لماذا لم ينجح الحوار الفلسطيني- الفلسطيني حتى الآن؟
سؤال يردده العرب والمسلمون في كل مكان؛ حيث يتوقون إلى وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الغزو النازي اليهودي لفلسطين وقدسها ومسجدها الأقصى المبارك!.
إنهم يعرفون الإجابة مقدمًا، ولكنهم يحاولون إقناع أنفسهم أو إيهامها بأن المصالحةَ في القاهرة ممكنة؛ بين مليونيرات "رام الله"، وبقية الشعب الفلسطيني وطلائعه المقاومة في حماس وفتح والفصائل الصغرى.
الناس يعلمون جيدًا أن مليونيرات "رام الله" خاضعون تمامًا للإرادة النازية اليهودية الغاصبة، وملتزمون بمطالبها في تصفية المقاومة والاعتراف مقدمًا بالكيان النازي اليهودي الغاصب، والتنازل عن القدس وحق العودة والمياه والتعويضات والهوية المستقلة
كما يعلم الناس أن مليونيرات "رام الله" واثقون تمام الثقة، أن المفاوضات مع اليهود الغزاة، المعتدلين منهم والمتشددين، لن تثمر ثمرة واحدة، وقد نفذوا كل ما أراده الغزاة القتلة، دون أن يستطيعوا إقناعهم برفع حاجز واحد في الضفة الغربية، أو فتح معبر واحد بصفة دائمة في قطاع غزة.
ومع ذلك، يصرّ مليونيرات "رام الله" على عدم التصالح مع بقية الشعب الفلسطيني وفصائله، إلا بعد تصفية المقاومة تمامًا وموافقة قادتها على التنازلات التي سبق أن وافق عليها المليونيرات الأشاوس.
ولأن ذلك ضد المنطق، وضد التاريخ، وضد الجغرافيا أيضًا، فلن يوافق الشعب الفلسطيني على ما يريده المليونيرات أو بالأحرى ما يريده الغزاة النازيون اليهود الغاصبون؛ لأنه يعني عمليًّا تحويل الفلسطينيين إلى مجرد رقيق لدى النخاس اليهودي، يتخلص منه بالترحيل (الترانسفير)، أو التهويد بطريقته الخاصة!.
ثمة نقطة أخرى مهمّة، وهي أن العدو الصهيوني حريص ألا تكون في فلسطين فكرة أو عقيدة تسمى "الإسلام" يعتنقها الشعب الفلسطيني ويجعلها دستوره وقانونه ومنهجه وتصوّره في مواجهة محنته التي يعيشها؛ فالأمر عندئذ يعني الوجود اليهودي الاحتلالي نفسه، وبقاء جذوة الوجود الفلسطيني مهما كانت ضئيلة أو ضعيفة أو خافتة، مما يؤدي في المدى البعيد إلى قيامة الشعب المظلوم مرة أخرى.
وبالطبع فإن لقاءَ نتنياهو وأوباما في واشنطن، لم يخرج عن فكرة التطابق بين الرؤية العربية والرؤية الصهيونية في مواجهة الخطر الإيراني القادم من الشرق؛ ولأن هذه الفكرة هي المسيطرة على دول الاعتدال والمليونيرات في رام الله والسادة في واشنطن، فلن يكون هناك اتفاق فيما يسمى الحوار الفلسطيني- الفلسطيني؛ مع فكرة المقاومة التي يتبناها الشعب الفلسطيني بأغلبيته الساحقة، خاصةً بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العدوَّ النازي اليهودي الغاصب لا يسلِّم بأدنى حقٍّ ما لم يكن مرغمًا عليه أو يجد في التنازل عنه فائدة مضاعفة!.
وبالمنطق البسيط الساذج: لماذا أتنازل عن المقاومة أو السلاح الذي في يدي مقابل وعد مجهول لا أدري هل يتحقق أو لا يتحقق؟!
كل حركات المقاومة في العالم لم تضع سلاحها إلا بعد أن وقَّعت على اتفاقاتٍ واضحةٍ محددة مضمونة دوليًّا، ولكن متى وقَّع العدوُّ اتفاقًا مضمونًا دوليًّا؟ اللهم إلا إذا ضمنته دول يستطيع أن يقنعها بالتخلي عن ضماناتها عند اللزوم؟
ثم لماذا هذا العذاب والعناد والتمزق من أجل سلطة هشة لا قيمةَ لها اسمها "سلطة الحكم الذاتي المحدود"؟ يا مليونيرات رام الله حلّوا هذه السلطة وعودوا إلى قواعد المقاومة أو قواعدكم المالية خارج فلسطين، واتركوا الشعب الفلسطيني يُخطط لمستقبله بطريقته الخاصة.
منقول : اخوان اون لاين