أحمد الجعبري
الرجل الثاني في كتائب القسام الجعبري.. "رئيس الأركان الشبح" في غزة
صعب المراس.. قوي الشكيمة.. ينتقل متخفيا بين المجاهدين في نقاط رباطهم على حدود قطاع غزة يتفقدهم ويبث في نفوسهم قوة الصمود.. يشرف بشكل مباشر على تدريبات فرق الاستشهاديين التابعين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إنه "أحمد الجعبري" الذي ينظر إليه في الشارع الفلسطيني على أنه "رئيس أركان" كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما مخلفة وراءها أكثر من 1300 شهيد ونحو 5400 جريح.
ورغم ضعف بصره الذي أصيب به جراء الاعتقال في السجون الإسرائيلية فإن ذلك لم يمنعه من استخدام أساليب ووسائل متعددة في التخفي عن أنظار الطائرات، ويعرف عنه حذره الشديد أثناء تنقلاته، وقليل ما يستخدم أجهزة الاتصالات ليبقى "الشبح" الذي يطارد الاحتلال الإسرائيلي، ويبحث عنه الاحتلال بلا جدوى.
وخلال فترة الحرب التي استمرت 22 يوما سلطت الدعاية الإسرائيلية الضوء عليه وأسمته "رئيس هيئة أركان كتائب القسام"، و"الرجل القوي الذي يمسك قواعد اللعبة"، وعرفته كتائب القسام في إحدى نشراتها بنائب القائد العام لكتائب القسام.
وينسب إليه الإعلام الإسرائيلي التخطيط لمعظم العمليات التي تنفذها كتائب القسام وأشهرها عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في منتصف يونيو 2006، ويؤكد أنه كان مطلوبا للتصفية من جيش الاحتلال خلال العدوان الاخير.
وتتهمه من جهتها حركة فتح بأنه "القائد الفعلي" لأحداث منتصف يوليو 2007 التي سيطرت فيها حركة حماس على قطاع غزة وطردت خلالها أجهزة الأمن التابعة للرئيس محمود عباس.
بزوغ نجمه
بدأ نجم الجعبري (49 عاما) يبزغ مع بداية اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بعد مطاردته من قبل قوات الاحتلال، وأصبح من أبرز المطلوبين لديها.
ونجا القائد الفلسطيني من ثلاث محاولات اغتيال كان آخرها قصف منزله في بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وفي عام 2005 نجا من محاولة اغتيال أخرى بعد قصف الطيران الإسرائيلي منزل عائلة "سلمية" الذي كان يُعقد فيه اجتماع للمجلس العسكري للقسام، وأصيب خلالها محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام بجروح متوسطة.
وكانت محاولة الاغتيال الأولى عام 2004 عندما قصفت طائرات الاحتلال منزله فأصيب بجروح متوسطة واستشهد ابنه البكر محمد "22 عاما" وأخوه وعدد من سكان المنزل.
فتحاوي سابق
ولد الجعبري في عام 1960 بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتعود أصول عائلته التي كانت تمتهن التجارة إلى مدينة الخليل الفلسطينية جنوب الضفة الغربية قبل أن تستقر بقطاع غزة قبل ثمانين عاما.
وفي عمر الـ17 انضم إلى حركة التحرير الفلسطينية "فتح" قبل أن تعتقله القوات الإسرائيلية وتحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما.
وداخل السجن حدث تحول كبير في حياة الجعبري حيث ترك حركة فتح وانتمى لما يسمى آنذاك "الجماعة الإسلامية" في السجون الإسرائيلية، لينضم بعدها إلى حركة حماس بعد الإعلان عن تأسيسها في عام 1987.
وأصبح الجعبري من قادة الأسرى وممثليهم أمام إدارة السجون، وأجاد اللغة العبرية بطلاقة، ما مكنه من الانتساب للجامعة العبرية ودراسة التاريخ ليحصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ.
وبعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ للحكم الذاتي الفلسطيني (اتفاقية أوسلو) بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993 تم الاتفاق على الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين -بينهم الجعبري- بشرط توقيعهم على تعهد بترك العمل العسكري.
غير أن الجعبري رفض التوقيع على هذا التعهد واختار البقاء في السجن، وكان يومها قد اجتاز إحدى عشرة سنة في الأسر، وتبقت له سنتان.
وقال الجعبري حينها قولته المشهورة: "أمضيت في سجون الاحتلال 11 عاما، سأمضي العامين الباقيين لي ولن أوقع على تعهّد يحرمني من مقاومة المحتل".
وأنشأ الجعبري بعد خروجه من السجن مؤسسة تهتم بالأسرى في سجون الاحتلال -وهي "جمعية النور للأسرى والمحررين"- وكان يسعى لإقامة مركز دراسات لتأهيل الأسرى، بينما تقلّد مسئولية لجنة الأسرى في حركة "حماس".
