منتدي عالم النور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مرحب وأهلا يا زائر


3 مشترك

    ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود **

    راية الإسلام
    راية الإسلام



    رسالتي رسالتي : سلام إذا حان وقت مماتى..
    وغطى التراب الطهور رفاتى..

    وصرت بظلمة قبرى وحيدة..
    ولا من شفيع سوى حسناتى..

    فلا تذكرونى بسوء فيكفى..
    الذى قد جنيت طوال حياتى..

    دعونى انم فى قبرى سعيدة..
    وعذرا عن كل ماض وآت..

    الجنس : انثى
    المشاركات : 316
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طموح ـــة لأعالى الـق ـــــمــــم..!!
    المزاج : شــــــــامخ ــــــــة بإس ــــــلامى..!!
    السٌّمعَة : 19

    ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود ** Empty ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود **

    مُساهمة من طرف راية الإسلام السبت 07 فبراير 2009, 6:36 pm

    صعِدَ قلبُه إلى حلْقه الذي عشَّش فيه الجفاف.

    أحسَّ به يخفِق في كل عضوٍ من أعضاء جسده.

    أحسَّ به ينبض في كل أصبع من أصابع يديه.

    العَرقُ يشقُّ على جبهته المتَّسخة بتراب الأرض طُرقاً شديدة التعرُّجات.

    أراد أن يُكلِّمَ صديقَه - المضطجعَ قرْبَه - لكن صوته لم يكدْ أن يتجاوز شفتيه. أحسَّ بجلدهما يتفسَّخ.. حاول أن يبلِّلهما بلعابه.. شعر بملوحة شديدة، حوَّل رأسه جانباً وبصق.. فلم يتجاوز بصاقه شفتيه، فتدلَّى على ذقنه..
    مَسَحه بظاهر يده المرتجفة.

    كان القلقُ قد تغلغل في كل خلية من خلايا جسده المتعب، وتعلَّق الخوفُ بأهدابه المثقلة بالغبار، وجمَدَت عيناه في محجريهما.. لقد تسمَّرتا على الأفق البعيد الأغبر، حيث يندفع الدخان والغبار، فيملآن السماءَ الواسعةَ، ويحجبان الرؤيةَ عن عينيه الكليلتين.. هناك حيث تتحرك جبالٌ من الحديد صوبَ النهر لتعبرَه..
    كان هناك صمتٌ، وكان ضجيج؛ صمتٌ رهيبٌ يلفُّ المكان حوله، ويهاجمه من خلفه، وضجيجٌ مخيف ينبعثُ من تحت أعمدة الدخان خلف الجسر، تثيره تلك الجبال الحديدية المتحركة.

    وكان ذلك الصمت والضجيج يبعثان في نفسه الرهبة، ويملآنها بالخوف.
    نظر نحو صديقه - المضطجع قربه - فرآه يبتسم باستخفاف، ويتطلع أمامه بعينين تطفحان بالحزم والإصرار، يشدُّ قبضته على مدفعه بقوة.

    حاول أن يكون أكثر شجاعة.. مدَّ يداً مرتجفةً إلى زناد مدفعه، تحسَّسه بأصابعه.. تحسَّس بيده الأخرى قنبلةً كانت تتدلَّى فوق خصره الأيسر.. حاول أن يكون أكثر طمأنينة.. عاد يتفرَّسُ في وجه صديقه.. راح ينتزعُ ابتسامةً اختنقتْ في حلقه منذ ظَهَرَ الغبار في الأفق البعيد.
    تذكَّر عهدَهُ لصديقه بأن لا يبرحا مكانهما، ولو بقيا وحدهما في ساحة المعركة. بدأ الخوف ينسحبُ ببطءٍ من مسامِّ جلده.. زحفَ بجسده المرتجف صوبَ صديقه المتحفِّز قربه، توقَّف أمامه ينظر في عينيه الشجاعتين.. كان قلبه يخفق بعنف كلّما ازداد هدير الدبابات في أذنيه.

    فجأةً.. رمى بنفسه بين ذراعيه، وضمَّه إلى صدره بعنف.. أحسَّ بالقوة تسري في أعضائه، والشجاعة تملأ كيانه.. أحسَّ بهما تنتقلان إليه عبر جسديهما المتلاصقين.
    راح يشدُّ بقبضته على ذراع صديقه، ويهزُّه بودٍّ، كأنما يريد أن يستمدَّ شجاعته منه، تمتم صديقُه: فلتكن أكثر شجاعة يا ماجد! هيَّا.. هيَّا.. ثقْ بنفسك، وتوكَّل على الله.
    رجع ماجد إلى مدفعه يحتضنه بقوة، ويُسدِّده صوب الجسر، حيث بدأت أولُ (دبَّابةٍ) بعبوره. كان عليه أن يُصيب هدفَه بطلقته الأولى، وإلاّ..!!

