بسم الله الرجمن الرحيم
غزه تتحدث
أيها المتصلون بغزة.. المحاولون الاتصال . أيها المصرون على رؤية دمائنا على شاشة التلفاز والرافضون للعيش في عالم بعيد عن آلامنا تحية لكم من غزة الفرحة بسماع أصواتكم..
أنتم الذين أكرمنا الله بسماع أصواتكم ولمس نبض قلوبنا وسماع بكائكم، فقوي صمودنا، أنتم الرسائل الإلهية التي تحمل لنا مبشرات الصبر والصمود وأنتم خيرة الأهل الذين لم تربطنا بهم علاقات الدم والنسب.. أنتم الذين دعوتم الله لنا بألسنه لم نعص نحن بها.. أنتم الذين حملت لهفتكم علينا مبشرات الخير والصمود..
لا تهمنا اللهجات ولا فهم معاني الكلمات ولا يهمنا سوء الاتصال ولا يهمنا بعد الصوت، فكل شيء يؤكد صدق العطاء والمحاولة، أيها الساهرون على أخبارنا أوصيكم واستحلفكم بالله الدعاء ثم الدعاء.. ادعوا لطفلي أن ينام وأن يهزم الرعب في داخله.. ادعوا لأمي أن يطمئن قلبها ساعة على فلذة كبدها الخارج يحمل سلاحه أمام أشرس الأسلحة..
ادعوا لأبي أن يأمن في صلاته بالمسجد.. ادعوا لجنيني أن يهنأ في رحمي دقيقة وأن يتفهم هزة الجسد الهزيل.. ادعوا لجارتي أن تجد الخبز لأبنائها التسعة.. وادعوا لخالي أن يجد بيتا يحميه من البرد والقصف وادعوا لعمتي أن تتمكن من الاتصال بابنتها المحاصرة.. ادعوا لرجالي بأن يكونوا قدر الجهاد وشرفه وادعوا لقيادتي بأن تستطيع حمل الأمانة لآخر دقيقة في عمرها، ادعوا لابن عمي الجريح أن ينال الشفاء قريبا وادعوا لابن خالي أن يعوضه الله في سيارته وبيته.. ادعوا لي أن أستطيع مسك القلم لأكتب عن جرح غزة.. عن شهادة غزة.. عن ثكلى غزة.. عن أيتام غزة.. عن نصر غزة.. عن عظمة غزة.
ادعوا لي أن أستطيع أن أرى وجه أخي في عتمة المساء، ادعوا لي أن أجد غطاء يحمي جسد ابنتي من البرد ونحن ننام في مدرستها وتحت مقعدها الدراسي.. ادعوا لي أن أجد الماء قبل أن أنفذ رغبتي في شرب ماء البحر، يا أعزائي لا تتركونا وحدنا.. ابقوا معنا.. نحتاج لصوتكم ودعائكم.. نحتاج لنشعر بأننا ما زال في العالم من يتذكرنا.. من يحس بوجعنا.. من يدعو لنا.. من يساندنا.
يا رفاقي.. قسوة الليل البارد الممطر بالقذائف ما أبكتني بل أبكاني صغاري وهم يتلمسون مكاني يبحثون عني في العتمة عن همساتي المفجعة تتفقدهم بعد هذا القصف أو ذاك الصوت.. أنا يا رفاقي ما هزتني الضربات إلا لتقويني وأنا أطمئن على هذه الرفيقة وتلك.. أنا يا رفاقي ما أخرجني الجوع أبحث عن الخبز وإنما أخرجتني "كشمة الصغار" الجياع.. أنا يا رفاقي أسمع لحكاية هذا الشهيد وذاك فتقوي شوكتي وأملي بأن الخيرة فيما اختاره الله ..
أصواتكم كانت تغطي على أصوات الطائرات الصهيونية، على أصواتكم صمت صغيرنا الباكي فرحا برنة الهاتف التي أشعرت بأن هناك أمورا مازالت تذكره بعالمه السابق.. على أصواتكم تتحرك آمالنا بنصر الله..
اخواني وأخواتي اطمئنوا غزة بخير، لأنها تقدم خيرة رجالها في سبيل الله.. والله الكريم الأحد لا يختار إلا الرائعين لينالوا هذه الدرجة في الدنيا والآخرة.. الحمد لله نقولها لكم وثقتنا بالله أنه يكرمنا نشهد الله عليها، فنحن الذين ابتلاهم ليطهرهم.. ليؤكد لهم إنها ساعة وأنها ليست دار قرار.. الحمد لله الذي أكرمنا فابتلانا بأن نحارب أحقد خلقه وأحقرهم..
الحمد لله الذي أنقذ إسماعيل وعماد ومحمد وعبد الرحمن من الحصار وآلامه فأكرمهم بالشهادة.. الحمد لله الذي أكرمنا فاختار منا العائلة الشهيدة.. الحمد لله الذي أخذ منا أعز فلذات أكبادنا.. الحمد لله الذي أكرمنا بنقص في الأموال والأنفس والثمرات.. الحمد لله الذي أخرجنا من بيوتنا في سبيله.. الحمد لله الذي أكرمنا بالرباط وأكرمكم بأن يكون رباطنا في قلوبكم..
شكرا أهل أرض الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.. شكرا أهل المليون شهيد.. شكرا أهل الكنانة.. شكرا أهل زايد.. شكرا أهل قطر .. شكرا لكل من حاول الاتصال بغزة..