نائب القائد العام
ورافق الجعبري أثناء فترة اعتقاله مؤسس وقائد كتائب القسام الشيخ صلاح شحادة في زنزانته فتأثر به، واستمرت العلاقة خارج السجن ليصبح بعدها من أبرز المساعدين لشحادة في العمل العسكري.
وبعد استشهاد شحادة عام 2001 عين الجعبري نائبا لقائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف، والمسئول الميداني المباشر عن عمل كتائب القسام على الأرض، فبدأ في استقطاب أكبر عدد ممكن من عناصر حركة حماس القادرين على حمل السلاح وتأهيلهم.
وأشرف الجعبري على إنشاء أكاديمية عسكرية لكتائب القسام سميت حينها "أكاديمية الشهيد صلاح شحادة العسكرية" وكان مهمتها تدريس الفنون العسكرية المختلفة لعناصر كتائب عز الدين القسام والعمل على تخريج عناصر تصلح لحرب العصابات.
وبدأ الجعبري تقسيم كتائب القسام بعد ضم الآلاف إلى صفوفها إلى ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ووحدات مهنية مختلفة مثل الاستخبارات والتصنيع العسكري والاتصال والتسليح وسلاح المدفعية والدفاع الجوي.
واستغل خروج الاحتلال من قطاع غزة عام 2005 لإرسال مئات العناصر من كتائب القسام خارج قطاع غزة للتدريب على أسلحة جديدة ودراسة تجربة حزب الله في معاركه مع إسرائيل.
الجعبري الذي يعمل 20 ساعة متواصلة يوميا أشرف وبشكل مباشر على خطة كتائب القسام الأخيرة في الدفاع عن غزة، وأشرف بشكل شخصي على متابعة دورات وحدات الاستشهاديين المختلفة لقطاع غزة.
وتميز الجعبري في مجال العمل الأمني، وطالما نادي بضرورة وجود نظرية أمنية مكتوبة لحماس يتم السير عليها، وبالفعل بدأت الحركة صياغتها مؤخرا، بل تنفيذها خلال عدوان غزة.. وتعتمد الخطوط العريضة لهذه الخطة على عدم الاندفاع الهجومي مع اتباع تكتيك عسكري متطور يعتمد على استدراج العدو بأقل عدد من المقاومين لكمائن معدة سلفا.
الرجل الثاني في كتائب القسام الجعبري.. "رئيس الأركان الشبح" في غزة
صعب المراس.. قوي الشكيمة.. ينتقل متخفيا بين المجاهدين في نقاط رباطهم على حدود قطاع غزة يتفقدهم ويبث في نفوسهم قوة الصمود.. يشرف بشكل مباشر على تدريبات فرق الاستشهاديين التابعين لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
إنه "أحمد الجعبري" الذي ينظر إليه في الشارع الفلسطيني على أنه "رئيس أركان" كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي استمرت 22 يوما مخلفة وراءها أكثر من 1300 شهيد ونحو 5400 جريح.
ورغم ضعف بصره الذي أصيب به جراء الاعتقال في السجون الإسرائيلية فإن ذلك لم يمنعه من استخدام أساليب ووسائل متعددة في التخفي عن أنظار الطائرات، ويعرف عنه حذره الشديد أثناء تنقلاته، وقليل ما يستخدم أجهزة الاتصالات ليبقى "الشبح" الذي يطارد الاحتلال الإسرائيلي، ويبحث عنه الاحتلال بلا جدوى.
وخلال فترة الحرب التي استمرت 22 يوما سلطت الدعاية الإسرائيلية الضوء عليه وأسمته "رئيس هيئة أركان كتائب القسام"، و"الرجل القوي الذي يمسك قواعد اللعبة"، وعرفته كتائب القسام في إحدى نشراتها بنائب القائد العام لكتائب القسام.
وينسب إليه الإعلام الإسرائيلي التخطيط لمعظم العمليات التي تنفذها كتائب القسام وأشهرها عملية أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت في منتصف يونيو 2006، ويؤكد أنه كان مطلوبا للتصفية من جيش الاحتلال خلال العدوان الاخير.
وتتهمه من جهتها حركة فتح بأنه "القائد الفعلي" لأحداث منتصف يوليو 2007 التي سيطرت فيها حركة حماس على قطاع غزة وطردت خلالها أجهزة الأمن التابعة للرئيس محمود عباس.
بزوغ نجمه
بدأ نجم الجعبري (49 عاما) يبزغ مع بداية اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بعد مطاردته من قبل قوات الاحتلال، وأصبح من أبرز المطلوبين لديها.
ونجا القائد الفلسطيني من ثلاث محاولات اغتيال كان آخرها قصف منزله في بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وفي عام 2005 نجا من محاولة اغتيال أخرى بعد قصف الطيران الإسرائيلي منزل عائلة "سلمية" الذي كان يُعقد فيه اجتماع للمجلس العسكري للقسام، وأصيب خلالها محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام بجروح متوسطة.
