منتدي عالم النور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحب وأهلا يا زائر


    أطفال غزة .... براعم فى قلب الخوف

    جنة البراء
    جنة البراء



    رسالتي رسالتي : النص
    الجنس : انثى
    المشاركات : 42
    السٌّمعَة : 0

    أطفال غزة .... براعم فى قلب الخوف Empty أطفال غزة .... براعم فى قلب الخوف

    مُساهمة من طرف جنة البراء الجمعة 06 فبراير 2009, 4:14 pm


    أطفــــــــال غزة ............. براعم في قلب الخوف
    أطفال غزة .... براعم فى قلب الخوف Pic793


    طفلتان شقيقتان استشهدتا في العدوان الصهيوني
    كتبت- شيماء مأمون:


    إذا كنت مارًّا بشارع واسترعى انتباهك طفل لم يتجاوز عمره العاشرة يقف أمام حشدٍ من الصحفيين يطالب بأبسط حقوقه ويُناشد العالم مساعدته كي ينال حقه، والتي هي طفولته، سيتبادر إلى ذهنك عدة أسئلة: مَن هذا الطفل؟ ولماذا يقف هنا؟ وما الشيء الذي فقده؟ ومِن أين واتته هذه الشجاعة كي يقف ويمطرنا بكلماته التي هي عبارة عن سيفٍ يُمزِّق بها أفئدتنا؟.


    إذا صُمَّت أُذناك من كثرةِ الصرخات التي تسمعها من طفلٍ رضيعٍ ينتظر أمه كي تُطعمه.. لو وجدت طفلاً يقف يُلملم أشلاءَ شخصٍ مات وعندما تسأله ماذا تفعل يُجيبك هذا أبي الحبيب كنا نسير معًا حتى أُصيب بشظايا فاستشهد كما ترى.

    إذا كنت تمر بشارعٍ ورأيت مجموعةً من الأطفال يلعبون وعندما اقتربت منهم تجد لعبهم عبارة عن أسلحة وقنابل وليست كرةً ودُمى، فاعلم حينها أنك تقف في الجزء الدامي من العالم، إنه فلسطين المحتلة.

    أما عن الجزء الآخر من العالم فتتعالى فيه أصوات ضحك للأطفال وهم يلعبون في الملاهي أو في فناء المدرسة أو هم يشاهدون أحد أفلام الكرتون.. ترى في هذا الجزء من العالم الطفل يخرج مع والديه ويعود معهم ولا يُبَث في نفسه الخوف من فقد أحدهما وهو يسير معهم فهو يعيش طفولته كاملةً دون خوفٍ من الغد كما يخاف الطفل الفلسطيني، فدوي المدافع يكاد يصم آذانهم، وأزيز الطائرات يروع قلوبهم، ومشاهد القتل والدمار شريط يتجدد أمام أعينهم كل يوم، هذا ما يعيشه أطفالنا في فلسطين، أما إخوانهم من الأطفال فيشاهدون مشدوهين على شاشات التلفاز نقلاً حيًّا لفصول الحرب والدمار.

    وما بين مَن يعيش الحرب ومَن يشاهدها من أطفالنا تضيع طفولتهم وتزداد معاناتهم، فماذا فعلت الحروب في أطفالنا؟ وماذا نفعل لهم؟ الحرب كلمة تحمل معاني تكون راسخةً في أذهان الأطفال لأن لها آثارًا إنسانيةً واجتماعيةً سيئةً وحزينةً ومؤلمةً في حياة الأطفال؛ لذلك فهي ليست حلاًّ لمشكلة, فالحرب تمثل شكلاً كارثيًّا ومعقدًا من النشاط الاجتماعي للأطفال.

    إن الأطفالَ الذين يفقدون أحباءهم ويشهدون إذلال آبائهم ورموزهم على الحواجز وداخل البيوت والشوارع من قِبل القوة الغاشمة للاحتلال، هؤلاء الأطفال لا يستطيعون الحفاظ على طبيعتهم وطفولتهم.

    وهذا بعكس أقرانهم الآخرين، في أوروبا وأمريكا مثلاً حيث الاهتمام صحيًّا, عقليًّا, جسديًّا, اجتماعيًّا, اقتصاديًّا, فكريًّا وسياسيًّا، ولا تترك كبيرة أو صغيرة في حياة مواطنيها.

    تحطيم الطفولة
    يقول رئيس المجلس الأعلى للطفولة والأمومة في فلسطين إن الطفل الفلسطيني يعيش أوضاعًا مأساويةً نتيجة اشتداد الهجمات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإن الطفل الفلسطيني ثروةً غاليةً جدًّا، وهو بمثابة رأس مال الشعب الفلسطيني واحتياطيه الإستراتيجي، مشيرًا إلى أن الطفل الفلسطيني حقق معجزات كبيرة أهمها أنه خاض معركة تحرير أجزاء مهمة من أرضه، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الطفل الفلسطيني في كافة المحافل الدولية والعربية التي يحضرها يثبت بأنه متفوق وذو قدرات وخبرات وإمكانات عالية ونادرة بين أطفال العالم كلهم، بالرغم من الإمكانيات المحدودة والجهد المتواضع الذي يبذل في خدمته وتوفير أبسط حقوقه.

