" أيتها الفاضلة : إن مشاعر الحب فيك كإنسانة أمر فطري ، والحب أمر ممدوح ولا يذم في حياتك أو حياة غيرك . بل إن مشاعر الحب الفياضة ليست موطناً للاتهام في ذاتك ، بل هي مشاعر ود وصفاء كما تتطهذه ثلاث رسائل الأولى وجدها أحد الأصدقاء فبعث بها إلىّ ،
والثانية قرأتها في إحدى المجلات السائرة ، والثالثة سارت بها الركبان في كل مكان فجاءتني فصولها تروى على كل لسان . وأمام هذه القصص المتتالية رأيت أن المناسب أن أتحدث إلى تلك الأخوات التي وقعن فريسة للإعجاب .
لب منا الحياة نظير مجرياتها ومكدراتها لكن الشيء الذي أوجه هذه السهام إليه هو ذلك الحب الذي يبدو في بدايته عفيفاً صادقاً ثم ما يلبث مع الأيام أن يتحول إلى عشق مشبوه فتتوسع تلك العلاقات حتى تأتي تلك الصور التي عرضتها في بداية حديثي . إنني أجزم أيتها الفاضلة أن أكثر هذه العلاقات داخلها الشيطان وزيّن صورتها ، وجمّل أحاديثها وحينئذ تحولت صورتها من صورتها البدائية التي تلك الصور المشبوهة . وهذا العشق الذي أصبح حديث كثير من الفتيات في ما بينهم تجاوز حده المشروع ومن الصور التي تدل على هذا التجاوز : كثرة اللقاءات وتكررها فقد تراها تتردد على زميلة لها في فصل آخر ولعدة مرات دون أن يكون هناك سبب لهذا التردد إلا شوق الحب وزيادة معاني العشق .. وقد تراها دائماً في الفسح وأوقات الخلاوات بين جدران المدرسة وفي ممراتها الضيقة ... وقد تتجاوز ذلك فتبقى هي وإياها في أحد الفصول أو مرافق المدرسة لفترات طويلة وقد تتعثّر في يومها وتتمنى بفارق الصبر انتهاء يومها الدراسي ذلك أن معشوقتها لم تداوم ذلك اليوم لتلك المدرسة ... وقد تلقاها في المدرسة وتقضي معها معظم وقتها وحين تعودان إلى البيت تجدها حريصة على الاتصال بهذه الزميلة على بيتها وقد يستمر هذا الاتصال فترات طويلة جداً تصل للساعات ، أو تكون متقطّعة وفي فترات متنقّلة ، وللأسف قد تكون هذه الصورة ليست خاصة بالطالبات فقط وإنما تجاوزت إلى بعض معلماتنا الفاضلات وقد حُكيت صور كثيرة وانتشرت أخبار متكاثرة عن هذه الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال ابن القيم رحمه الله وهو يتحدّث عن خطر العشق : وهذا داء قد أعيا الأطباء ، وعزّ عليهم شفاؤه ، وهو لعمر الله الدال العضال ، والسم القتّال الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنقاذه من إساره ، ولا اشتعلت ناره في مهجة إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره .. وقال في موضع آخر : وهو يتحدث عن العشق قال وهو ـ أي العشق ـ أقسام : فتارة يكون كفراً كمن اتخذ معشوقه نداً يحبه كما يحب الله ، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟ ! فهذا عشق لا يُغفر لصاحبه فإنه من أعظم الشرك ، والله لا يغفر أن يشرك به ، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك بواسطه موقع صيد الفوائد
والثانية قرأتها في إحدى المجلات السائرة ، والثالثة سارت بها الركبان في كل مكان فجاءتني فصولها تروى على كل لسان . وأمام هذه القصص المتتالية رأيت أن المناسب أن أتحدث إلى تلك الأخوات التي وقعن فريسة للإعجاب .
لب منا الحياة نظير مجرياتها ومكدراتها لكن الشيء الذي أوجه هذه السهام إليه هو ذلك الحب الذي يبدو في بدايته عفيفاً صادقاً ثم ما يلبث مع الأيام أن يتحول إلى عشق مشبوه فتتوسع تلك العلاقات حتى تأتي تلك الصور التي عرضتها في بداية حديثي . إنني أجزم أيتها الفاضلة أن أكثر هذه العلاقات داخلها الشيطان وزيّن صورتها ، وجمّل أحاديثها وحينئذ تحولت صورتها من صورتها البدائية التي تلك الصور المشبوهة . وهذا العشق الذي أصبح حديث كثير من الفتيات في ما بينهم تجاوز حده المشروع ومن الصور التي تدل على هذا التجاوز : كثرة اللقاءات وتكررها فقد تراها تتردد على زميلة لها في فصل آخر ولعدة مرات دون أن يكون هناك سبب لهذا التردد إلا شوق الحب وزيادة معاني العشق .. وقد تراها دائماً في الفسح وأوقات الخلاوات بين جدران المدرسة وفي ممراتها الضيقة ... وقد تتجاوز ذلك فتبقى هي وإياها في أحد الفصول أو مرافق المدرسة لفترات طويلة وقد تتعثّر في يومها وتتمنى بفارق الصبر انتهاء يومها الدراسي ذلك أن معشوقتها لم تداوم ذلك اليوم لتلك المدرسة ... وقد تلقاها في المدرسة وتقضي معها معظم وقتها وحين تعودان إلى البيت تجدها حريصة على الاتصال بهذه الزميلة على بيتها وقد يستمر هذا الاتصال فترات طويلة جداً تصل للساعات ، أو تكون متقطّعة وفي فترات متنقّلة ، وللأسف قد تكون هذه الصورة ليست خاصة بالطالبات فقط وإنما تجاوزت إلى بعض معلماتنا الفاضلات وقد حُكيت صور كثيرة وانتشرت أخبار متكاثرة عن هذه الأحوال ولا حول ولا قوة إلا بالله .
قال ابن القيم رحمه الله وهو يتحدّث عن خطر العشق : وهذا داء قد أعيا الأطباء ، وعزّ عليهم شفاؤه ، وهو لعمر الله الدال العضال ، والسم القتّال الذي ما علق بقلب إلا وعز على الورى استنقاذه من إساره ، ولا اشتعلت ناره في مهجة إلا وصعب على الخلق تخليصها من ناره .. وقال في موضع آخر : وهو يتحدث عن العشق قال وهو ـ أي العشق ـ أقسام : فتارة يكون كفراً كمن اتخذ معشوقه نداً يحبه كما يحب الله ، فكيف إذا كانت محبته أعظم من محبة الله في قلبه ؟ ! فهذا عشق لا يُغفر لصاحبه فإنه من أعظم الشرك ، والله لا يغفر أن يشرك به ، وإنما يغفر بالتوبة الماحية ما دون ذلك بواسطه موقع صيد الفوائد