الحياء لا يأتي إلا بخير
الحياء من أعظم أخلاق الإسلام،وهو صفة من صفات الله عز وجل،فلا تكون الاخت ملتزمة حتى تتصف بهذه الصفة ويكون لها حظ في اسم الله الحيي،"إن لله تسعة وتسعين اسماً مئة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة" (متفق عليه ) . فلكي تحصي اسم الله الحيي فلابد وأن تتحلي بهذه الصفة العظيمة, قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي (رواه الحاكم وصححه الألباني) " إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه ثم لا يضع فيها خيراً"
فكيف تصبحين أختا ملتزمة متحلية بهذه الصفة العظيمة والخلق الأعظم خلق الحياء؟
قال النبي صلى الله عليه وسلم في (الحديث الذي رواه الإمام مسلم ) "الحياء خير كله "
وفي الحديث الذي (في الصحيحين) قال صلى الله عليه وسلم "الحياء لايأتي إلا بخير"
فلا بد اختاه ان نتجنب الصفات التي تنافي هذا الخلق العظيم،كالبذاء :
والبِذاء - أو بالفتح _والبذاء من الجفاء فى النار" (أخرجه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني) . وفي بعض الألفاظ قال النبي صلى الله عليه وسلم "والبذاء من النفاق" (صححه الألباني في الصحيحة) فتكون صفة الملتزمة المؤمنة أنها حيية, أما صفة المنافقين وصفة العصاة الجرأة التي تصل أحياناً إلي حد الوقاحة ,لكن لوجود مظاهر كتيرة أصبحنا نتذوقها إجتماعياً ونمررها ولم تعد تشكل لدينا فرقا,بعض التصرفات السيئة التى نقع فيها ونحن لا ندري.
زد على ذلك على مخاطبة الرجال الاجانب واللين في الكلام،والضحك بصوت عال في الاسواق، انظري للذي يحدث علي برامج المحادثات والرسائل الإلكترونية المتبادلة والكلام السيء الذي يُكتب, أين الحياء ؟ إخوة وأخوات يكتبون كلاما يندى له الجبين على المحادثات على الشبكة العنكبوتية،وإطلاق البصر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن المشاكل التي اصبحت ايضا متفشية وهي من قلة الحياء،التكشف امام اخواتها ،فاحذري أختاه ،قال الله جل وعلا {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ } [ النور/31] هذا هو محل الشاهد أن الله جل جلاله قال لا تُظهري زينتك أمام النساء, فليكن لباسك أختاه الحياء،يلزمك في كل زمان ومكان واجعليه شعارا ترفعينه اين ما حللت ونزلت،واحذري أخية من قلة الحياء مع الله عز وجل بارتكاب المعاصي والتقصير والتفريط فالله مطلع ورقيب عليك، أفلا تستحين وأنت تعملين أنه أقرب إليك من حبل الوريد؟ الله جل وعلا قريب منك جدا, ألا يُحرك قربه هذا في قلبك شيئا؟ أن تعظميه؟وألا يمنعك رصيد حبه في قلبك من أن تقعي في أي شيء يخدش إيمانك وحيائك؟ ألا تستحين وهو يكرمك ويتفضل عليكِ ويحسن إليكِ ليل نهار؟ فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ أحسني كما أحسن الله إليك.
إليك أخية واجب عملي حتى تتخلقي بخلق الحياء:
فتكونين خائفة ,إذًا فأول شيء أول قرار الإمساك عما تقتضيه قلة الحياء من الأفعال والأقوال, الكلام الفاحش والبذيء,والتصرفات غير المسئولة ,كل هذا نمسك عنه,وتُصبح نيتنا مراغمة الشيطان الذي يزين لنا هذه الأفعال ويغرينا بها فيخنس ويخذى ولا يستحوذ علينا ,أول شيء ,يجب أن تتخذي قرارات شجاعة أن نترك هذه التصرفات .
- نحتاج أن نطالع أشياء عن فضائل الحياء، ولتأخذن كتاب فقة الحياء لشيخنا الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم كتاب فقة الحياء له كتاب صغير في حدود المئة وثلاثين صفحة فإذا قسمناها لأني أعرف الحجج التي ستخرجن بها,فلو جزأناه على أسبوعين أيضاً أي تقرأين كل يوم عشر صفحات,عشر صفحات لن يستغرقوا منك نصف ساعة فنلخص ونكتب ونقرأ عن فضائل الحياء ونفهم المسائل في فقة الحياء ونتعلم كيف نتخلق بحق بهذا الخلق الحسن.
-ثالث شيء زيدي من رصيدك,قوي إيمانك وعقيدتك في قلبك, لأن الحياء ثمرة الإيمان,كلما زاد إيمانك زاد حياؤك,ستجدين نفسك لا تستطيعين أن تنطقي بتلك الكلمة شيء يقبض صدرك .
-رابع شيء تفكري في أسماء الله الحسنى التي تستوجب المراقبة: فلو راقبتي الله سبحانه وتعالى في كل هذا-حال السكوت وحال الكلام وحال العمل- وشاهدتي الأسماء التي ذكرناها –الشهيد,الرقيب,العليم السميع,الحفيظ,المحيط,البصير...
-سادس شيء إلزمي الصدق, فإذا صدقتي الله صدقكِ الله والنبي صلى الله عليه وسلم قال "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر" (رواه مسلم).
-سابع شيء حاولي أن تتكلفي الحياء,نعم ,فالحياء من الأخلاق المكتسبة.
-ثامن شيء مخالطة الصالحين،-تاسعاً طالعي واستحضري حياء المثل العليا وعلى رأسها حياء النبي محمد صلى الله عليه وسلم ,طالعي الكتب وانظري إلى حياء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وحياء الصحابة رضي الله عنهم وحياء السلف بشكل أو بآخر حتى تقتدي بهم.
-آخر شيء عليكِ باعتزال البيئة الفاسدة, ابتعدى عن البيئة الموبؤة التي تعينك على الوقوع فى بعض التصرفات السيئة
م ن ق و و و و ل
للفائـــده