زيارة لأم شهيد
قبيل انتهاء العدوان الأخير على غزة
هذا العدوان الهمجيُّ الذي لم يشهد العالم مثيلاً له
بقسوته وبربريّته وبأنواع الأسلحة المحرَّمة التي اُسْتُعمِلـتْ فيه
كنت أستمع الى المذياع فهو الوسيلة الوحيدة التي كنا نلجأ إليها
في انقطاع الكهرباء في ذلك الوقت
شدّ انتباهي وجاء الخبر كالصاعقة على مسمعي
اُسْتشهِدَ اليوم البطل المجاهد (.......)
يا إلهي إنه هو !!!!
نعم إنه ابن صديقتي التي ربطتني بها روابط محبّةٍ وأخوّةٍ
منذ جئْتُ إلى غزة
لم أُصدِّق في البداية...
استمعت إلى الاسم من أكثر من مصدر
ولكن لا مجال لأيِّ تهرّبٍ من الحقيقة.......
لم يكن بمقدوري الذهاب إليها (لِأُبارك لها وأُهنّئها )
نعم تهنئتها باستشهاد ابنها
هذه هي طقوس ما بعد الشهادة
يأتي الناس من كل حدبٍ وصوب للتهنئة
في مشهدٍ قلّ نظيره
أقلُّ ما يقال عنه أنه عرسُ الشهيد
وكيف لا يكون عرساً وهو الذي سيُزَفُّ إلى الحور العين
لم أستطع الذهاب إليها في حينها
وذلك لخطورة التنقُّل على الطّرقات ....
بعد هدوءِ الحال ذهبتُ......
كان تفكيري طيلة الطريق ، في كيفية لقائها؟
كيف ستكون حالها ؟؟
أسئلةً كثيرة دارت في مخيلتي وأنا بطريقي إليها
دخلْتُ البيت....فإذا بصور الشَّهيد تملأُ المكان
باقات الورود الكبيرة تعطِّر الأجواء
صحون التمر والحلوى في كل الزوايا والأرْجاء
تقدَّمْتُ وسلَّمْتُ عليها بحرارة نظرتْ إلي
وابتسامة الفخر والشموخ تعلو وجهها
صابرةً ......ثابتةً.....محتسبةً
جلسْتُ بقربها ، فأخَذَت تحدِّثُني عن ابنها الشهيد
و عن آخر مرّةٍ رأَتْه
"كان صائماً....اغتسل ، وتعطَّر ، وخرج.....
كان خروجه للمهمَّة الجهاديّة التي كُلِّفَ بها
قلت له :انتظر إلى أن تُفطِرَ يا بني....
نظر إلي بابتسامةٍ وقال: ادعي لي يا أمي أن أُفطر في الجنة
أسأل الله أن يكون له ذلك"
هاهي أم الشهيد
تنفضُ غبارَ الحزنِ الذي يسْكنُ قلبها...
وتمْسحُ بيديها دموعَ الألمِ عن وجهها...
تُلقي بالأنين بعيداً عنها.....لتتسلَّح بسلاحِ الإيمان
تُتَوِّجُ جبينَها بتاجِ الأمل وتُطَرِّزُ بيديها رايات العزَّةِ والنصر
هاهي اليوم تحصدُ أجملَ ثمرة....ثمرةَ العزِّ والشموخ
وكيف لا......وهي من قدّمت بروحها وعقلها ووجدانها
فلذة كبدها....مُهجةَ فؤادها نبضَ قلبِها
قدَّمتْ للوطن....... أغلى هدية
قبيل انتهاء العدوان الأخير على غزة
هذا العدوان الهمجيُّ الذي لم يشهد العالم مثيلاً له
بقسوته وبربريّته وبأنواع الأسلحة المحرَّمة التي اُسْتُعمِلـتْ فيه
كنت أستمع الى المذياع فهو الوسيلة الوحيدة التي كنا نلجأ إليها
في انقطاع الكهرباء في ذلك الوقت
شدّ انتباهي وجاء الخبر كالصاعقة على مسمعي
اُسْتشهِدَ اليوم البطل المجاهد (.......)
يا إلهي إنه هو !!!!
نعم إنه ابن صديقتي التي ربطتني بها روابط محبّةٍ وأخوّةٍ
منذ جئْتُ إلى غزة
لم أُصدِّق في البداية...
استمعت إلى الاسم من أكثر من مصدر
ولكن لا مجال لأيِّ تهرّبٍ من الحقيقة.......
لم يكن بمقدوري الذهاب إليها (لِأُبارك لها وأُهنّئها )
نعم تهنئتها باستشهاد ابنها
هذه هي طقوس ما بعد الشهادة
يأتي الناس من كل حدبٍ وصوب للتهنئة
في مشهدٍ قلّ نظيره
أقلُّ ما يقال عنه أنه عرسُ الشهيد
وكيف لا يكون عرساً وهو الذي سيُزَفُّ إلى الحور العين
لم أستطع الذهاب إليها في حينها
وذلك لخطورة التنقُّل على الطّرقات ....
بعد هدوءِ الحال ذهبتُ......
كان تفكيري طيلة الطريق ، في كيفية لقائها؟
كيف ستكون حالها ؟؟
أسئلةً كثيرة دارت في مخيلتي وأنا بطريقي إليها
دخلْتُ البيت....فإذا بصور الشَّهيد تملأُ المكان
باقات الورود الكبيرة تعطِّر الأجواء
صحون التمر والحلوى في كل الزوايا والأرْجاء
تقدَّمْتُ وسلَّمْتُ عليها بحرارة نظرتْ إلي
وابتسامة الفخر والشموخ تعلو وجهها
صابرةً ......ثابتةً.....محتسبةً
جلسْتُ بقربها ، فأخَذَت تحدِّثُني عن ابنها الشهيد
و عن آخر مرّةٍ رأَتْه
"كان صائماً....اغتسل ، وتعطَّر ، وخرج.....
كان خروجه للمهمَّة الجهاديّة التي كُلِّفَ بها
قلت له :انتظر إلى أن تُفطِرَ يا بني....
نظر إلي بابتسامةٍ وقال: ادعي لي يا أمي أن أُفطر في الجنة
أسأل الله أن يكون له ذلك"
هاهي أم الشهيد
تنفضُ غبارَ الحزنِ الذي يسْكنُ قلبها...
وتمْسحُ بيديها دموعَ الألمِ عن وجهها...
تُلقي بالأنين بعيداً عنها.....لتتسلَّح بسلاحِ الإيمان
تُتَوِّجُ جبينَها بتاجِ الأمل وتُطَرِّزُ بيديها رايات العزَّةِ والنصر
هاهي اليوم تحصدُ أجملَ ثمرة....ثمرةَ العزِّ والشموخ
وكيف لا......وهي من قدّمت بروحها وعقلها ووجدانها
فلذة كبدها....مُهجةَ فؤادها نبضَ قلبِها
قدَّمتْ للوطن....... أغلى هدية