دهورت الحالة الصحية للدكتور طه عبدالتواب - إخصائي العلاج الطبيعي
بمحافظة الفيوم - بعد مرور ثلاثة أيام علي إضرابه حيث تم احتجازه بالعناية
المركزة بمستشفي سنورس العام ومنع الزيارة عنه علي إثر انخفاض حاد في معدل
السكر بالدم ووصوله إلي أدني مستوياته وبداية تدهور في مستويات الوعي
والإدراك مما قد يؤدي إلي غيبوبة حادة خلال ساعات قليلة، وكان الدكتور طه
قد تم استدعاؤه لمباحث أمن الدولة، حيث قام المقدم محمد عبدالتواب بسبه
وشتمه بألفاظ نابية، ثم قام بضربه بالارجل والايدي وبعد التحقيق معه بتهمة
المشاركة في مؤتمر تأييد الدكتور البرادعي والدعوة لنصرة الاقصي امر
المخبرين بتجريده من ملابسه وقام بالاعتداء عليه وتم احتجازه بمخزن تحت
الأرض بمقر مباحث أمن الدولة بالفيوم منذ الثامنة مساء السبت حتي الثامنة
صباح الأحد وخرج بعدها إلي مستشفي سنورس المركزي معلنا إضرابه عن الطعام،
وقال أنا لن أترك حقي ولن أنهي إضرابي عن الطعام والشراب والدواء حتي
تأخذوا لي حقي من المقدم محمد عبدالتواب الذي انتهك حريتي.
وترددت أنباء بقوة عن عزم وكيل وزارة الصحة بالفيوم نقل الدكتور طه إلي
مستشفي الفيوم العام وذلك كمحاولة أخري لاحتواء الدكتور طه والضغط عليه
لإنهاء إضرابه، فضلا عن منع جميع أجهزة الإعلام والفضائيات من الوصول إليه
والتسجيل معه.
فيما أصدر مركز هشام مبارك للقانون بيانا أدان فيه بشدة الاعتداء علي
الطبيب المذكور، وأشار البيان إلي أنه بعد أن قام عدد من البلطجية تحت سمع
وبصر قوات الأمن بالفيوم بإجهاض مؤتمر دعا إليه عدد من القوي الوطنية
المطالبة بتغيير الدستور بمحافظة الفيوم وتعدوا بالضرب علي منظمي المؤتمر
حتي لا ينعقد في الميعاد المقرر له والذي كان مقررا حضور بعض الشخصيات
السياسية به، وهم ممثلو عدد من الأحزاب والحركات الاحتجاجية، وبعد قيام
عدد من منظمي المؤتمر بالتقدم ببلاغ للنائب العام قيد برقم 4412 لسنة 2010
عرائض النائب العام، وهو قيد التحقيق بنيابة الفيوم الكلية حاليًا، وسوف
يتقدم مركز هشام مبارك للقانون غدا ببلاغ للنائب العام حول واقعة الاعتداء
علي الطبيب والمطالبة بإنهاء حالة التخاذل هذه في سبيل محاسبة المسئولين
عن الاعتداء عليه.
كما تقدم جمال عيد - المدير التنفيذي للشبكة العربية لحقوق الإنسان -
ببلاغ هو الآخر للنائب العام لاتخاذ إجراءات فورية وفتح تحقيق جاد ضد
الضابط محمد عبدالتواب، والمتهم بتعذيب الدكتور طه ووقفه عن العمل، كما
تقدم منسقو حملة البرادعي بالخارج بشكاوي لمنظمة العفو الدولية ومجلس
الدولة لحقوق الانسان.
كما حاول الدكتور محمد أبو الغار وجورج إسحاق والدكتور عبدالجليل مصطفي
الاتصال بالدكتور طه للاطمئنان عليه إلا أن حالته الصحية المتدهورة حالت
دون استطاعته الرد، وقد قرروا زيارته اليوم الخميس بالمستشفي وإعلان
التضامن معه، كما استنكر النائب كمال نور الدين الاعتداء علي الطبيب
وتعذيبه، مشيرا إلي أنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل لوزير الداخلية عن التعذيب
في مقار أمن الدولة، خاصة بالفيوم وما حدث مع الطبيب المذكور عقابا له علي
التعبير عن رأيه في أمور تخص وطنه.
وقد أكد الدكتور طه عبدالتواب في لقاء خاص معه داخل العناية المركزة
بمستشفي سنورس أنه سيستمر في الإضراب ولو كلفه هذا حياته حتي يرجع حقه
إليه، مشيرا إلي الضغوط التي تمارس عليه لإجباره علي فك إضرابه، قائلا: هم
يحاولون أن يثنوني عن الإضراب فأرسلوا أحد ضباط المباحث والذي ساومني علي
إنهاء الإضراب في مقابل رد اعتباري، وقلت له لن أتنازل عن حقي وقاموا
بإرسال شيخ من الأوقاف لإقناعي بالعدول عن الإضراب، وبرر ذلك بأن الإضراب
أمر غير شرعي، وحاول مساومتي في مقابل مادي وقال إن نائب المأمور هو الذي
اتصل به والكل خائف عليه وقلت له إن الحقوق تنتزع ولا توهب وإن الذي يظن
أن قوته فوق قدرة الله فهو خاطئ وأنا مستمر في الإضراب حتي آخذ كامل حقوقي.