عشية الذكرى الثالثة لاستشهادهما؛ كانت هدية الشيخين ياسين والرنتيسي في عيدهما أعظم من أعظم هدية نالها محبوب من محبيه أبدا... فالشيخان لم تسق لأهليهما قطعان الأنعام؛ ولا القناطير المقنطرة من الذهب والفضة؛ ولم تجر على أسمائهم الصدقات؛ ولم توقف على ذكرهم الأوقاف؛ بل كانت هديتهما فوق ذلك كله؛ فهي أعظم من الأعظمية؛ وأعذب من ماء الفرات؛ وأكثر حلما من بيت الحكمة؛ وأرسخ قدما في العز من البصرة والكوفة في النحو؛ والمربد في الشعر! لقد كانت هديتهما بردا وسلاما كمثل النار التي أوقدت على سيدنا إبراهيم؛ رفيعة الذكر كذي قار؛ عريقة النسب في الجهاد كالقادسية؛ تبشر الجبابرة بصغار النمرود؛ ولم ترض بأقل من أحفاد سعد بن أبي وقاص شهودا؛ وخاتم الرشيد كفيلا؛ وانتصار المتوكل للسنة والكتاب ضمينا! فأين ابن المقفع ليكتب البشارة للشيخين؟ وماذا يحبس البحتري عن النظم فيها؟ وهلا قمت يا أبا تمام لتقسم أن حماس العراق أصدق إنباء من كل ريب؟! في عيد الشيخين تحقق بعض ثأرهما على يد كرام أكفاء من عراق الأمة وجناحها الشرقي؛ ولا عجب؛ فان كان مثل إنفاق الأموال «كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة»؛ فان من ينفق من دمه بلا حساب؛ وينثر كل شلو منه وبضعة كما ينثر المحسن أكياس ذهبه سيستحق من عند الله بإذن الله ملء الوادي سنابل؛ بل ملء ما بين النهرين تلاميذ ومجاهدين واستشهاديين! حماس العراق هي رسالة شكر وعرفان يقدمها جناح الأمة الشرقي لعمود الإسلام وكتيبته الأولى حماس فلسطين؛ وهي إن شاء الله بشارة خير بانتقال المشروع الدعوي الحركي الثقافي الجهادي لهذه الحركة المباركة إلى كل ربوع الأمة ثغرا فثغر! ولم يكن غريبا على الأكفاء الكرام من بني قومنا في العراق أن يستلهموا مشروع حماس في بناء المجتمع؛ وإطلاق المقاومة الواعية البصيرة التي تشهر سيفها على رأس الأفعى؛ وترعى الله في عجز وضعف الناس والضعفاء في الأمة؛ وترعى سنن الله في التغيير؛ وقد قدم الإخوة الأبطال في العراق قبل ذلك الكثير من الإرهاصات التي كشفت أن حبل الوصل بين البصرة وغزة لما ينقطع؛ وأن الرصافة أقرب للقدس منها للكرخ؛ فكان أن تسمت كتائب وأجنحة عدة في فصائل المقاومة العراقية العريقة بأسماء الشيخين؛ سواء في كتائب ثورة العشرين أو في جيش الراشدين؛ وفي إشارة مبكرة لنزوع عرق الخير في عراق الخير عند هؤلاء الأخيار لإخوانهم وأحبائهم في فلسطين؛ ودا وتعلقا واقتداء! وسعادتنا بهذه اللفتة المعنوية والمادية من إخوة العقيدة ورفاق السلاح والآمال والآلام لا تقل عن سعادتنا بما هداهم الله له من توفيق وبركة؛ إذ يصبح لهم الآن واجهة سياسية وأجنحة إعلامية وقانونية تتابع رعاية مشروع المقاومة في العراق؛ ولا تتركه نهبا للتخبط والعبث والمغامرات الإقصائية الاستعلائية من فريق لا يرى على الحق غير نفسه؛ ولا يرى للناس إلا ما يرى! ويجيء كلام الأخ أحمد سعيد الحامد - عضو المكتب السياسي لحماس العراق - بردا وسلاما على قلوبنا؛ لا لأن ابن حماس التي نحب يثني على حماس التي نعشق وحسب؛ بل لأنه يتكلم ببصيرة