الصدفة هنا غريبة جدًا، إذ يشترك ثلاثة من أشهر رجال السياسة
والدين في مصر في نفس سنة الميلاد، أولهم الرئيس محمد حسني مبارك المولود
في المنوفية 4 مايو من عام 1928، وثانيهم شيخ الأزهر الذي رحل بالأمس
والمولود في نفس السنة ولكن في 28 أكتوبر بسوهاج. وإذا كان مبارك وطنطاوي
يمثلان نظاما سياسا واحدا، فإن مهدي عاكف - المرشد العام السابق للإخوان
المسلمين - يقف بطبيعة الحال علي الجانب الآخر منهما، لكنه أيضا ولد في
نفس ذلك العام 1928، في 22 من شهر يوليو بمحافظة الدقهلية، والمفارقة مع
عام 1928 مستمرة، في كونه ذلك العام الذي أسس فيه الإمام حسن البنا جماعة
الإخوان المسلمين، وهي الجماعة السياسية الدينية التي ينظر لها باعتبارها
الفصيل المعارض الأكبر لنظام مبارك، كما أن رجل الأعمال الشهير «حسين
سالم» المعروف باستثماراته الضخمة في مجال البترول، وأقرب الأصدقاء للرئيس
مبارك هو أيضا من مواليد تلك السنة، ويضاف إلي مواليد تلك السنة من
المشاهير المصريين عالم الجغرافيا الأهم «د.جمال حمدان» الذي توفي إثر
حادث غامض في شقته عام 1993.
وبعيدا عن مصر فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق
أرئيل شارون هو أيضا من مواليد نفس السنة، والمعروف أنه دخل في غيبوبة
طويلة منذ يناير 2006 لم يفق منها حتي الآن، وإلي جانب شارون يبرز اسم
المناضل الأرجنتيني الشهير «تشي جيفارا» كأحد أشهر مواليد سنة 1928، لكن
جيفارا قتل في عمر مبكر في بوليفيا عام 1967 وهو لم يتجاوز الأربعين من
عمره بعد.
وإذا كان مهدي عاكف قد ترك منصبه كمرشد عام للإخوان
المسلمين قبل عدة أشهر، وأشرف بنفسه علي انتخابات داخلية لاختيار خليفة له
ليعتزل العمل السياسي التنظيمي، وإذا كان الشيخ محمد سيد طنطاوي ظل يشغل
منصبه كشيخ للأزهر 14 عاما متصلة حتي وفاته المفاجئة في مطار الرياض
بالأمس، فإنه لا يتبقي في السلطة أو في المشهد السياسي العام سوي الرئيس
مبارك وحده ممثلا لجيل سنة 1928 الاستثنائية في تاريخ مصر الحديث.