كيف نحتفل به؟!
من هنا فالاحتفال بالمولد النبوي يجب ألا يكون فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، بل يجب أن يقام في كل يوم من كل شهر وفي كل مسجد، لكي يشعر الناس بنور الإسلام ونور الشريعة تدخل في قلوبهم.
كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه; عن نبي الهدى- صلى الله عليه وسلم- قال: "فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده" قال ابن حجر في فتح الباري (1/80): قوله: "لا يؤمن" أي إيماناً كاملاً.
ويكون الاحتفال الحقيقي بأداء حقوق النبي- صلى الله عليه وسلم- على خير وجه كما يلي:
- تجديد العهد: ويكون ذلك بالإيمان به- صلى الله عليه وسلم- فالإيمان بالرسل من أركان الإيمان، وهو- صلى الله عليه وسلم- رسولٌ من أولئك الرسل بل هو خير الرسل والأنبياء بل هو خير الخلق على الإطلاق، قال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَالنُّوْرِ الَّذِيْ أَنْزَلْنَا﴾ (التغابن: وقال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِيْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوْهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (الأعراف: 158).
وقد أخبر- صلى الله عليه وسلم- بوجوب الإيمان به فقال- صلى الله عليه وسلم-:
"أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" (متفق عليه)، وهذا يعني التصديق الجازم بأن رسالته ونبوته حقٌّ من عند الله تعالى والعمل بِمقتضى ذلك بالقلب واللسان والجوارح، وإن مَن شكَّ في نبوته أو رسالته أو كذب ما جاء به فهو كافر لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً.
- محبته: وهذا يقتضي أن يفوق حبه صلى الله عليه وسلم أي حب وأن يكون تقديره فوق كل تقدير، وأن يكون المال والأهل والولد والنفس في درجة متأخرة عن حبه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم لعمر- لما أَخبر بأن الرسول أحبُّ إليه من ماله وولده لكنه ليس أحب إليه من نفسه-: "لا والذي نفسي بيده حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنك الآن والله أحب إليَّ من نفسي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر".. أي الآن حقَّ الإيمانُ.
ومحبته- صلى الله عليه وسلم- تعني إقامة شرعته ونصرة سنته وإيثار ما يحب صلى الله عليه وسلم على ما يحب العبد، والقيام بأمر الدعوة وتبليغها للعالمين، ومحبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم، وكثرة الصلاة عليه وطاعته.. وليس هذا نافلةً أو تفضُّلاً من المسلم بل هو واجبٌ عليه وفرض.. قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى!! قيل يا رسول الله ومن يأبى؟! قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" (رواه البخاري)، وقال الله ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوْهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (الحشر: 7) وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَّحِيْمٌ﴾ (آل عمران: 31).
- اتباعه والاقتداء به: قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيْ رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالَيْومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيْرًا﴾ (الأحزاب: 21) أي إن لكم فيه- صلى الله عليه وسلم- قدوةً صالحةً في أفعاله وأقواله، فمن اقتدى وتأسى به- صلى الله عليه وسلم- سلك الطريقَ الموصِّلَ إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم والجنة، ومن ترك الاقتداء به- صلى الله عليه وسلم- قد ضل وهلك وخسر في الدنيا والآخرة.
فليحذر كلٌّ منا مِن مُخالفة أمرِ النبي- صلى الله عليه وسلم- فمَن يُطِع الرسول فقد أطاع الله ومن يعص الرسول فقد عصا الله، وفي مخالفته خروجٌ من الدين وارتدادٌ عنه- عياذًا بالله- وضلالٌ مبينٌ؛ إذ إن النبي محمدًا كان خيرَ من عَبَد الله وخيرَ مَن عاش حياتَه في كنفِ مولاه، وهو خيرُ نموذج لرجل رضي الله عنه وأرضاه.. قال تعالى: ﴿وَاتَّبِعُوْهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ﴾ (الأعراف: 157) فهو أمرٌ من الله تعالى باتباع نبيه- صلى الله عليه وسلم- لمن أرادَ الهداية ومَن خالف أمرَه فليس له إلا والندامة والحسرة.
- مناصرته صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه: أمرنا الله تعالى بتوقير نبيه- صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَّنَذِيْرًا* لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوْهُ بُكْرَةً وَّأَصِيْلاً﴾ (الفتح: 8، 9) والتعزير يعني النصرة له صلى الله عليه وسلم، والتوقير يعني التعظيم والإجلال له صلى الله عليه وسلم، وأما التسبيح فهو لله تعالى أي تنزيهه جل وعلا عن
من هنا فالاحتفال بالمولد النبوي يجب ألا يكون فقط يوم الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري، بل يجب أن يقام في كل يوم من كل شهر وفي كل مسجد، لكي يشعر الناس بنور الإسلام ونور الشريعة تدخل في قلوبهم.
