- مناصرته صلى الله عليه وسلم والدفاع عنه: أمرنا الله تعالى بتوقير نبيه- صلى الله عليه وسلم- فقال تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَّنَذِيْرًا* لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُوْلِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوْهُ بُكْرَةً وَّأَصِيْلاً﴾ (الفتح: 8، 9) والتعزير يعني النصرة له صلى الله عليه وسلم، والتوقير يعني التعظيم والإجلال له صلى الله عليه وسلم، وأما التسبيح فهو لله تعالى أي تنزيهه جل وعلا عن الشرك.
وتوقير النبي- صلى الله عليه وسلم- واجبٌ أكيدٌ، ومعنى توقيره- صلى الله عليه وسلم- إجلالُه وتعظيمُه كما ينبغي له ذلك، فيُرفَع من قدره- صلى الله عليه وسلم- حتى لا يساويه ولا يدانيه أحدٌ من الناس، ومع هذا لا يُرفع مقام النبي إلى العبودية فإن ذلك محرمٌ لا يجوز، ومن توقيره صلى الله عليه وسلم أيضًا عدم ذكر اسمه مجردًا، فلا يقال: "محمد"، بل يقال: نبي الله، رسول الله، قال تعالى:﴿لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُوْلِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا﴾ (النور: 63).
ومن ذلك أيضًا الذبُّ عنه والدفاع عن حرمته- صلى الله عليه وسلم- وردّ الأذى عنه في حياته بالدفاع عنه وبعد موته بالتمسك بسنته وتبليغها للعالمين.
- معرفة سيرة النبي محمد من حركة وسير وجهاد وغزوات: فإن في تعلمها وتعليمها للآخرين أكبر الأثر في نفوس المعلمين والمتعلمين، ولقد كان الصحابة يعلِّمون أولادهم غزوات الرسول كما يعلمونهم السورة من القرآن، وفي دراسة سيرته وغزواته رصيدٌ وخبرة لا تضاهيها خبرةٌ، فقد كان- صلى الله عليه وسلم- أعظم خبير في دنيا الحروب وأعظم إستراتيجي وأعظم سياسي وأعظم اقتصادي وأعظم اجتماعي وأعظم بليغ في كلامه وأسلوبه.