[ وا حسرتا هل تنفع الحسـراتُ
أم هل تُخففُ وجـدي العبـراتُأسفي على أشلاءِ جسـمٍ مزقـت
فتصاعدت من قلبـي الزفـراتُ(تم اغتيال الشيخ أحمـد) هكـذا
جـاء البيـانُ وتاهـتِ النبـراتُماذا جرى؟ ومضيت أسال حائراً
وتعثرت فـي حينهـا الكلمـاتُقتلـوه؟ قـال محدثـي متألـمـاً
قد أحكمت في جسمِهِ الضربـاتُلله إنــا راجـعـون أقولـهـا
وكأنمـا قلبـي بـه جـمـراتُومضيت أنظر في حقيقة ما جرى
لمّا انبرت فـي نشـره القنـواتُفرأيت ما لا كنت أرجو أن أرى
وتكسرت من هولـه النظـراتُسأظل أذكر حين أقبـل خاشعـاً
قد أشرقت من وجهه السجـداتُلما قضى فجرَ الحيـاة وأقبلـت
من داره الأخرى عليـه هِبـاتُغدروا به غدراً يشيب له الدجى
لمـا رمـوه ودوت الصرخـاتُمـن حولـه أولاده فـي فتيـةٍ
قـد نالهـم ممـا دهـاه شتـاتُأسفي عليه وقـد تناثـر لحمُـهُ
وعظامُهُ فـوق التـراب رُفـاتُأسفي عليه وقـد عـلا كرسيَّـهُ
فتطايرت مـن تحتـه العجـلاتُأسفي عليه وقد جـرى منـه دمٌ
فوق التراب وفاحـت النسمـاتُأسفي على من كـان فينـا أمـةً
تسعى به نحو العلى الخطـواتُمـا أنـت إلا قـوةٌ وعزيـمـةٌ
وتواضـعٌ وصرامـةٌ وثـبـاتُما مِتَّ حتى ماتت العربُ التـي
فـي ذلهـا تتزاحـم الكلـمـاتُفرحلت بالشرف الرفيـع مؤبنـاً
وتصاعدت من أجلـك الدعـواتُدعني أعزي فيـك أمتنـا التـي
قد نكست في دورهـا الرايـاتُدعني أعزي فيك شعبـاً أعـزلاً
فـي جوفـه تتآكـل الحسـراتُُدعني أعزي فيـك طفـلاً يائسـاً
مـن عينـه تتقاطـر الدمعـاتُدعني أعزي فيـك كـل يتيمـة
فقـدت أباهـا أعدمـوه طـغـاةُأم هل أعزي فيك مجلـس قمـةٍ
قد سـودت بمـداده الصفحـاتُفأخطُّ من شعـري إليـه رسالـةً
من قبـل أن تتراكـم الجلسـاتُأن الخيانة فـي اليهـود سجيـةٌ
والغدر والحقد الدفيـن صفـاتُفإذا رغبنـا فـي السـلام فإنمـا
لعبت بنا عـن هدينـا الشهـواتُأوَ ما رأت منا العيـون جريمـةً
كانـت بهـا للمسلميـن عظـاتُذاك السلام مـع اليهـود لأنهـم
في عرفهـم أن السـلام ممـاتُياسين يا شيـخ الجهـاد تركتنـا
فتفاقمـت لرحيلـك الأزمــاتُتبكيك حيفـا والقطـاعُ وجـورةٌ
ومساكنٌ ممـا جـرى نَخِـراتُوالمسجد الأقصـى علتـه كآبـةٌ
حتى علـت محرابـه الحرقـاتُفإذا رحلت عن العيون فلم يـزل
لك في فـؤادي منـزلٌ وحيـاةُياسين يـا شيـخ الجهـاد تحيـةً
وعليك من رب الورى رحمـاتُ