاقصاء لقادة وعلماء الأقصي مرتبط بما اعلنته صحيفة هآرتس "الإسرائيلية" يوم 7 ديسمبر الماضي بشان شروع تل أبيب في بناء ما يسمى «هيكل سليمان الثالث» وهدم المسجد الأقصى الذي حددوا له يوم 16 مارس المقبل ! .
فالصهاينة يزعمون أن الهيكل أو المعبد الذي يرغبون في بناؤه سيكون في الموقع ذاته الذي يقع فيه المسجد الأقصى لأن به – كما يزعمون كذبا- بقايا وآثار الهيكلين الأول والثاني ، ويقولون أن هناك نبوءة تعود لأحد حاخامات القرن الثامن عشر والمعروف باسم «جاؤون فيلنا» حدد فيها موعد بداية بناء الهيكل الثالث بيوم السادس عشر من مارس 2010 بالتزامن مع تدشين معبد «حوربا» - ومعناه (الخراب) - الكائن بالحي اليهودي بالقدس المحتلة .
وهذا المعبد سوف يجري إفتتاحه يوم 15 مارس المقبل رسميا ، وبعده بيوم ، سيتم الشروع في خطة هدم الأقصي تنفيذا لنبوءة الحاخام اليهودي ، والتي تتزامن مع عدة احتفالات يهودية في شهر مارس تتعدد فيها محاولات المتطرفين الصهاينة لإقتحام الأقصي .
وهذا المعبد الذي يسمي (الخراب) يعد أحد أهم دور العبادة اليهودية في القدس وتم تدميره خلال حرب 1948 ، ويجري الانتهاء من تشطيبات إفتتاحه حاليا ، ضمن سلسلة من الامور الدينية التي بدوا في تنفيذها في السنوات في سياق لبناء الهيكل مثل تجهيز بقرة حمراء وتجهيز كهنة الهيكل وبناء معابد أسفل الأقصي معدة لتلاوة صلوات خاصة ، فضلا عن تحويل أرضية المسجد الأقصي – بفعل الحفريات الصهيونية المدروسة بعناية – الي ما يشبه الجبن السويسري المحفور من كل جهة بحيث يسهل سقوطه ودمار المسجد الأقصي وقبة الصخرة في أي هزة أرضية بسيطة أو بفعل فاعل ! .
السيادة الدينية لتعزيز "السياسية" !
وما لا يدركه أحد من الساسة العرب أن هذه السياسة الصهيونية لتعزيز السيادة الدينية اليهودية علي آثار إسلامية في مدن الضفة الغربية ما هي سوي محاولات لترسيخ وتعزيز السيادة الدينية علي أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ضمن خطة نتنياهو واليمين الصهيوني لفرض أمر واقع بالتهويد الديني وإكتساب شرعية دينية يمكن التفاوض حولها مستقبلا بادعاء أن هذه آثار يهودية تحت السيادة "الاسرائيلية" فكيف يمكن الانسحاب منها في الضفة الغربية والقدس !؟.
ربما لهذا اعتبر 38 عضو من أعضاء الكنيست (اللوبي من أجل أرض إسرائيل) الذين طالبوا نتنياهو بضم مواقع أثرية في أنحاء الضفة الغربية يوم 8 فبراير الماضي ، وطالبوه أيضا بضم : قبر راحيل في مدينة بيت لحم، وقبر يوسف في نابلس ومغارات “كومران” في البحر الميت، وجبل "عيبال" في شمال مدينة نابلس، وجبل "جرزيم النار" جنوب مدينة نابلس، وموقع "القطار" في قرية سبَستيا، ومنطقة "سوسيا" في الخليل .. اعتبروا أن "هذه المواقع هي أساس بقائنا كشعب"، و"تضمن مستقبل شعب عاد لأرضه بعد ألفي سنة من الاغتراب" !؟
وربما لهذا أيضا قال نتنياهو لدى إعلانه القرار أن: "وجودنا كدولة ليس مرتبطا بالجيش فقط أو بمناعتنا الاقتصادية، وإنما في تعزيز معرفتنا وشعورنا الوطني (الديني) الذي سننقله للأجيال المقبلة " !!