    ضغط على الزناد، فانطلقت قذيفتُه تصفِرُ في الهواء، وتجرُّ خلفها ذيلاً جميلاً من اللهب والدخان، ثم لتستقرَّ في جوفِ آخر دبابة كانت تعبُرُ الجسر.
    تحركت الدبابات الأخرى بجنون.
    لقد سدَّتْ عليها الدبابةُ المعطوبة على الجسر طريقَ العودة أو الهرب.
    جثا ماجد على ركبتيه، وثبَّت مدفعَهُ فوق كَتفه، وبدأ يرمي بثبات، متناوباً الإطلاقَ مع صديقه.. لقد أصبحت تلك الدبابات أهدافاً مكشوفةً لنيران مدفعيهما.
    فجأةً توقف مدفعُ صديقه عن الإطلاق. عندما زحفت صوبَهما آخرُ دبابة للعدو، زحف معها الاضطرابُ مرة أخرى إلى قلبه، وزحفت يدُه تتحسَّسُ (الجعبة) الفارغة إلا من ضماده الفردي. ترك مدفعه في حفرته، وأهال عليه قليلاً من التراب، ثم اقترب من صديقه، فوجده يتلوَّى مخضَّباً بدمائه.
    وضع رأسه على فخذه، وراح يمسح بيده على جبهته.
    وبعينين نصف مغلقتين نقَّل صديقُه النظرَ بين وجه ماجد، وجرحه البليغ، والدبابة الزاحفة نحوهما..
    أخرج ماجد ضماده الفردي، وربطه فوق جرح صديقه، ثم انطلق يعدو صوب دبابة العدو. كان يندفع جهةَ اليمين، ثم ينعطف بسرعةٍ جهةَ اليسار، بشكلٍ يحولُ دون إصابته بنيران المعتدي المنهمرة.
    وبحركة بهلوانية مفاجئة كان ينتصبُ فوق ظهر الدبابة اللعينة، ويقذف بقنبلته الأخيرة في إحدى فوهاتها.
    وتحدث صديقه الجريح:
    لقد كان يصرخ: لن أدعَكم تَصِلونَ إليه أيها الأوغاد!
    جنة البراء
    جنة البراء



    رسالتي رسالتي : النص
    الجنس : انثى
    المشاركات : 42
    السٌّمعَة : 0

    ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود ** Empty رد: ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود **

    مُساهمة من طرف جنة البراء الإثنين 09 فبراير 2009, 1:09 pm

    جزاكى اللة خيرا

    هذة القصة قد اثرت فى نفسى كثيرا
    مشكوووووووووووووووورة
    ابوعمر
    ابوعمر



    رسالتي رسالتي : ‏ ‏عام جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمه فهو لن يعود الى يوم القيامه


    الجنس : ذكر
    المشاركات : 1827
    العمر : 39
    العمل/الترفيه : نائب المدير العام
    المزاج : قلبى يعتصرلمايحدث للمسلمين
    السٌّمعَة : 182

    ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود ** Empty رد: ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود **

    مُساهمة من طرف ابوعمر الإثنين 09 فبراير 2009, 1:21 pm

    رااااااااااااائعة ياراية الاسلام

    نحن نتعلم منك الكثير والكثير

    فالى الامام دائما ان شاء اللة
    راية الإسلام
    راية الإسلام



    رسالتي رسالتي : سلام إذا حان وقت مماتى..
    وغطى التراب الطهور رفاتى..

    وصرت بظلمة قبرى وحيدة..
    ولا من شفيع سوى حسناتى..

    فلا تذكرونى بسوء فيكفى..
    الذى قد جنيت طوال حياتى..

    دعونى انم فى قبرى سعيدة..
    وعذرا عن كل ماض وآت..

    الجنس : انثى
    المشاركات : 316
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طموح ـــة لأعالى الـق ـــــمــــم..!!
    المزاج : شــــــــامخ ــــــــة بإس ــــــلامى..!!
    السٌّمعَة : 19

    ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود ** Empty رد: ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود **

    مُساهمة من طرف راية الإسلام الإثنين 09 فبراير 2009, 2:16 pm

    وجزاك الله مثله أم نــــــــضال....

    بورك فيك ولك....

    وشُرفنا بمرورك المعبر....
    راية الإسلام
    راية الإسلام



    رسالتي رسالتي : سلام إذا حان وقت مماتى..
    وغطى التراب الطهور رفاتى..

    وصرت بظلمة قبرى وحيدة..
    ولا من شفيع سوى حسناتى..

    فلا تذكرونى بسوء فيكفى..
    الذى قد جنيت طوال حياتى..

    دعونى انم فى قبرى سعيدة..
    وعذرا عن كل ماض وآت..

    الجنس : انثى
    المشاركات : 316
    العمر : 34
    العمل/الترفيه : طموح ـــة لأعالى الـق ـــــمــــم..!!
    المزاج : شــــــــامخ ــــــــة بإس ــــــلامى..!!
    السٌّمعَة : 19

    ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود ** Empty رد: ** فــــ وطن ـــــى الصمـــــــــود **

    مُساهمة من طرف راية الإسلام الإثنين 09 فبراير 2009, 2:27 pm

    بـــــــــــوركت يداك أخى أبـــــــــو عمر....

    أشكرك على طيب كلماتــــــــــك...

    جزيت خيرا كثيرا...

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024, 6:31 am