الشيخ أحمد ياسين
زعيم ومؤسس حماس بمناسبة الذكرى 15 لانطلاقة حماس
ثوابت حماس ثابتة و تكتيكاتها تتغير وفقاً لتطورات الأحداث .. وهي صمام أمن وحدتنا
حماس حركة الشعب الفلسطيني يرعاها الله ولا تستطيع أمريكا والصهاينة القضاء عليها
هناك تيار يضم مشبوهين يسعون إلى وقف الانتفاضة بإثارة المشاكل والفتن الداخلية
عناصر في السلطة الفلسطينية تريد استرضاء عمرام ميتسناع على حسابنا وحقوق شعبنا
من حقّنا تشكيل لجان دفاع شعبي ولا نخاف الموت وحماس تتصدى لكل توغل صهيوني
غزة – لقاء خاص :
أكد الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس على أن الحركة مستمرة في طريق الجهاد و المقاومة حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية ، و زوال الاحتلال الصهيوني عنها ، مضيفاً أن الحركة تسعى دائماً للوحدة الوطنية و تعمل على رص الصفوف و نبذ الخلافات و دفعت ثمن ذلك الشهداء و الدماء و السجن و مصادرة السلاح .. و قال إن عمليات الاغتيال و المجازر الصهيونية تزيد دافعية المجاهدين لتنفيذ عمليات بطولية ضد المحتلين الصهاينة ، مشدداً على أنه لو خفنا من الموت ما قاومنا الاحتلال الذي يستهدف كل فلسطيني .
جاء ذلك في لقاء خاص أجراه المركز الفلسطيني للإعلام مع الشيخ ياسين في الذكرى الخامسة عشر لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس ، و فيما يلي نص الحوار :
فضيلة الشيخ أحمد ياسين ، بعد مرور 15 عاماً على انطلاقة حركة حماس ، إلى أين تسير الحركة الآن ؟
- حركة المقاومة الإسلامية حماس منذ انطلاقتها في الرابع عشر من ديسمبر 1987 و هي تسير في اتجاه هدف محدد ، و هو تحرير كل الأرض الفلسطينية و المقدسات ، و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عليها و عاصمتها القدس ، و هذا هو الهدف الذي تسعى الحركة إلى تحقيقه ، و هي ماضية في طريقها بخطوات متزنة و ثابتة حتى تحقيق هذا الهدف بمشيئة الله تعالى .
ما هي الرؤية المستقبلية لدى حركة حماس ؟
- رؤيتنا المستقبلية تتلخص في الآتي : نحن أمام صراع طويل و مرير مع عدو يمتلك كافة وسائل القوة ، و تدعمه القوة العالمية الغاشمة ، و هذا الصراع يحتاج منا إلى مزيد من الصبر و التعاطف و التكاتف الشعبي ، و ليس لنا إلا الاستمرار في المقاومة و الجهاد ، حتى تحقيق النصر ، لأن الاستسلام يعني الهزيمة و العودة إلى نقطة الصفر ، و هو جريمة في حقّ دماء الشهداء و الجرحى و الأسرى و المعتقلين ، و أن ندين ما قمنا به سابقاً من جهاد و تضحيات هو أيضاً جريمة لا تغتفر ، فلذلك لا بد من استمرار الجهاد و المقاومة ، حتى يستسلم العدو و يسلّم لشعبنا بحقوقه و عودته بمشيئة الله .
كثرت في الآونة الأخيرة إشكاليات الحركة مع فتح و السلطة ، بم تفسر ذلك ؟
- نحن من جانبنا في حركة حماس حاولنا و اجتهدنا و بذلنا كل ما بوسعنا من أجل عدم الصدام و عدم إيجاد أي مشاكل مع أي كان في الساحة الفلسطينية ، و حرّمنا الاقتتال الداخلي ، لكن أقول لك بصراحة هناك من يسعى لوقف الانتفاضة و المقاومة ، و بذلك يريد أن يخلق المشاكل في الساحة الفلسطينية الداخلية ، و خلق الإشكاليات التي تعطي مبرراً لكبح جماح الانتفاضة و تحجيمها من جديد ، لذلك نحن في حماس فوّتنا هذه المشاكل و سنفوّتها ، لأنه ثبت في كافة الإشكاليات و المشاكل التي تحدث في الساحة الفلسطينية أن الذين يستخدمون السلاح في تلك المشاكل هم أناس عليهم علامات استفهام ، أي أنهم يريدون خلق أجواء سيئة لقتل الانتفاضة و المقاومة .