في حين يعتبر قادة ومشايخ القدس والمسجد الأقصي المبارك هذه الخطوة الصهيونية لضم المسجد الإبراهيمي ضمن الآثار اليهودية رسميا ، ما هي سوي "بروفة" صهيونية لتهويد المسجد الأقصي وفق التواريخ اليهودية المقررة في 16 مارس المقبل 2010 ، وأن الاحتلال الاسرائيلي استهدف بهذه الخطوة الأن "جس نبض" العالم العربي والاسلامي للخطوة المقبلة التي تستهدف السيطرة الدينية اليهودية علي المسجد الأقصي وتهويده وتدميره .
والخطورة هنا أن تجربة ما جري في المسجد الإبراهيمي منذ احتلاله عام 1967 ثم تهويده عقب مجزرة جولشتين التي تحل ذكراها السادسة عشر يوم 25 فبراير الجاري ، من مطالبة صهيونية بتقسيم الصلاة فيه بين المسلمين واليهود ، ثم انفراد اليهود بالصلاة فيه ومنع الأذان أو دخول المسلمين للصلاة إلا باذن من حرس الحدود "الاسرائيلي" ، توضح لنا طبيعة المخطط الصهيوني الحالي الذي يطالب بتقسيم الصلاة في المسجد الأقصي ايضا !
فهم يطالبون في المسجد الأقصي بنفس ما طالبوا به في المسجد الإبراهيمي ، في حين أنهم سيطروا عليه الآن فعليا وضموه لآثارهم وبات مجرد كنيس يهود لا يسمح لغير اليهود بدخوله إلا بإذن ولا يسمح بالطبع لإقامة الأذان أو الشعائر بحرية به ، حتي اليهود يتجولون فيه بحرية ويصلون فيه ويمرون فوق رؤوس المصلين المسلمين الساجدين !؟ .
وليتهم يطالبون بهذا فقط في الأقصي ، وإنما يطالبون بهدمه كليا ، ولكن الخطوة الأولي في هذا الدهاء الصهيوني هي المطالبة بتقسيم الصلاة فيه ثم افتتاح أكبر كنيس يهودي (معبد الخراب) يوم 15 مارس المقبل الذي يبعد 50 مترا فقط عن الأقصي للصلاة فيه بقرب الأقصي وتوافد أعداد أكبر ، ثم تكرار محاولات اقتحامه لفرض أمر واقع بصلاة اليهود في باحته ، ثم فرض أمر واقع بتقسيمه بين المسلمين واليهود للصلاة ، وأخيرا السيطرة عليه كليا وهدمه ، وهم يفعلون الآن نفس الخطوات في الأقصي من إبعاد الحراس وإبعاد القيادات الدينية والسياسية للقدس أو سجنها لإخلاء الساحة لهم ، ومنع دخول الأقصي إلا بتصاريح لكبار السن فقط .. بخلاف الحفريات التي جعلت المسجد يقف معلقا في الهواء لينهار بفعل أي هزة أرضية أو اي تفجير بسيط !
وبعد قوانين التهويد لأسماء القرى العربية، وقوانين النكبة وسلسة القوانين العنصرية وضم القدس والجولان، جاء الدور لتهويد وضم المسجد الإبراهيمي الشريف في الخليل ومسجد بلال بن رباح ، وكل ذلك يدخل في صلب مشروع نتانياهو لجعل إسرائيل دولة خالصة لليهود، وهدم أي أثر يحيل إلى الإسلام ، ربما قبل أن يتم تصفية ما تبقى من الشعب الفلسطيني قتلا وتهجيرا إلى خارج فلسطين كلها .
ماذا تنتظرون يا حكام العرب والمسلمين هل تنتظرون أن نسمع خبر هدم الأقصي ثم نتحرك للبكاء ولطم الخدود وننسي ذلك لاحقا !؟
أنقذوا الأقصي .. فقد تكون هذه آخر صرخة قبل ان يهدموه بالفعل بعدما سيطروا عليه ومنعوا حراسه الفلسطينيين وفتحوه للمستوطنين .. وخذوا حذركم من مؤامراتهم فقد يكون يوم 16 مارس المقبل هو يوم القيامة في القدس عندما يحاولون إقامة هيكلهم رسميا بعد أن يفتتحوا معبدهم (الخراب) قبله بيوم واحد !