كما جاء في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه; عن نبي الهدى- صلى الله عليه وسلم- قال: "فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده" قال ابن حجر في فتح الباري (1/80): قوله: "لا يؤمن" أي إيماناً كاملاً.
ويكون الاحتفال الحقيقي بأداء حقوق النبي- صلى الله عليه وسلم- على خير وجه كما يلي:
- تجديد العهد: ويكون ذلك بالإيمان به- صلى الله عليه وسلم- فالإيمان بالرسل من أركان الإيمان، وهو- صلى الله عليه وسلم- رسولٌ من أولئك الرسل بل هو خير الرسل والأنبياء بل هو خير الخلق على الإطلاق، قال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَالنُّوْرِ الَّذِيْ أَنْزَلْنَا﴾ (التغابن: وقال تعالى: ﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِيْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوْهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ (الأعراف: 158).
وقد أخبر- صلى الله عليه وسلم- بوجوب الإيمان به فقال- صلى الله عليه وسلم-:
"أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله" (متفق عليه)، وهذا يعني التصديق الجازم بأن رسالته ونبوته حقٌّ من عند الله تعالى والعمل بِمقتضى ذلك بالقلب واللسان والجوارح، وإن مَن شكَّ في نبوته أو رسالته أو كذب ما جاء به فهو كافر لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا ولا عدلاً.
- محبته: وهذا يقتضي أن يفوق حبه صلى الله عليه وسلم أي حب وأن يكون تقديره فوق كل تقدير، وأن يكون المال والأهل والولد والنفس في درجة متأخرة عن حبه، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين" (رواه البخاري)، وقال صلى الله عليه وسلم لعمر- لما أَخبر بأن الرسول أحبُّ إليه من ماله وولده لكنه ليس أحب إليه من نفسه-: "لا والذي نفسي بيده حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك"، فقال له عمر: فإنك الآن والله أحب إليَّ من نفسي يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "الآن يا عمر".. أي الآن حقَّ الإيمانُ.
ومحبته- صلى الله عليه وسلم- تعني إقامة شرعته ونصرة سنته وإيثار ما يحب صلى الله عليه وسلم على ما يحب العبد، والقيام بأمر الدعوة وتبليغها للعالمين، ومحبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم، وكثرة الصلاة عليه وطاعته.. وليس هذا نافلةً أو تفضُّلاً من المسلم بل هو واجبٌ عليه وفرض.. قال صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى!! قيل يا رسول الله ومن يأبى؟! قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" (رواه البخاري)، وقال الله ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوْهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ (الحشر: 7) وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَّحِيْمٌ﴾ (آل عمران: 31).
- اتباعه والاقتداء به: قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيْ رَسُوْلِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالَيْومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيْرًا﴾ (الأحزاب: 21) أي إن لكم فيه- صلى الله عليه وسلم- قدوةً صالحةً في أفعاله وأقواله، فمن اقتدى وتأسى به- صلى الله عليه وسلم- سلك الطريقَ الموصِّلَ إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم والجنة، ومن ترك الاقتداء به- صلى الله عليه وسلم- قد ضل وهلك وخسر في الدنيا والآخرة.
فليحذر كلٌّ منا مِن مُخالفة أمرِ النبي- صلى الله عليه وسلم- فمَن يُطِع الرسول فقد أطاع الله ومن يعص الرسول فقد عصا الله، وفي مخالفته خروجٌ من الدين وارتدادٌ عنه- عياذًا بالله- وضلالٌ مبينٌ؛ إذ إن النبي محمدًا كان خيرَ من عَبَد الله وخيرَ مَن عاش حياتَه في كنفِ مولاه، وهو خيرُ نموذج لرجل رضي الله عنه وأرضاه.. قال تعالى: ﴿وَاتَّبِعُوْهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ﴾ (الأعراف: 157) فهو أمرٌ من الله تعالى باتباع نبيه- صلى الله عليه وسلم- لمن أرادَ الهداية ومَن خالف أمرَه فليس له إلا والندامة والحسرة.
- مناصرته صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه: أمرنا الله تعالى بتوقير نبيه- صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَّنَذِيْرًا* لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوْهُ بُكْرَةً وَّأَصِيْلاً﴾ (الفتح: 8، 9) والتعزير يعني النصرة له صلى الله عليه وسلم، والتوقير يعني التعظيم والإجلال له صلى الله عليه وسلم، وأما التسبيح فهو لله تعالى أي تنزيهه جل وعلا عن