لكن كيف يمكن التخلّص من تلك الإشكاليات ؟
- أولا هؤلاء الجناة الذين يستخدمون السلاح ضد إخوانهم و أبناء شعبهم لأتفه الأسباب يجب أن يحاكموا و يوقع بهم القصاص المناسب - دون لف أو دوران - دون محاباة و تزييف للحقائق أو محاباة لأحد من الناس ، فإذا ما تم إيقاع القصاص بهؤلاء الناس سيعتبر غيرهم و يتوقف عن استخدام السلاح ضد أبناء شعبه الفلسطيني .
يرى مراقبون أن هناك تياراً قوياً في السلطة و فتح يرى أن وقف الانتفاضة يمر عبر الفتنة الداخلية لا سيما مع حماس ؟
- أنا أوضحت ذلك في الإجابة السابقة ، و لكن لم أحب أن أحدد أحداً ، فقد قلت أن هناك أناساً يعنيهم إيجاد المشاكل في الساحة الفلسطينية ، لتؤخذ كمبرر من أجل وقف الانتفاضة و المقاومة في الساحة الفلسطينية ، و الاستسلام أمام العدو الصهيوني .
ألا تشعرون بوجود حملة إعلامية و تحريضية من قبل السلطة و تيار في فتح يستهدف قيادات في حماس خاصة د. عبد العزيز الرنتيسي ؟
- هذا الكلام صحيح و موجود بشكلٍ ملحوظ ، في بيانات و تصريحات كثيرة ، و هتافات بالميكروفونات كثيرة ، لكن هذه كلها إشاعات مضللة و كاذبة ، تريد خلق فتنة داخلية في الشارع الفلسطيني ، و تقول إنه يوجد داخل حركة حماس أناس جيدون و طيبون , و آخرون سيئون ، بمعنى أنها تريد خلق فتنة داخل نفس الحركة ، و نحن نقول لهؤلاء الناس الذين يكتبون ذلك ، اتقوا الله فيما تكتبونه ، و ألا يكذبوا على الناس فيما يكتبونه ، فمثلاً الدكتور الرنتيسي رجل يمتلك الشجاعة أن يقول رأيه بكل وضوح ، فإذا كنتم لا تقبلون هذا الرأي ، فقولوا رأيكم المضاد ، لأن الحجة لا يهزمها إلا الحجة ، لكن الذي يترك الحجة و الرد عليها بمثلها ، و يلجأ إلى السباب و الطعن و التجريح و التخوين ، هذا إنسان مهزوم ، و من يلجأ إلى القوة مقابل الحجة فهو أيضاً مهزوم ، لأنه من ملك عقله لا يمد يده ، و بناء عليه أنصح هؤلاء الفئة الذين يهاجمون الدكتور الرنتيسي و يكتبون ضده ، أن يردّوا عليه بالحجة التي يقولها ، فإذا كان ما يتحدث به الدكتور الرنتيسي خطأ فليتركوا الشارع يحكم على ذلك و على ما يقولونه هم أيضاً ، أما أن يتمادوا في السب و التجريح و التشهير ، فهذه ليست من مبادئنا و عاداتنا و أخلاقنا و ليست من أخلاق الإسلام ، و أذكّرهم بأن المردود السئ سيعود عليهم ، لأن من يحاول اتهامي أمام الناس بتهم يدرك الجميع أنها ليست من صفاتي و الناس تعرفني أنني أعلى من هذه الاتهامات ، يكون واحدة من اثنين إما أنا فعلاً الخائن و العميل ، و إما هو الخائن و العميل ، و بذلك هم يسيئون لأنفسهم .
لكن ماذا تقرأ في مغزى توقيت هذه الحملة ؟
- كما أخبرتك في السابق المقصود من مثل هذه الحملات هو القضاء على المقاومة و الانتفاضة ، و الذي يرفع راية المقاومة و الجهاد في فلسطين و يقودها هي حركة المقاومة الإسلامية حماس ، و بالتالي هم يرون أن لا إمكانية لوقف الانتفاضة و المقاومة إلا بخلق فتنة داخلية مع حركة حماس ، و شخصياتها و قياداتها ، و مهاجمة مواقف الحركة ، و هذا لن يحدث بمشيئة الله تعالى من وقف للمقاومة و الانتفاضة لأن هذا ما ترفضه كافة القوى الوطنية و الإسلامية العاملة في الساحة الفلسطينية ، هناك أناس يغردون وحدهم خارج السرب ، لكن هناك شرفاء كثر داخل حركة فتح و خاصة كتائب شهداء الأقصى أعلنوا موقفهم بصراحة و أكدوا أنهم ضد وقف الانتفاضة و المقاومة ، بل نفّذوا عمليات بطولية داخل الكيان الصهيوني ، لأنهم يدركون أننا لا يمكن الحصول على حقوقنا المشروعة من خلال الاستجداء ، بناء على ذلك هذا خيار كافة فصائل الشعب الفلسطيني المقاومة في مواجهة العدو بنفس السلاح الذي يواجهنا فيه .