<BLOCKQUOTE>
ماذا نريد أيها الإخوان؟ أ نريد جمع المال وهو ظل زائل؟ أم نريد سعة الحياة وهي عرض حائل؟ أم نريد الجبروت في الأرض، والأرض لله يورثها من يشاء من عبادة؟ ونحن نقول قول الله تعالى (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) (القصص 83)، شهد الله أننا لا نريد شيئا من هذا، وما لهذا عملنا، ولا إليه دعونا، ولكن اذكروا دائما أن لكم هدفين أساسيين:
- أن يتحرر الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي، وذلك حق طبيعي لكل إنسان، لا ينكره إلا ظالم جائر أو مستبد.
- أن تقوم في هذا الوطن الحر دولة إسلامية حرة تعمل بأحكام الإسلام وتطبيق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه القويمة، وتبلّغ دعوته الحكيمة للناس، وما لم تقم هذه الدولة فإن المسلمين جميعا آثمون مسئولون بين يدي الله العلي الكبير عن تقصيرهم في إقامتها وقعودهم عن إيجادها.
والخلاصة، نحن نريد:
- الفرد المسلم.
- والبيت المسلم.
- والشعب المسلم.
- والحكومة المسلمة.
- والدولة التي تقود الدول الإسلامية، وتضم شتات المسلمين، وتستعيد مجدهم، وترد عليهم أرضهم المغصوبة وأوطانهم المسلوبة، ثم تحمل علم الجهاد ولواء الدعوة إلى الله، حتى تسعد العالم بتعاليم الإسلام.
ومن واجبات الدولة المسلمة:
- صيانة الأمن.
- وإنفاذ القانون.
- ونشر التعليم.
- وإعداد القوة.
- وحفظ الصحة.
- ورعاية المنافع العامة.
- وتنمية الثروة.
- وحراسة المال.
- وتقوي الأخلاق.
- ونشر الدعوة.
ومن حقها متى أدت ذلك: الولاء والطاعة والمساعدة بالنفس والمال فإذا قصرت فالنصح والإرشاد، ثم الخلع والإبعاد، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
مراحل الدعوة
- التعريف: نشر الدعوة بين الناس.
- التكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض.
- التنفيذ: وهي مرحلة جهاد لا هوادة فيه، وعمل متواصل في سبيل الوصول إلى الغاية، وامتحان وابتلاء.
والوسائل العامة للإخوان هي:
- الإيمان العميق.
- التكوين الدقيق.
- العمل المتواصل.
أما أركان الوسيلة فهي:
- المنهاج الصحيح.
- العاملون المؤمنون.
- القيادة الحازمة الموثوق بها.
خصائص دعوة الإخوان المسلمين:
- دعوة سلفية: لأنهم يدعون إلى العودة بالإسلام إلى معينه الصافي من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
- وطريقة سنية: لأنهم يحملون أنفسهم على العمل بالسنة المطهرة في كل شيء، وبخاصة في العقائد والعبادات ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
- وحقيقة صوفية: لأنهم يعلمون أن أساس الخير طهارة النفس، ونقاء القلب، والمواظبة على العمل، والأعراض عن الخلق، والحب في الله والارتباط على الخير.
- وهيئة سياسية: لأنهم يطالبون بإصلاح الحكم في الداخل وتعديل النظر في صلة الآمة الإسلامية بغيرها من الأمم في الخارج وتربية الشعب على العزة والكرامة والحرص على وحدته وهويته.
- وجماعة رياضية: لأنهم يعنون بجسومهم، ويعلمون أن المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف، وان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن لبدنك عليك حقا ".
- ورابطة علمية ثقافية: لان الإسلام يجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
- وشركة اقتصادية: لان الإسلام يعني بتدبير المال وكسبه من وجهه المشروع، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: " نعم المال الصالح للعبد الصالح " ويقول صلى الله عليه وسلم: " إن الله يحب العبد المحترف ".
- وفكرة اجتماعية: لأنهم يعنون بأدواء المجتمع الإسلامي ويحاولون الوصول إلى طرق علاجها وشفاء الآمة منها.
وقد امتازت جماعة الإخوان المسلمين عن سواها من الدعوات بما يلي:
- البعد عن مواطن الخلاف الفقهي: لان الإخوان يرون إن الاختلاف في الفرعيات أمر ضروري، لا بد منه، إذ أن أصول الإسلام آيات وأحاديث وأعمال تختلف في فهمها وتصورها العقول والأفهام، وليس العيب في الخلاف ولكن في التعصب للرأي.
- البعد عن هيمنة الكبراء والأعيان: فهي دعوة مجردة عن المصالح والأهواء ولذلك لا يقبل عليها هؤلاء بحكم مصالحهم ورغبتهم في استغلال كل شيء لتحقيقها.. إلا القليل من هؤلاء.
- البعد عن الهيئات والأحزاب، فالأخوان يرفضون التعصب الحزبي الذي يدعو إلى التنافر والتنافس على المغانم والمواقع.. وإنما تقيم علاقاتها مع الجميع على قاعدة العمل والبناء والتعاون فيم يتفق عليه.
- التدرج في الخطوات: فالدعوة تسير بخطى واضحة في مراحل محددة من تعريف وتكوين وتنفيذ، وهذه قد تسير جنبا إلى جنب حتى تتحقق الغاية المرجوة.
- إيثار الناحية العملية الإنتاجية على الدعاية والإعلانات، فالأخوان يحرصون على إخلاص العمل والتفاني فيه، وهم يوازنون بين ذلك ولين إذاعة الخير والأمر به والمسارعة إلى إعلانه ليتعدى نفسه إلى سواه، ويدرك الإخوان إن التهريج والدعاية المبالغ فيها يترك أثرا سيئا ويضلل.
- إقبال الشباب على الدعوة: وهي إحدى خصائص هذه الجماعة المباركة، حيث يتسارع انتشارها بين هذه الطبقة. أما أهم ما تمتاز به جماعة الإخوان المسلمين فهي كونها دعوة ربانية يتقرب الناس بها إلى ربهم فشعارها ( الله غايتنا ) وهدفها تحقيق العبودية الخالصة لله. ودعوة الإخوان دعوة عالمية، لان الإسلام موجّه للناس كافة والناس تربطهم اخوة إنسانية، فالإسلام لا يؤمن بالعنصرية الجنسية ولا يقر عصبية الأجناس والألوان، ولكن يدعو إلى الاخوة العادلة الرحيمة بين بني الإنسان.