تقبلوا تحياتي
غزه تتحدث
أيها المتصلون بغزة.. المحاولون الاتصال . أيها المصرون على رؤية دمائنا على شاشة التلفاز والرافضون للعيش في عالم بعيد عن آلامنا تحية لكم من غزة الفرحة بسماع أصواتكم..
أنتم الذين أكرمنا الله بسماع أصواتكم ولمس نبض قلوبنا وسماع بكائكم، فقوي صمودنا، أنتم الرسائل الإلهية التي تحمل لنا مبشرات الصبر والصمود وأنتم خيرة الأهل الذين لم تربطنا بهم علاقات الدم والنسب.. أنتم الذين دعوتم الله لنا بألسنه لم نعص نحن بها.. أنتم الذين حملت لهفتكم علينا مبشرات الخير والصمود..
لا تهمنا اللهجات ولا فهم معاني الكلمات ولا يهمنا سوء الاتصال ولا يهمنا بعد الصوت، فكل شيء يؤكد صدق العطاء والمحاولة، أيها الساهرون على أخبارنا أوصيكم واستحلفكم بالله الدعاء ثم الدعاء.. ادعوا لطفلي أن ينام وأن يهزم الرعب في داخله.. ادعوا لأمي أن يطمئن قلبها ساعة على فلذة كبدها الخارج يحمل سلاحه أمام أشرس الأسلحة..
ادعوا لأبي أن يأمن في صلاته بالمسجد.. ادعوا لجنيني أن يهنأ في رحمي دقيقة وأن يتفهم هزة الجسد الهزيل.. ادعوا لجارتي أن تجد الخبز لأبنائها التسعة.. وادعوا لخالي أن يجد بيتا يحميه من البرد والقصف وادعوا لعمتي أن تتمكن من الاتصال بابنتها المحاصرة.. ادعوا لرجالي بأن يكونوا قدر الجهاد وشرفه وادعوا لقيادتي بأن تستطيع حمل الأمانة لآخر دقيقة في عمرها، ادعوا لابن عمي الجريح أن ينال الشفاء قريبا وادعوا لابن خالي أن يعوضه الله في سيارته وبيته.. ادعوا لي أن أستطيع مسك القلم لأكتب عن جرح غزة.. عن شهادة غزة.. عن ثكلى غزة.. عن أيتام غزة.. عن نصر غزة.. عن عظمة غزة.
ادعوا لي أن أستطيع أن أرى وجه أخي في عتمة المساء، ادعوا لي أن أجد غطاء يحمي جسد ابنتي من البرد ونحن ننام في مدرستها وتحت مقعدها الدراسي.. ادعوا لي أن أجد الماء قبل أن أنفذ رغبتي في شرب ماء البحر، يا أعزائي لا تتركونا وحدنا.. ابقوا معنا.. نحتاج لصوتكم ودعائكم.. نحتاج لنشعر بأننا ما زال في العالم من يتذكرنا.. من يحس بوجعنا.. من يدعو لنا.. من يساندنا.
يا رفاقي.. قسوة الليل البارد الممطر بالقذائف ما أبكتني بل أبكاني صغاري وهم يتلمسون مكاني يبحثون عني في العتمة عن همساتي المفجعة تتفقدهم بعد هذا القصف أو ذاك الصوت.. أنا يا رفاقي ما هزتني الضربات إلا لتقويني وأنا أطمئن على هذه الرفيقة وتلك.. أنا يا رفاقي ما أخرجني الجوع أبحث عن الخبز وإنما أخرجتني "كشمة الصغار" الجياع.. أنا يا رفاقي أسمع لحكاية هذا الشهيد وذاك فتقوي شوكتي وأملي بأن الخيرة فيما اختاره الله ..
أصواتكم كانت تغطي على أصوات الطائرات الصهيونية، على أصواتكم صمت صغيرنا الباكي فرحا برنة الهاتف التي أشعرت بأن هناك أمورا مازالت تذكره بعالمه السابق.. على أصواتكم تتحرك آمالنا بنصر الله..
اخواني وأخواتي اطمئنوا غزة بخير، لأنها تقدم خيرة رجالها في سبيل الله.. والله الكريم الأحد لا يختار إلا الرائعين لينالوا هذه الدرجة في الدنيا والآخرة.. الحمد لله نقولها لكم وثقتنا بالله أنه يكرمنا نشهد الله عليها، فنحن الذين ابتلاهم ليطهرهم.. ليؤكد لهم إنها ساعة وأنها ليست دار قرار.. الحمد لله الذي أكرمنا فابتلانا بأن نحارب أحقد خلقه وأحقرهم..
الحمد لله الذي أنقذ إسماعيل وعماد ومحمد وعبد الرحمن من الحصار وآلامه فأكرمهم بالشهادة.. الحمد لله الذي أكرمنا فاختار منا العائلة الشهيدة.. الحمد لله الذي أخذ منا أعز فلذات أكبادنا.. الحمد لله الذي أكرمنا بنقص في الأموال والأنفس والثمرات.. الحمد لله الذي أخرجنا من بيوتنا في سبيله.. الحمد لله الذي أكرمنا بالرباط وأكرمكم بأن يكون رباطنا في قلوبكم..
شكرا أهل أرض الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام.. شكرا أهل المليون شهيد.. شكرا أهل الكنانة.. شكرا أهل زايد.. شكرا أهل قطر .. شكرا لكل من حاول الاتصال بغزة..
تقبلوا تحياتي
عدل سابقا من قبل بحب النور في السبت 30 يناير 2010, 10:05 am عدل 2 مرات