الحمد لله رب العالمين واشهد ان لاإله الا الله ولى الصالحين
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا محمدا عبد الله ورسولة
اللهم إنك تعلم أن القلوب فى هذا المنتدى قد اجتمعت على محبتك
والتقت على طاعتك وتوحدت على دعوتك وتعاهدت على نصرة
شريعتك فوثق اللهم رابطتها وأدم ودها واهدها سبلها واملأها بنورك
الذى لايخبو واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك
وأحيها بمعرفتك وأمتها على الشهادة فى سبيلك إنك نعم المولى ونعم النصير
إخوانى وأخواتى سلام من الله عليكم ورحمتة وبركاتة
سيكون مقالى فى هذا الأسبوع بإذن اللة تعالى
عن ظاهرة لن اقول أنها انتشرت فى منتدانا وفقط ولكنها انتشرت فى جسد الأمة الإسلامية
فأرجوا من المولى عز وجل أن ينفعنا بما سمعنا وأن يزدنا علما
المراء والجدل
المراء:لغة المناظرة والجدل قال تعالى:فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهر
والجدل:لغة شدة الخصومة والمناقشة قال تعالى :وجادلهم بالتى هى أحسن
واصطلاحا:كل اعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فية إما فى اللفظ وإما فى المعنى وإما فى قصد المتكلم
أو قصد إفحام الغير وتعجيزة بالقدح فى كلامة ونسبتة إلى القصور والجهل إحياء علوم الدين
صور المراء والجدل ووضعها فى ميزان الإسلام
1-الطعن فىكلام الغير من حيث اللفظ بإظهار خلل فية من جهة النحو أومن جهة اللغة العربيةأومن جهةالنظم والترتيب بسؤ تقديم أوتأخير
2-الطعن فى كلام الغير من حيث المعنى
3-الطعن فى كلام الغير من حيث القصدبأن يقول الممارى لخصمة:هذا الكلام حق ولكن ليس قصدك منة الحق وإنما انت صاحب غرض.
والمراء والجدل على هذا النحو مذمومان وذلك للنصوص الكثيرة الدالة على ذلك
قال تعالى:وجادلو بالباطل ليدحضوا بة الحق فأخذتهم فكيف كان عقاب
وقولة عز وجل:وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم
وقولة صلى الله علية وسلم :أنا زعيم بيت فى ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا..........أخرجة أبوداود
وقولة أيضا:ماضل قوم بعد هدى إلا أوتو الجدلر ثم تلا قولة تعالى:ماضربوة لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون
رواة الإمام أحمد فى مسندة
وهذا لايمنع أن هناك نوعا محمودا من الجدل وهو ماكان دعوة إلى حق أوإيضاحا وبيانا ودفاعا عن حق
ولكن نمتثل دائما قولة تعالى:ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن
أسباب الوقوع فى المراء والجدل
1-عدم رعاية أداب النصيحة:وذلك أن للنصيحة أدابا أهمها أن تكون فى السر مالم يجاهر بها صاحبها,وان تكون بالأسلوب المناسب وفى اللحظة المناسبة,وأن تكون بنية الإصلاح والتغيير الى ماهو أحسن,وان تكون خالصة لوجة الله
2-الميل الى الغلبة وعدم قبول النصيحة:وذلك ان المرائى قد يكون بطبعة ميالا الى الغلبة ولا يقبل الهزيمة ويستخدم فى سبيل تحقيق هذا كل مايتاح لة من أساليب ووسائل ولعل هذا السر فى دعوة الإسلام الى الإنصاف من النفس
قال تعالى:ياأيها الذين ءامنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون
3-التشويش على الحق والصواب:وقد يكون هذا سبابا من أسباب المراء قال تعالى:وقال الذين كفروا لاتسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون
4-الاشتغال بعلوم الجدل والمناظرة قبل التحصن بالكتاب والسنة
أثار المراء والجدل
1-إغضاب الاخرين:الأمر الذى يؤدى الى البغض والقطيعة ولا بركة فى قول لايصاحبة عمل
قال تعالى:كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون
2-ضياع الهيبة وسقوط المرؤة:وفى هذا يقول عيسى بن مريم من كثر كذبة ذهب جمالة,ومن لاحى الرجال سقطت مروءتة
3-الفرقة والتمزق:لأن من أورث رهذا الداء لايمكن أن يأتلف قلبة مع قلوب العاملين لديننا ممن سلمهم الله من هذة الافة فتكون القطيعة والفرقة
العلاج والوقاية
1-رعاية الاداب الإسلامية فى النصيحة:بأن تكون فى السر لمن لم يجهر بها,وان تكون بأسلوب مناسب وفى لحظة مناسبة,وان تكون بنيةالإصلاح والتغيير لما هو احسن,وان تكون خالصة لوجة اللة تعالى
2-إشعار الاخرين بالاحترام والتوقير حتى مع اختلاف الفكر وتعارض الرأى:وهنا لابد ان نذكر موقف نبينا صلى الله علية وسلم
مع عتبة بن ربيعة عندما ارسلة قومة الىالنبى ليثنية عن دعوته بواسطة عرض المال والجاة والسلطان على النبى صلى الله علية وسلم..........فرد علية النبى صلى اللة علية وسلم بأدب واحترام وتوقير مع انة يتحدث مع مشرك كافر
رد علية بقولة:قل أبا الوليد أسمع. وقولة لة:أفرغت ياأبا الوليد الأمر الذى كان سببا فى امتصاص غضبة ثم أسمعة
ايات من كتاب الله وفى اخرها انذار بالوعيد والعذاب فأمسك بفى رسول الله وهويقول:ناشدتك الله والرحم إلا امسكت فإنى أخشى أن تنزل على قومى الصاعقة إلى ان عاد الى قومة يطلب منهم ان يخلوا بين النبى وبين مايقول(الموقف من كتاب سبل الهدى والرشادفى سيرة خيرة العباد لمحمد بن يوسف الصالحى.
3-تحرى العيش فى وسط سليم من المراء والجدل فإن ذلك يعين النفس بل يحفظها من الوقوع فى هذة الافة
4-قيام الامة بواجبها نحو هؤلاء الناس.كل بما يتناسب مع طاقتة وامكاناتة فالجميع ينصحون وينكرون بألسنتهم وولى الأمر يقوم بالتعزير ان اقتضى الامر والا تعتزل وتقاطع حتى يستقيم حال هؤلاء
5-مجاهدة النفس وتعويدها على الجرأة والشجاعة فالاعتراف بالخطاءوقبول الحق من الغيرافضل من التمادى فى الباطل والمهم ظهور الحق بغض النظر على لسان من يظهرالحق
6-معاملة من يخالفوننا الرأى على ان رأينا صوابا يحتمل الخطاء وقول غيرنا خطاء يحتمل الصواب
7-رؤية الكلام من العمل فإن من يرى كلامة من عمله يقل كلامه الا فيما يعنية وبذلك يغلق باب واسع من أبواب الجدال
إخوانى اتمنى من اللة ان ينفع اخواننا واخواتنا فى هذا المنتدى بهذا الموضوع وأن يجعل المولى عز وجل كلامنا هذا شاهدا لنا لاعلينا حجة لنا لاعلينا شفيعا لنا يوم يقوم الناس بين يدى الله رب العالمين
جزيتم خيرا جميعا
وتقبلوا منى تحياتى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
عدل سابقا من قبل ابوعمر في الأربعاء 18 فبراير 2009, 12:21 pm عدل 1 مرات