كلمة خالد مشعل فى مهرجان فصائل المقاومة الفلسطينية فى غزة بمناسبة الانتصار

المركز الفلسطيني للاعلام

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم
ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون يا ربنا لك الحمد والشكر يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين وبعد أيها الأخوة والأخوات يا أهل سوريا يا أبناء فلسطين يا أبناء المخيمات يا أبناء الشتات يا زوارنا الأعزاء من الأردن العزيز يا كل أمتنا العربية والإسلامية يا كل أحرار العالم أهلاً و سهلاً بكم وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.

أيها الأخوة والأخوات باسمكم نرسل تحية إلى أبطال المقاومة صناع النصر الحقيقيين بإذن الله إلى كل فصائل المقاومة التي أرى قياداتهم هنا تلتحم مع خيار المقاومة هذه الأسماء اللامعة هذه الفصائل والأجنحة العسكرية كتائب القسام سرايا القدس كتائب شهداء الأقصى كتائب أبو علي مصطفى كتائب جهاد أحمد جبريل كل الكتائب لجان المقاومة الشعبية ألوية الناصر صلاح الدين كل من أطلق الرصاص على العدو أهلاً وسهلاً بهذه المقاومة العملاقة التي رغم كل التخاذل من حولها صمدت وانتصرت بفضل الله.

تحية إلى شعبنا العظيم على أرض فلسطين تحية إلى أهلنا في غزة الذين صنعوا النصر والعزة رحمة الله على الشهداء جميعا رحم الله كل شهدائنا وعافى الله جرحانا جميعا نسأل الله العون لكل المشردين من أبناء شعبنا ونسأل الله الفرج لأسرانا و معتقلينا وتحية إلى كل أمتنا ونخص هنا مسألتين تحية وشكر لسفينة الأخوة اللبنانية التي، تحية إلى سفينة الأخوة اللبنانية التي تحدت أمواج البحر وحراب العدو وأصرّت على كسر الحصار عن غزة شكراً لمن كان عليها من هؤلاء الشخصيات المحترمة من أبناء فلسطين من أبناء لبنان ومن أبناء أمتنا العربية والإسلامية شكراً لهم شكراً للمطران كبوتشي هذا الرجل كبير السن الذي أصرّ أن يذهب إلى غزة وشكراً لكل الوفود والفرق الطبية والإغاثية والبرلمانية التي ذهبت إلى غزة فور أن وقف العدوان عنها شكراً لمن وطئت أقدامه أرض غزة ليقول لأهل غزة نحن معكم في السراء والضراء.

أيها الإخوة والأخوات قلنا منذ اليوم الأول ومازلنا نقول نعم انتصرت المقاومة وانتصرت غزة واندحر العدو لماذا يستكثر البعض علينا مثل هذا الانتصار لماذا نستكثر الانتصار على شعبٍ مؤمن جاهد وقاتل بكل شجاعة لماذا نستكثر ونستبعد انتصار القلة على الكثرة، ألم يقل ربنا تعالى:"كم من فئةٍ قليلةٍ غلبت فئةً كثيرةً بإذن الله والله مع الصابرين" لماذا نستكثر انتصار الحق على الباطل وانتصار الشجاعة على الجبن وانتصار الصبر على الخور وكأيٍّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير فما وهونوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا "ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين".

هذا هو النصر الحقيقي أما إنكار العدو لهزيمته على أرض غزة ولانتصار المقاومة على أرض غزة فأمرٌ لا يعنينا خاصة أنهم في موسم الانتخابات لكل المشككين على أرضنا هل تريدون دليلاً إسرائيلياً على انتصار المقاومة وانتصار غزة ألا تؤمنون إلا بدليل الإسرائيلي والله إن المفارقة مؤلمة حيث نرى جدلاً في بعض الصف الفلسطيني والعربي يبعد الهزيمة عن إسرائيل في الوقت الذي نرى جدالاً إسرائيلياً داخلياً يتهم جيش إسرائيل بالهزيمة والفشل، أما تهديدات العدو اليوم لغزة فماذا أنتم فاعلون يا قادة العدو لو كان عندكم بتع ولو كان عندكم شيء تقدرون فيه على أهل غزة لفعلتم لكن تهديداتكم اليوم هو دليل فشلكم وهزيمتكم، وما فشل العدو في إنجازه في الميدان وعبر النار والإف ستة عشر والقنابل الفسفورية يسعى جاهداً اليوم لإنجازه وانتزاعه منا في ميدان السياسة والمفاوضات المريرة وهنا أصارحكم أيها الأخوة