العارف الفاهم المشفق على وطنه والحريص على المقاومة والجهاد ومشروعه في العراق؛ بالمقارنة مع من يتخبط خبط عشواء من فريق الاقصائيين الاستعلائيين؛ الذين يقفون الآن منبوذين دون إقبال على التوحد مع اقصائهم لا من حماس العراق وحسب؛ بل من كل فصائل المقاومة الشريفة في العراق: الجيش الإسلامي وحركة جامع وجيش الراشدين وكتائب ثورة العشرين- فيلق الجهاد الإسلامي وحتى جماعة أنصار السنة القريبة فكريا من القاعدة! فهل يعي... أمير الدولة الافتراضية الموهومة القائمة للصدفة العجيبة (...) خارج الحدود التي رسمتها إيران للكيان الشيعي في العراق وخارج حدود دولة الطالباني والبارزاني الكردية في الشمال - هل يعي عزلته؟ وهل يعي حقيقة انصراف كل الفصائل الجهادية المعتبرة عن متابعة صلفه واستعلائه؟ نقول كل الفصائل المعتبرة؛ مستثنين «أرجل الكراسي» من الفصائل التي خلقت لإضفاء نكهة إجماع كاذب على صلف الاقصائيين؛ وعلى خطى تعددية مفبركة مثل تعددية الكسور العشرية في منظمة التحرير! إذا ها هو العراق يقوم من بين الركام ويتوعد الأمريكان بمقاومة لا تعرف غيرهم عدوا؛ وها هو يرسل لحماس فلسطين رسائل الود والحب والإخوة؛ قاطعا الطريق على ضلال صاحب الكهف؛ ومفرغا رسالته القميئة في الحرب على حماس من قيمتها؛ إذ ها هي حماس الآن تقاتل في فلسطين وتحضر للعراق بحب الأمة لها رغم أنف المستعلي المستكبر بجهله وضيق أفقه وقلة فهمه وظلمات قلبه قبل ظلام كهفه! ولعل في كلام الشيخ الفاضل محمد عياش الكبيسي؛ ممثل هيئة علماء المسلمين في الخارج والمنظر الشرعي المعتبر والمقدر عند جيش الراشدين وكتائب ثورة العشرين - لعل في كلامه ثناء على جناحي حماس ما يكفي من حجارة لإلقام كل الأفواه التي تطعن في الحماسين! وكما خاطبت حماس العراق الأمريكان والمشاغبين على مشروع المقاومة في العراق فهي أيضا ترسل رسالة لإسرائيل في أنها زرعت الموت في فلسطين فحصدت الاستشهاديين هناك وفي العراق أيضا! وهي تسكب كوب ماء مثلج على وجوه المشاغبين على مشروع المقاومة في فلسطين؛ ممن سارعوا للفرح بمصيبة حماس مع خوارج العصر؛ ومصيبتها مع خوالف العصر من الطفيليات المقتاتة على الانتصار لخلافة لا يعملون لها كتابة البيانات وطباعتها! وبعد؛ فنم قرير العين يا ابن عباس فحجة المقاومة والجهاد في العراق الآن ماضية كحجتك؛ وطب نفسا يا أبا الحسن؛ ففي العراق مجاهدون على طريق أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أشداء على الكفار رحماء بينهم؛ واستعد يا عراق لغزوات محمدية؛ وسرايا بكرية؛ وفتكات عمرية؛ وسخاء في سبيل الله عثماني! وأنت يا حماس فلسطين؛ استمسكي بالعروة الوثقى؛ ولا عليك من محك اليهود؛ ولا من غدرات الإخوة وجهالات الأهلين؛ فأنت على الحق إن شاء الله بنص الأثر الصحيح كما هي صفة الفريق الظاهرين من الطائفة المنصورة؛ وها هو نداء العراق يصدع مبايعا: ربح البيع يا ياسين! ربح البيع يا رنتيسي!. | ||||
من المجاهدين فى العراق الى الياسين
صقر الدلتا- رسالتي :
الجنس :
المشاركات : 147
السٌّمعَة : 16
- مساهمة رقم 1