بسم الله الرحمن الرحيم
هذه قصّتي... ولكن !!
بعض الألم كان يُبعِدُني عن معرفة الحقيقة، بعض الألم... كان سبباً لأن أعود فأُبصِرُ مرّةً أخرى!!
لا.. لم أكُ ذاتَ يومٍ كفيفة البصر، ولكن ... كنتُ كفيفةَ القلب !!
نظرتُ إلى عينيها وهيَ تواسيني وتُعزّيني، بأنّ كل هذا مبدئيّاً، وبأنّ الورم الذي كشفت عنه الفحوصات قد يكون ورماً حميداً، وما عليّ إلا الانتظار..
لم أستطِع التصديق... لا لم أستطع، رأيتُ في عينيْها حزناً وشفقةً عليّ، لستُ أدري لمَ الشفقة؟ أرَأتْنِي صَغِيرَةً عَلَى الْمَوْتِ؟!
أمسكَتْ بيميني، حينها فقط شعرتُ ببرودةِ أطرافي، استطردَتْ: هذا قضاءٌ وقدرٌ، ولكن.. لا تنسيْ عزيزتي.. إنّ الأمرَ غير مؤكّد ..
" ولكن!! " ابتسمتُ بسخرية، ما معنى " ولكن " في قاموس الأطبّاء؟؟ نظرْتُ إلى السّاعة المعلّقة على أحد جُدران الغرفة، دائماً أنتِ هكذا حينما أحتاجُك تجعلينني أركض خلفك!!
خرّت قُوَايْ، جلستُ على الكرسيّ القريب منّي، تركتُ يدَها من يدي .. إنّه الموت.. سنلتقي أيّها الموت، سنلتقي، هذه المرّة، لن نحدّد الموعد ولا المكان.. هذه المرّة لن يكون لنا خيارٌ في اللقاء، حتّى اللقاء نفسه، لسنا نحنُ من اختاره!!
عُدْتُ بنظراتي إليْها، شعرْتُ بخوْفِها عليّ، ألهذا الحدّ ملامح وجهي مُقْلِقة؟! ياااااااااه ألِهذا الحدّ أنتَ مُخيفٌ أيُّها الموت؟؟!
*****
رأيْتُ دموعاً تترقرَقُ في عينيّ والدتي، سمعتُ أنينها، أمّاه لا تحزَني، فالطّبيبة تقول ولكن ! سمعتُ أصواتهم يكبّرون، لأوّلِ مرّة أتقدّمُ صفوف الرّجال، ولكن.. لستُ أنا إنّها جثتي !!
حقّاً أعجبتني " ولكن "... كلّهم حولي الآن كلّهم يريدون راحتي، نعم.. بنوا لي قبراً !! فرشوه بالتّراب.. غطّوني بالكفن.. ودّعوني.. وضعوني في قبري.. أظلَمت عليّ الدّنيا، يا أهلي ويا صحبي.. يا أحبّتي.. أمّاه أين دموعكِ الآن وقد تركتِني، أبتِ.. أينَ حنانك الآن وقد تركتَني!! كلّكم ادّعيتم محبّتي ولكن... أنا وحيدة هناك، في قبري.. القبر الذي بنيتموه لي، شكراً لكم.. حقّاً أشكركم !!
أشكركم على الظلمة التي لا أرى غيرها، وأشكركم على البرد الذي لا أشعر إلا به... أشكركم!!
*****
أخي...
أراكَ حزيناً عليّ ومُشفقا..
ولستُ أدري.. إن كنتَ تدري..
أنّ مثل هذا الحال ستلقى..
ستوضع في القبرِ..
ويغطّيكَ الثّرى..
وليتكَ تدري وحشةَ القبرِ..
الذي فيه ستبقى..
كان حالي مثل حالك..
أضعتُ عمري.. وبُنِيَ قبري..
وظنَنْتُ أنّ الجميع مثلي ومثلك..
أظننتَ يا أخي أنّكَ لهذه الدُّنيا لستَ مفارقا !!
