من طرف بسمه امل الإثنين 08 مارس 2010, 11:27 am
هنادي جرادات المحامية
دافعت عن حقها بطريقتها الخاصة
لم ترغب أن تكون كباقي المحامين في الدفاع عن حقها في ساحة المحكمة التي تنعدمفيها الديمقراطية بل لجأت إلى أسلوب آخر يرغم الجميع على سماع صوتها ومعرفة ماتريده، هذه هي المحامية هنادي تيسير جرادات (29 عاماً) منفذة العملية الفدائية فيمدينة حيفا المحتلة عام 48 والتي أوقعت 19 قتيلاً وما يزيد عن 60 جريحاً بجروحمختلفة فقدمت هذه المرة المرافعة الخاصة بها وبحق شعبها بطريقة نقلتها كل وسائلالإعلام ليعلم بها القاصي والداني.
ولدت هنادي في الحي الشرقي لمدينة جنين،لعائلة مكونة من 12 فرداً، ثمانية فتيات وشابين هما فادي (20 عاماً) والذي استشهدقبل أربعة أشهر من تنفيذها للعملية، وثائر 12 عاماً والذي يدرس في إحدى مدارسالمدينة.
أكملت هنادي دراستها الجامعية في جامعة جرش الأهلية بالأردن لتتخرجمنها عام 1999، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الحقوق، ثم عادت إلى فلسطين للعملفي ميدان المحاماة للدفاع عن المظلومين من أبناء شعبها، واستمرت في هذا المجال حتىأيامها الأخيرة وكانت نيتها تتجه صوب افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.
تقولميسون بنت عمها: "كان الجميع يلاحظ مدى تميز هنادي عن باقي أخواتها، فقد كانتمتدينة بصورة فاقت إخوانها، كما كانت مداومة على قراءة القرآن وبكثرة الصلاةوالعبادة انتقاماً لأخيها وأبناء عمها."
وتضيف ميسون مرت ساعات صعبة على العائلةيوم 14/6/2003عندما أقدمت القوات الإسرائيلية الخاصة باقتحام المنزل الذي تسكن بهالعائلة ومحاصرته والدخول عليه حيث قامت بتصفية كل من أخوها فادي وأبن عمها صالحجرادات 30 عاماً قائد عسكري للجهاد الإسلامي بدم بارد أمام أعين أفراد العائلة، حيثكان يجلس فادي إلى جانب أحد شقيقاته عندما أطلق عليه الجنود النار مما أدى إلىاستشهاده. هذه اللحظات وكما تصفها ابنة عم الشهيدة تركت "بصماتها الواضحة في نفسيةكل من كان موجود في تلك اللحظة الصعبة"، وتضيف "وكان يمكن أن يشكل دافع لمحاولةالانتقام للوحشية التي استخدمت بحقهم بينما استشهد ابن عمها الثاني عبد الرحيمجرادات عام 1996 على حاجز الجلمة شمال مدينة جنين عندما كان يسافر هو وصديقاً له فيزيارة حيث أوقفت القوات الإسرائيلية وقتها السيارة التي كانوا يقودونها وقامتبتصفية الشهداء الثلاثة عبد الرحيم وطارق منصور وعلاء أبو عرة.
في حين استشهدأبن عمها الثالث محمد جرادات أخ الشهيد عبد الرحمن خلال الانتفاضة الأولى عام 87 .
أخت الشهيدة هنادي وصفت شقيقتها أنها كانت منذ أسبوعين قبل الاستشهاد في صياممتواصل حتى أيام الجمعة، وخرجت من البيت وهي صائمة يوم أن حدثت العملية، كما أنهاكانت كثيرة قراءة القرآن وتقوم الليل كثيراً، "عندما كنا نصحو بالليل نجدها تصليوهذا الأمر كان يتكرر باستمرار وكثرة أما عائلتها البسيطة فهي تعيش في جو إيمانيويحاول توفير كل ما تستطيعه العائلة، فالأب الذي يعاني من مرض تليف الكبد استقبلنبأ استشهاد ابنته بالحمد والثناء على النعمة التي قدمها الله له، وقال " أنا لااستقبل المعزيين بل استقبل مهنئين باستشهاد بنتي وقالت والدة الاستشهادية هناديغادرت المنزل وهي صائمة دون أن تظهر عليها أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عملغير اعتيادي.
وأعربت "عن فخرها واعتزازها بابنتها الاستشهادية وبما قامت بهانتقاماً لشهداء فلسطين"
وتعتبر هنادي الاستشهادية السادسة من الفتيات اللواتيينفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية حيث كانت الأولى وفاء إدريس من مخيمالأمعري جنوب مدينة رام الله والتي نفذت العملية الفدائية بالقدس، في حين كانتدارين أبو عيشة صاحبة العملية الثانية عند أحد الحواجز الإسرائيلية عندما استوقفهاالجنود ففجرت نفسها بينهم، تلتها الاستشهادية آيات الأخرس في متجر بالقدس الغربية،ثم عندليب طقاطقة من بيت فجار قضاء بيت لحم فقتلت ستة صهاينة وجرحت العشرات، وكانتالاستشهادية هبة دراغمة من الجهاد الإسلامي الخامسة فقتلت ثلاثة وجرحت نحو 70آخرين، لتأتي هنادي وتقتل 20 منهم وتجرح العشرات في حيفا