قد يسأل البعض وفد حماس ذهب إلى القاهرة وعاد منها ثم ذهب إليها وهكذا مرات عديدة لماذا لم نصل إلى اتفاق تهدئة، أقول لكم بصورة واضحة وفدنا ككل وفود الفصائل الفلسطينية التي تتبنى خيار المقاومة يركزون على مصالح شعبنا أولوية وفدنا رفع الحصار وفتح المعابر بصورة دائمة وحقيقة والاستعجال في إعمار غزة، إذا لم يستجب لمطالب شعبنا هذه فلا تهدئة الذي يفشل المفاوضات هو تعنت الصهاينة شروطهم طريقتهم في الخداع والتضليل قدم لنا العدو عبر الإخوة في مصر عروضاً مغرضة ملتبسة غامضة لا معنى لها إلا استمرار الحصار، العدو لم يقدم حتى اللحظة التزاماً صريحاً برفع الحصار وفتح المعابر لم يقدم لنا أي ضمانة لرفع الحصار لذلك نعلن موقفنا صريحا لن نقبل تهدئةً إلا إذا كان مقابلها كسر الحصار وفتح المعابر وسرعة الإعمار مصالح شعبنا فوق كل اعتبار.

أيها الإخوة والأخوات أما فصل الإعمار فهذا الشعب العظيم الذي صنع الانتصار وابسط حقوقه الإعمار والمسح على الجراح يراد أن يعاقب هذا الشعب وأن تعاقب المقاومة حتى ينتفض الشعب على المقاومة كأنما يراد عبر تأخير الإعمار أن يعاقب شعبنا وأن يُدفع للثورة على المقاومة لأنها تأخرت في الإعمار ولذلك عدونا يربط الإعمار بشروطٍ سياسية يسعى عدونا لتسييس الإعمار ولتأخير الإعمار ولربطه بوجود سلطة شرعية هو كما يراها لأن سلطة المقاومة على أرض غزة ليست شرعية في أذهان عدونا.

وهنا نقول نعم نحن جمعنا الأموال وما زلنا نجمعها من العرب والمسلمين من الدول والشعوب وأرسلناها ونرسلها لشعبنا في غزة حتى نغيثه وحتى نؤدي واجبنا تجاهه، هذا واجبنا نجاهر به نفاخر به نشرط به نؤكد جمع المال من العرب و المسلمين وإرساله إلى غزة ليس تهمة بل شرف وواجب.

من يحمل المال إلى غزة يستحق تحية تكريم لا يستحق تأخيراً ولا تعطيلا، يقولون لا تبالغوا في الشعور بالنصر وتواضعوا ونحن نقول نعم المؤمن لا يخرج عن هدوئه وتوازنه لكي لا تأسوا على ما فاتكم "ولا تفرحوا بما آتاكم" والفرح المذموم هو فرح البطر والكبر وتجاهل فضل الله في النصر إن الله لا يحب الفرحين ونحن أمة التواضع نحن الذين نهتدي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في تواضعه يوم فتح مكة فالتواضع لا خلاف عليه ولكن ليس هنا بيت القصيد نقول لهؤلاء ولكن أنتم في المقابل لا تتجاهلوا هذا النصر لا تقزموه لا تبخسوه حقه لا تبخسوا شعبكم ومقاومتكم حقها فهذه والله أول حربٍ حقيقية يخوضها الفلسطينيون وحدهم بسلاحهم المتواضع مع دعم الأمة السياسي والمعنوي يخوضون معركة قاسية وينتصرون فيها هذه معركةٌ أحيت شعبنا وأحيت أمتنا في كل مكان أما الهزيمة فلا تحيي بل تميت، هؤلاء الذين

ينتقدون نتائج المعركة بلله عليكم هل هذه الحياة المتجددة في عروق الأمة سببها هزيمة بلله عليكم يا أهل هذا المكان

الفسيح الفيحاء يا من جئتم بالآلاف المؤلفة هل الذي جمعكم هو الهزيمة بلله عليكم هل هناك أحدٌ صنع هزيمة فجمع آلافً مؤلفة تصفق وتهتف وتكبر.

يؤلم المهزومين أن ينتصر غيرهم وأن تنتصر المقاومة ويؤملهم أن معركة غزة عززت الثقة لدى شعبنا وأمتنا بقدرة المقاومة

على التحرير، نعم اليوم كل فلسطيني كل فلسطينية كل عربي كل مسلم كل حر في العالم يدرك أن الرهان على المقاومة ولا شيء سيحرر أرضنا ويستعيد قدسنا إلا المقاومة واستطلاعات الرأي الوقت يضيق عن ذكرها لكن مؤشراتها صاعدة أما مؤشرات المفاوضات فهي هابطة ولو صنعنا بورصة بين المقاومة وبين المفاوضات لرأيتم السهم أخضر صاعداً والسهم الأحمر للمفاوضات هابطاً ومنزلقا.