(10) لا أنتقد حكومتي خارج وطني
يقول الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله-:
كان مراسلو الصحف والإذاعات يأتون لإجراء أحاديث, والظاهرة العجيبة في كل تلك الأحاديث: أن المراسلين كانوا يحاصرونني بأسئلةٍ دقيقةٍ رغبةً منهم في أن يحصلوا مني على انتقادٍ أو هجومٍ على الحكوماتِ القائمة, وكنتُ أفسد عليهم هذه المحاولات.. حتى قال لي أحد المراسلين في لندن: إنك تتهرب من الإجاباتِ عن أسئلةٍ واضحة. فكان جوابي: إن التهربَ ليس من خُلقي, ولكنَّ طباعي تأبى عليَّ أن أنقد حكومتي خارج وطني, ولا أشنع عليها في الخارج, بل أوجه مآخذي إليها مباشرةً داخل مصر, وهو مبدأ وليس سياسة.
(11) لم أر مثل هذا الرجل
سأل بعض الناس السائق الذي صحب الأستاذ أثناء زيارته بدعوةٍ من وزارة الثقافة بدولة الإمارات: فقال السائق صحبتُ كثيرًا من الشخصيات الكبيرة والوزراء.. فلم أرَ مثل هذا الرجل في خُلقه وتواضعه وحيائه وعفته وزهده وعطفه.. لقد ركب إلى جواري واعتاد كبار الشخصيات أن يركبوا في الخلف، ولكنه التواضع، وكان يصحبني معه ويُجلسني بجواره في كل مأدبةِ طعام.
(12) الوفاء للزوجة
دُعِيَ الأستاذ عمر التلمساني إلى لقاءاتٍ بالإسكندرية فلبَّى, وكان ذلك في شهر رمضان المبارك، وأعدَّ الإخوان مأدبة إفطار احتفاءً بالأستاذ المرشد, وكان في المأدبة شراب المانجو.
فقدَّم أحد الإخوان كوب المانجو للأستاذ عمر فاعتذر ولاحظ بعض الإخوان علامات التأثر على وجه الأستاذ فسألوه: هل يلحقك ضرر صحي من المانجو؟
فأجاب: لا........
وبعد الانتهاء من الإفطار أراد بعض الإخوة معرفة سرِّ الاعتذار عن شرب المانجو, وألحوا في الطلب.
فقال الأستاذ: لقد اعتدتُ كلمَّا رجعتُ من العمل متأخرًا أن أجد زوجتي في انتظاري، وقد أعدت كوبين من المانجو فنشربهما معًا، فلمَّا تُوفيت عزَّ على أن أشرب بدونها، وأسأل الله أن يجمعني بها في الجنة, وأن نشرب معًا من خمر الجنة.
(13) عمر التلمساني يواجه السادات بعزةِ المسلم وأدب الداعية
يقول الأستاذ عمر التلمساني- رحمه الله-:
كان مراسلو الصحف والإذاعات يأتون لإجراء أحاديث, والظاهرة العجيبة في كل تلك الأحاديث: أن المراسلين كانوا يحاصرونني بأسئلةٍ دقيقةٍ رغبةً منهم في أن يحصلوا مني على انتقادٍ أو هجومٍ على الحكوماتِ القائمة, وكنتُ أفسد عليهم هذه المحاولات.. حتى قال لي أحد المراسلين في لندن: إنك تتهرب من الإجاباتِ عن أسئلةٍ واضحة. فكان جوابي: إن التهربَ ليس من خُلقي, ولكنَّ طباعي تأبى عليَّ أن أنقد حكومتي خارج وطني, ولا أشنع عليها في الخارج, بل أوجه مآخذي إليها مباشرةً داخل مصر, وهو مبدأ وليس سياسة.
(11) لم أر مثل هذا الرجل
سأل بعض الناس السائق الذي صحب الأستاذ أثناء زيارته بدعوةٍ من وزارة الثقافة بدولة الإمارات: فقال السائق صحبتُ كثيرًا من الشخصيات الكبيرة والوزراء.. فلم أرَ مثل هذا الرجل في خُلقه وتواضعه وحيائه وعفته وزهده وعطفه.. لقد ركب إلى جواري واعتاد كبار الشخصيات أن يركبوا في الخلف، ولكنه التواضع، وكان يصحبني معه ويُجلسني بجواره في كل مأدبةِ طعام.
(12) الوفاء للزوجة
دُعِيَ الأستاذ عمر التلمساني إلى لقاءاتٍ بالإسكندرية فلبَّى, وكان ذلك في شهر رمضان المبارك، وأعدَّ الإخوان مأدبة إفطار احتفاءً بالأستاذ المرشد, وكان في المأدبة شراب المانجو.
فقدَّم أحد الإخوان كوب المانجو للأستاذ عمر فاعتذر ولاحظ بعض الإخوان علامات التأثر على وجه الأستاذ فسألوه: هل يلحقك ضرر صحي من المانجو؟
فأجاب: لا........
وبعد الانتهاء من الإفطار أراد بعض الإخوة معرفة سرِّ الاعتذار عن شرب المانجو, وألحوا في الطلب.
فقال الأستاذ: لقد اعتدتُ كلمَّا رجعتُ من العمل متأخرًا أن أجد زوجتي في انتظاري، وقد أعدت كوبين من المانجو فنشربهما معًا، فلمَّا تُوفيت عزَّ على أن أشرب بدونها، وأسأل الله أن يجمعني بها في الجنة, وأن نشرب معًا من خمر الجنة.
(13) عمر التلمساني يواجه السادات بعزةِ المسلم وأدب الداعية
السادات |
وبعد استرسال السادات في حديثه, تطرَّق إلى الحديثِ عن الأستاذ عمر التلمساني وعن الإخوان, ثم أخذ يكيل لهم الاتهامات وقيامهم بإثارةِ الفتنة وتحريض الشعب ضد النظام.
فما كان من الأستاذ عمر- وقد قارب وقتها الثمانين عامًا- إلا أن قامَ بالرد على السادات وتفنيد ما قاله. ثم قال له بعزةِ المؤمن الواثق في ربه:
"لو كان أحدٌ غيرك وجَّه إليَّ مثل هذه التهم لشكوته إليك, أما وأنت يا محمد يا أنور يا سادات صاحبها فإني أشكوك إلى أحكم الحاكمين وأعدل العادلين.. أشكوك إلى الله.. لقد آذيتني يا رجل وقد أُلزم الفراشَ أسابيع من وقعِ ما سمعتُ منك.
فما كان من السادات إلا أن قال: إنني لم أقصد الإساءة إلى الأستاذ عمر ولا إلى الإخوان المسلمين. اسحب شكواك.
فرد الأستاذ عمر: "وأنا لم أشكُ إلى ظالم, إنما شكوتُ إلى الله العادل ويعلم ما أقول".
(14) شركة إخوانية
عباس السيسي |