*****
هذه قصّتي... ولكن !!
بعض الألم كان يُبعِدُني عن معرفة الحقيقة، بعض الألم... كان سبباً لأن أعود فأُبصِرُ مرّةً أخرى!!
لا.. لم أكُ ذاتَ يومٍ كفيفة البصر، ولكن ... كنتُ كفيفةَ القلب !!
نظرتُ إلى عينيها وهيَ تواسيني وتُعزّيني، بأنّ كل هذا مبدئيّاً، وبأنّ الورم الذي كشفت عنه الفحوصات قد يكون ورماً حميداً، وما عليّ إلا الانتظار..
لم أستطِع التصديق... لا لم أستطع، رأيتُ في عينيْها حزناً وشفقةً عليّ، لستُ أدري لمَ الشفقة؟ أرَأتْنِي صَغِيرَةً عَلَى الْمَوْتِ؟!
أمسكَتْ بيميني، حينها فقط شعرتُ ببرودةِ أطرافي، استطردَتْ: هذا قضاءٌ وقدرٌ، ولكن.. لا تنسيْ عزيزتي.. إنّ الأمرَ غير مؤكّد ..
" ولكن!! " ابتسمتُ بسخرية، ما معنى " ولكن " في قاموس الأطبّاء؟؟ نظرْتُ إلى السّاعة المعلّقة على أحد جُدران الغرفة، دائماً أنتِ هكذا حينما أحتاجُك تجعلينني أركض خلفك!!
خرّت قُوَايْ، جلستُ على الكرسيّ القريب منّي، تركتُ يدَها من يدي .. إنّه الموت.. سنلتقي أيّها الموت، سنلتقي، هذه المرّة، لن نحدّد الموعد ولا المكان.. هذه المرّة لن يكون لنا خيارٌ في اللقاء، حتّى اللقاء نفسه، لسنا نحنُ من اختاره!!
عُدْتُ بنظراتي إليْها، شعرْتُ بخوْفِها عليّ، ألهذا الحدّ ملامح وجهي مُقْلِقة؟! ياااااااااه ألِهذا الحدّ أنتَ مُخيفٌ أيُّها الموت؟؟!
*****
رأيْتُ دموعاً تترقرَقُ في عينيّ والدتي، سمعتُ أنينها، أمّاه لا تحزَني، فالطّبيبة تقول ولكن ! سمعتُ أصواتهم يكبّرون، لأوّلِ مرّة أتقدّمُ صفوف الرّجال، ولكن.. لستُ أنا إنّها جثتي !!
حقّاً أعجبتني " ولكن "... كلّهم حولي الآن كلّهم يريدون راحتي، نعم.. بنوا لي قبراً !! فرشوه بالتّراب.. غطّوني بالكفن.. ودّعوني.. وضعوني في قبري.. أظلَمت عليّ الدّنيا، يا أهلي ويا صحبي.. يا أحبّتي.. أمّاه أين دموعكِ الآن وقد تركتِني، أبتِ.. أينَ حنانك الآن وقد تركتَني!! كلّكم ادّعيتم محبّتي ولكن... أنا وحيدة هناك، في قبري.. القبر الذي بنيتموه لي، شكراً لكم.. حقّاً أشكركم !!
أشكركم على الظلمة التي لا أرى غيرها، وأشكركم على البرد الذي لا أشعر إلا به... أشكركم!!
*****
أخي...
أراكَ حزيناً عليّ ومُشفقا..
ولستُ أدري.. إن كنتَ تدري..
أنّ مثل هذا الحال ستلقى..
ستوضع في القبرِ..
ويغطّيكَ الثّرى..
وليتكَ تدري وحشةَ القبرِ..
الذي فيه ستبقى..
كان حالي مثل حالك..
أضعتُ عمري.. وبُنِيَ قبري..
وظنَنْتُ أنّ الجميع مثلي ومثلك..
أظننتَ يا أخي أنّكَ لهذه الدُّنيا لستَ مفارقا !!
*****