أبدأ بنفسك !! |
إن مهنة المعلم عظيمة ورسالته هي الأسمى، وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛ فهو الذي يشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري، ويحدد القيم والتوجهات، ويرسم إطار مستقبل الأمة. إن رسالة المعلم تعتبر لبنة مهمة في المنظومة التعليمية، تناط به مسؤوليات جمة حتمها عليه تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس ووسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات،والانفجار المعرفي الهائل الذي يمخر المعلم أمواجه بهدف إيصال الطالب لمواكبة عصره. إن الرسالة الكبرى للمعلمين تتطلب جهداً كبيراً في تنمية معلوماتهم واكتساب مهارات متنوعة ليتمكنوا عن طريقها من التأثير على من يعلمونهم وخلق التفاعل الإيجابي بين الطلاب ومعلميهم فعلى المعلمين أن يكونوا قدوة حسنة في سلوكهم وأخلاقهم وأداء رسالتهم من أجل خلق جيل متعلم واع مفكر مبدع. يقول ربنا عز وجل (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً)) ، فالطالب يحتاج إلى أسوة صالحة يتخذها من الوالدين أو من معلميه ، فهو يميل إلى التقليد والمحاكاة ، فمن يحبهم يقتدي بهم ويسير على منوالهم ، ويحرص أن يكون على شاكلتهم . يقول أبو العلاء : وينشأ ناشئ الفتيان مـــنـــا على ما كان عوده أبوه وما دان الفتى بحجى ولكن يــعــوده التدين أقربوه فالمربي قدوة يحتذي به غيره ممن يعيشون معه ، ويلاحظون تصرفاته وأفعاله ويسمعون قوله ، فلينظر إلى سلوكه قبل أن يمد غيره بالنصيحة والموعظة ، فليوافق قوله فعله ، وأن تكون دعوته لتغيير أبنائه مقبولة . ولقد اهتم السلف الصالح باختيار أفضل المربين لأولادهم ... حيث كتب عمر بن عتبة لمؤدب ولده ( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك ، فإن عيونهم معقودة بعينك فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت ) . ويجدر بالمربي أن يهيئ الطلاب لما يجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية ، وذلك من خلال تنمية مهاراتهم وتوجيه طاقاتهم لمواجهة مشكلات الحياة وصعوبتها وربط أهدافهم بأهداف المجتمع المحيط بهم ، وقدرتهم على تحمل المشاق وتجنب الخجل والخوف والقلق والابتعاد عن التعالي والغرور . |
[/td][/tr][/table]