رسالة إلى الشهيد العظيم أحمد ياسين
كلمة الدعاة فى يوم ياسين العالمى على الإنترنت
د. رشاد لاشين
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: أتوجه إليك في ذكراك ؛ وأنت الشهيد الحي الذي ترزق عند ربك كما أخبرنا الله تبارك وتعالى : (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) آل عمران : 169 وأخاطب روحك الطيبة التي تتجول هنا وهناك حرة طليقة في حواصل طير خضر كما أخبر رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم .. أتوجه إليك بتحية عظيمة وتقدير كبير؛ أتوجه إليك بكل العاطفة وكل الحب فنحن والله كنا ومازلنا وسنظل نحبك في الله حباً جماً لا حدود له ، أتوجه إليك بروح الوفاء والاحترام والإعزاز والإجلال والإكبار ؛ أتوجه إليك أشكرك وأطمئنك وأفرح معك بفضل الله عليك و فضل الله علينا بك ؛
أتوجه إليك سيدي الشهيد العظيم أراجع نفسي و أدعو أمتي أن تراجع دروساً أكرمنا الله بها على يديك :
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: طب نفساً بشهادتك ودمائك الزكية الطاهرة التي قدمتها ابتغاء وجه ربك الكريم فداء للأوطان ودفاعاً عن المقدسات ؛ هنيئاً لك شهادتك التي تتمنى العودة إليها كما يتمنى كل شهيد ؛ هنيئاً لك دم الشهيد الذي ظللت تحلم به طوال السنين فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مكلوم يُكلم في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى، اللون لون دم، والريح ريح مسك) فقد فزت ورب الكعبة وعلمت الأمة معلني التضحية والفداء والصدق مع الله والسعي لنيل رضاه وانطلقت كلماتك الرائعة التي عبرت بها عن أملك:
( أملــــي أن يرضــي الله عنــــي )
انطلقت هذه الكلمات تهز ضمير الأمة وتنقيه من كل شائبة وتصفيه من كل انشغال بغير الله .
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: طب نفساً بغرسك الرائع وشجرك الطيب الذي زرعته في الأرض المباركة أرض فلسطين الحبيبة ؛ يحمل لواء الجهاد ويرفع علم التحرير ويواجه عتاة الإجرام من شراذم اليهود أبناء القردة والخنازير وعبد الطاغوت .. طب نفسك سيدي الشهيد فغرسك ثابت ثبات الشم الرواسي بفضل إخلاصك وإرضائك لربك أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) سورة إبراهيم
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: طب نفساً فقد عشت تعلمنا الاستعلاء على الباطل والصمود بالحق في وجه الطغيان وعشت تعلمنا التغلب على الضعف وتخطي العقبات والسخرية من المحن وأنت ترفع راية الحق وتبشر به وتهتف في الدنيا أن الحق أقوى من الباطل وتذكر العالم بقول الله تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) الأنبياء : 105 وهاهم تلاميذك بعد استشهادك يتجاوزون العقبات ويتخطون الملمات ويحققون الإنجازات
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: طب نفساً فقد كنت المشلول القعيد المبدع المفيد صاحب القدرات والمواهب والإبداعات قدمت نموذجاً لدور الفرد في إحياء أمته وفجرت فينا الطاقات والإبداعات وعلمت تلاميذك في فلسطين والعالم التحرك لنهضة الأمة التي نراها اليوم بفضل الله تعالى تحقق الإنجازات في كل لحظة ويتلألأ نجمها في كل سماء وتتصاعد يوماً بعد يوم نحو البناء العظيم لخلافة المسلمين وأستاذية العالمين .
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: طب نفساً فقد رحلت عنا جسداً وكنت عندنا الحبيب الغالي العظيم رمز العزة والكرامة ؛ فارس الحلبة وأسد الميدان ولكنك سيدي العظيم بقيت فينا مثلاً رائعاً يشحذ الهمم ويفجر الطاقات ويضيء دمه الطاهر في دياجير الظلام ليهدي الأمة سواء السبيل وانطلق النداء باسمك يدوي في ضمير الأمة الناهضة :
(شيخ قعيد أيقظ الأمة ونال الشهادة.. فمتى يتحرك صحيح البدن قعيد الهمة؟)
فهنيئاً لك سيدي العظيم عشت لله ومت في سبيل الله وبقيت بعد موتك تأخذ بأيدينا نحو الله ؛ عشت تبني أمتك وها أنت بعد موتك تفجر طاقات البناء فهنيئاً لك فضل الله وثوابه العظيم
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين: طب نفسك بتحقق بعض أمانيك ؛ فقد عشت تغرس فينا روح الأمل وتبشرنا بالتمكين لجند الله وهاهم تلاميذك في فلسطين يفوزون بالأغلبية في الانتخابات التشريعية وها هي حماس العملاقة الأبية تشكل الحكومة وتسعى نحو الإصلاح والتغيير والتحرير والتمكين وهي تقف شامخة شموخ الشيخ ياسين الذي أبهر العالم بثباته وثقته وشموخه وأمله وبعد بصيرته وارتكانه إلى الركن الركين إلى ركن الله القوي العزيز القادر الذي يمكن عباده المستضعفين رغماً عن أنف كل قوى الاستكبار في الأرض ؛ هاهم تلاميذك يشكلون أول حكومة للإخوان المسلمين ويبعثون الأمل والنور في الخلاص والتمكين للأمة في جميع ربوع الأرض
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين : أتمنى على الله تعالى أن تصلك كلماتي هذه وألا تنسنا من دعواتك الصالحة وأنت في رحاب ربك ؛ أن يجعلنا الله تعالى من المجاهدين وأن يرزقنا الهمة والإخلاص وأن يكرم أمتنا بالنصر والتمكين وأن يكرمنا بالشهادة في سبيله وأن نقضي نحبنا من أجل إعلاء دينه وأن يجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين
وأتمني على الله تعالى أن تصل كلماتي هذه إلى أمتنا الحبيبة فتحسن التأسي بك والسير على دربك والتماس همتك والانطلاق بثقتك وانتهاج نهجك الذي نهجت تحت راية الله وتأسياً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيدي الشهيد العظيم أحمد ياسين : وإلى أن نلقاك أيها الحبيب الغالي في رحاب الله تعالى : نحن على الدرب سائرون وبحبل ربنا معتصمون وللنصر أو الشهادة منتظرون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
د. رشاد لاشين
¤¤¤¤¤¤¤