وكانت محاولة الاغتيال الأولى عام 2004 عندما قصفت طائرات الاحتلال منزله فأصيب بجروح متوسطة واستشهد ابنه البكر محمد "22 عاما" وأخوه وعدد من سكان المنزل.
فتحاوي سابق
ولد الجعبري في عام 1960 بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وتعود أصول عائلته التي كانت تمتهن التجارة إلى مدينة الخليل الفلسطينية جنوب الضفة الغربية قبل أن تستقر بقطاع غزة قبل ثمانين عاما.
وفي عمر الـ17 انضم إلى حركة التحرير الفلسطينية "فتح" قبل أن تعتقله القوات الإسرائيلية وتحكم عليه بالسجن لمدة 13 عاما.
وداخل السجن حدث تحول كبير في حياة الجعبري حيث ترك حركة فتح وانتمى لما يسمى آنذاك "الجماعة الإسلامية" في السجون الإسرائيلية، لينضم بعدها إلى حركة حماس بعد الإعلان عن تأسيسها في عام 1987.
وأصبح الجعبري من قادة الأسرى وممثليهم أمام إدارة السجون، وأجاد اللغة العبرية بطلاقة، ما مكنه من الانتساب للجامعة العبرية ودراسة التاريخ ليحصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ.
وبعد توقيع اتفاق إعلان المبادئ للحكم الذاتي الفلسطيني (اتفاقية أوسلو) بين منظمة التحرير وإسرائيل عام 1993 تم الاتفاق على الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين -بينهم الجعبري- بشرط توقيعهم على تعهد بترك العمل العسكري.
غير أن الجعبري رفض التوقيع على هذا التعهد واختار البقاء في السجن، وكان يومها قد اجتاز إحدى عشرة سنة في الأسر، وتبقت له سنتان.
وقال الجعبري حينها قولته المشهورة: "أمضيت في سجون الاحتلال 11 عاما، سأمضي العامين الباقيين لي ولن أوقع على تعهّد يحرمني من مقاومة المحتل".
وأنشأ الجعبري بعد خروجه من السجن مؤسسة تهتم بالأسرى في سجون الاحتلال -وهي "جمعية النور للأسرى والمحررين"- وكان يسعى لإقامة مركز دراسات لتأهيل الأسرى، بينما تقلّد مسئولية لجنة الأسرى في حركة "حماس".
نائب القائد العام
ورافق الجعبري أثناء فترة اعتقاله مؤسس وقائد كتائب القسام الشيخ صلاح شحادة في زنزانته فتأثر به، واستمرت العلاقة خارج السجن ليصبح بعدها من أبرز المساعدين لشحادة في العمل العسكري.
وبعد استشهاد شحادة عام 2001 عين الجعبري نائبا لقائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف، والمسئول الميداني المباشر عن عمل كتائب القسام على الأرض، فبدأ في استقطاب أكبر عدد ممكن من عناصر حركة حماس القادرين على حمل السلاح وتأهيلهم.
وأشرف الجعبري على إنشاء أكاديمية عسكرية لكتائب القسام سميت حينها "أكاديمية الشهيد صلاح شحادة العسكرية" وكان مهمتها تدريس الفنون العسكرية المختلفة لعناصر كتائب عز الدين القسام والعمل على تخريج عناصر تصلح لحرب العصابات.
وبدأ الجعبري تقسيم كتائب القسام بعد ضم الآلاف إلى صفوفها إلى ألوية وكتائب وسرايا وفصائل ووحدات مهنية مختلفة مثل الاستخبارات والتصنيع العسكري والاتصال والتسليح وسلاح المدفعية والدفاع الجوي.
واستغل خروج الاحتلال من قطاع غزة عام 2005 لإرسال مئات العناصر من كتائب القسام خارج قطاع غزة للتدريب على أسلحة جديدة ودراسة تجربة حزب الله في معاركه مع إسرائيل.
الجعبري الذي يعمل 20 ساعة متواصلة يوميا أشرف وبشكل مباشر على خطة كتائب القسام الأخيرة في الدفاع عن غزة، وأشرف بشكل شخصي على متابعة دورات وحدات الاستشهاديين المختلفة لقطاع غزة.
وتميز الجعبري في مجال العمل الأمني، وطالما نادي بضرورة وجود نظرية أمنية مكتوبة لحماس يتم السير عليها، وبالفعل بدأت الحركة صياغتها مؤخرا، بل تنفيذها خلال عدوان غزة.. وتعتمد الخطوط العريضة لهذه الخطة على عدم الاندفاع الهجومي مع اتباع تكتيك عسكري متطور يعتمد على استدراج العدو بأقل عدد من المقاومين لكمائن معدة سلفا.