    ويشير إلى أن الكيان الصهيوني انتهت بنود الإعلان العالمي لحقوق الطفل بشكلٍ صارخ فحرم الطفل الفلسطيني من الحماية بل زادت على ذلك أن هددت حياته فأصبحت حياته في خطر وتعرَّضت حياة العديد من الأطفال للخطر بواسطة الاحتلال الصهيوني.

    ويشدد د. عبد المحسن جمعه أستاذ التفسير بجامعه الأزهر على أهمية دورنا تجاه أطفال غزة فقال: على المستوى الفردي: الدعم الكامل عن طريق التبرعات- وهذا يتم عن طريق القنوات الرسمية- ومقاطعة المنتجات الصهيونية والأمريكية، فهو أقل ما يجب على المسلمين أن يقدموه لإخوانهم في فلسطين، وهذا على الصعيد الفردي، قال تعالى: ﴿وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ﴾ (الأنفال: من الآية 72)، ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾ (المائدة: من الآية 2).

    المساندة
    ويقول د. أحمد فخري واستشاري علم النفس والإدمان بمعهد البيئة جامعة عين شمس إننا ننظر إلى الطفل الفلسطيني بوجه عام، فهو يواجه أزمةً أو كارثةً نفسيةً تؤدي إلى تأثيرات نفسية واجتماعية، بدايةً من اكتئابٍ لدى الطفل يحاكي به الواقع الأليم الذي يعيشه، فالطفل يبدأ بتطبيق الواقع الذي يعيشه عن طريق خياله، ويبدأ في هذه مرحلة منذ سن (7 سنوات)، فالخيال نوع من الاستقبال والمعتقدات لديه ويطبقه في صورة العنف والدماء الذي يحاكيه مع دميته، وهو يعكس ما يراه في الواقع (مثل المرآة) ويعكس لنا ما وصل إليه الطفل العربي من القهر والمهانة. وهذه المشاهد التي اعتاد عليها الطفل ويعيشها وتولد لديه عنفًا مما يؤثر هذا مستقبلاً على المجتمع؛ لأننا نُنشئ طفلاً مدمرًا نفسيًّا؛ حيث إنه يعاني اضطرابات نفسية وسلوكية تصل إلى اضطراب عقلي واكتئاب نفسي وعدم الشعور بالأمان وتبول لا إرادي وأوجاع جسمانية، وتشتت ذهني وفوبيا الخوف، وبالتالي، فنحن نقضي على جيلٍ كاملٍ، ونجعل منه جيلاً ممزقًا نفسيًّا.

    ويجب التدخل عن طريق الإرشاد الأسري وعمل جمعيات للعلاج الجماعي كما يجب اتخاذ طرق أخرى للعلاج مثل العلاج بالرسم والعلاج باللعب لكي نُعيد التشكيل النفسي للأطفال لوقاية الأطفال من الانغماس في الاضطرابات النفسية التي تصيبه في المستقبل.

    ويوضح الدكتور حامد الهادي أستاذ علم الاجتماع جامعة الزقازيق أن هناك منظورين إلى طفل غزة، فالمنظور الأول يقول: جيل من الأطفال يعيش تحت القصف المستمر والرعب إما أن ينتجه عنه جيل يعاني نفسيًّا وحالة من الاضطراب أو ينتج عنه ما لا يتوقعه العالم جيل أكثر صلابةً من المجاهدين وقنابل موقوتة، وهذا ينتج عنه تعطيل الموارد البشرية من خلال الحرمان من الطفولة، والحرمان من فرص التعليم، الحرمان من الغذاء من خلال الحصار، حرمان من كل متطلباته التي يتنعم بها باقي الأطفال في مختلف المجتمعات التي لا تعيش في الحروب، وبالتالي ضياع مستقبل دولة ويؤدي تخلف الموارد البشرية وافتقادها إلى وجود دولة بلا موارد بشرية، وهذا ما تهدف إليه إسرائيل تحويل الطفل الفلسطيني إلى شخصٍ يظل معتمدًا على الغير.

    أما المنظور الثاني: فيرى أن الصراع الخارجي يؤدي إلى تماسك داخلي (فالصراع مع الجانب الصهيوني يؤدي إلى تماسك في السلطة الفلسطينية)، وبالتالي فإنا نتوقع ظهور جيل أكثر صلابةً من المجاهدين متماسكين يستطيعون أن يحرروا أرضهم ولا ينسوا المأساة التي يعيشونها في ظل الاحتلال.

    وفي هذا السياق قال الهادي: إن التراخي العربي تجاه قطاع غزة سوف يؤدي على المدى القريب أو المتوسط إلى تحويل الوطن العربي كله إلى غزة أخرى.


    وهنا يجب أن نتساءل: أين المنظمات الدولية التي تتشدق بحقوق الطفل؟ ومَن يحكمها؟ ولمَن هي؟ ولأي طفلٍ أُقيمت؟ ولماذا التراخي العربي والفلسطيني تجاه أطفال المحرقة؟ ولماذا تم تحويل أطفال غزة إلى خصم للقوة العربية بدلاً أن يكونوا إضافة إلى القوه العربية؟

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024, 6:16 am